3 أزمات تحاصر قطاع الطيران.. الحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع أسعار البترول الأبرز
كشف الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) عن تباطؤ في تعافي قطاع السفر الجوي في الأسواق المحلية والعالمية في يناير 2022 بالمقارنة مع ديسمبر 2021، وذلك نتيجةً للقيود المفروضة على السفر بعد ظهور المتحور أوميكرون في نوفمبر الماضي.
وتعليقًا على هذا الموضوع، قال ويلي والش، المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي: "تابع قطاع النقل الجويّ تعافيه خلال شهر يناير على الرغم من ظهور المتحوّر أوميكرون.
وعلى الرغم من أنّ التشدد في الإجراءات الحدودية لم يتمكن من إيقاف انتشار هذا المتحور، إلا أن نظم الصحة العامة لم تتأثر فوق طاقتها في المناطق التي كانت فيها مناعة السكان قويةً.
كما بدأت العديد من الحكومات بتعديل الإجراءات المتعلقة بكوفيد-19 لتتماشى مع الإجراءات المفروضة على غيره من الفيروسات المتوطنة، ويشمل ذلك إلغاء القيود المفروضة على السفر والتي حملت آثارًا سلبية على الحياة والاقتصاد وحرية التنقل".
النزاع الروسي الأوكراني
لا تعكس الأرقام المسجلة في شهر يناير تأثرًا بالنزاع الذي اندلع بين روسيا وأوكرانيا في نهاية شهر فبراير. ومن المتوقع أن تتسبب العقوبات وإغلاق المجال الجوي الناتجين بتأثيرٍ سلبيّ على حركة السفر، خاصةً في الدول المجاورة لمنطقة النزاع.
شكّلت السوق الأوكرانية في عام 2021 نسبة 3.3% من مجمل حركة الركاب الأوروبيين و0.8% على مستوى العالم.
شكّلت السوق الدولية الروسية في عام 2021 نسبة 5.7% من حركة الركاب الأوروبيين (مع استثناء السوق المحلية الروسية) ونسبة 1.3% من حركة النقل الجوي عالميًا.
إغلاقات المجال الجوي
أسفرت إغلاقات المجال الجوي عن إعادة توجيه أو إلغاء بعض خطوط الرحلات، وخاصة ما بين أوروبا وآسيا، إضافةً إلى أسواق آسيا وأمريكا الشمالية، ويعود ضعف آثار هذه الإغلاقات إلى تراجع حركة الطيران بشكل كبير بسبب إغلاقات حدودية واسعة في آسيا بعد أزمة كوفيد-19.
وسجلت إيرادات الركاب لكل كيلومتر ما بين آسيا وأمريكا الشمالية نسبة 3.0%، وما بين آسيا وأوروبا نسبة 4.5%، من الإيرادات العالمية.
وأثّر الارتفاع المفاجئ في أسعار الوقود العالمية، إلى جانب هذه الاضطرابات، على أسعار قطاع النقل الجوي.
وأضاف والش: "سجّلت آخر نشرة توقعات مالية في الخريف الماضي توقعات بخسارة قطاع الطيران 11.6 مليار دولار أمريكي في عام 2022، حيث كان سعر وقود الطيران 78 دولار للبرميل، بنسبة 20% من التكاليف الكلية، إلا أن سعر برميل وقود الطيران ارتفع إلى أكثر من 140 دولار أمريكي منذ 4 مارس.
ويشكّل استيعاب هذه الزيادة الكبيرة في التكاليف تحديًا كبيرًا مع معاناة قطاع الطيران لتقليل التكاليف، مع محاولة التعافي من آثار أزمة كوفيد-19 التي استمرت لعامين.
ويمكن منطقيًا توقّع تأثيرات سلبية على عائدات القطاع في حال استمرّت أسعار الوقود على هذا المستوى المرتفع".