زغلول صيام يكتب: في قبر سمير زاهر !!!
عدد قليل جدًا ارتبطت معهم بصداقة قوية في الحقل الرياضي ولعل أبرزهم أو أولهم الكابتن سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة الاسبق ابن الاصول وسليل عائلة زاهر ذات الحسب والنسب.
هذا الرجل الذي كان التراب في يده يتحول إلى ذهب …وعلى يديه حققت الكرة المصرية مالم تحققه على مدار الـ 100عام عمر الاتحاد المصري لكرة القدم وصاحب نصيب الأسد في بطولات الأمم الأفريقية حيث حقق بمفرده كرئيس اتحاد أربع بطولات من أصل سبع بطولات حققتها مصر طوال تاريخها.
هذا عن أرقام البطولات أما عن الخير الذي مازال اتحاد الكرة يعيش على حسه كان من بنات أفكار هذا الرجل.
مدرسة سمير زاهر
تعلمت الكثير والكثير من هذا الرجل وعشت معه كتابة مذكراته للتاريخ ولا أدري لماذا أصريت على دخول القبر لوداعه وأنا الذي لم ادخل قبر في حياتي ولكن مع سمير زاهر كنت حريصا على وداعه حيث يرقد في مثواه الأخير.
كلما اتذكر سمير زاهر لا أملك إلا الترحم عليه وعلى أيامه فلم يكن من شيمته الغدر أو قطع أرزاق الناس حتى عندما يضيق بموظف في الاتحاد ينقله إلى منطقة القاهرة ولا يقترب من راتبه.
ورب الخير لا يقدم الا الخير ولذلك كان الاتحاد يعيش في نعيم كما ذكر لي مرة عم احمد عبدالمنعم المسئول عن بوفيه رئيس الاتحاد عندما قال لي أن العمل في اتحاد الكرة يضمن للموظف راتب 24 شهرًا في السنة كناية عن كثرة المكافآت.
سليل عائلة البشوات
وعلى الرغم من أنه سليل عائلة البهوات والبشوات إلا أنه عاشق لحياة البسطاء ولا تندهش إذا كانت هناك احتفالية في وجود الوزراء والكبار تجده يهرب من ترابيزة الكبار للذهاب الى ترابيزة الغلابة والجلوس معهم.
اقتربت منه بشدة في أيامه الأخيرة وحكي لي عن أصحاب المائة وجه وهؤلاء الذين كان سببا فيما وصلوا إليه وللأسف تنكروا له والبعض يرى أن زاهر تربح من الكرة والاتحاد ولكن أنا القريب منه أقسم بأغلظ الأيمان أن هذا الرجل بدد ميراثه في دمياط والذي كان يبلغ 50 فدانًا بالتمام والكمال علي الانتخابات سواء اتحاد الكرة أو البرلمان أو الشوري.
وقف بجانب الكثيرين من أبنائه وحتى ممن أنكروا الجميل لأنه دائما لم يكن يعرف إلا العطاء.
رغم مرور العديد من السنوات إلا أن القلب يحمل الكثير لرجل نادر الوجود في كل شىء.
رحمة الله على الكابتن سمير زاهر وسيظل في القلوب مهما مرت السنون وحتي يحين اللقاء.