متعاقدون أم مرتزقة؟.. سر إعلانات التوظيف في شركات أمنية بروسيا وأوكرانيا
مطلوب للعمل فورًا جنود سابقون يجيدون أكثر من لغة على استعداد للتوجه سرا إلى أوكرانيا مقابل عائد يصل إلى ألفي دولار يوميا، بالإضافة إلى مكافأة، للمساعدة في إنقاذ عائلات تعيش في مناطق صراع دامية.. اعلان غامض علي موقع توظيف "سايلنت بروفيشينالس" لأولئك الذين يعملون في مجال الصناعة العسكرية والأمنية الخاصة.
برز ذلك الاعلان منذ ظهور حرب عنيفة في أوكرانيا، حيث قال متعاقدون من الولايات المتحدة وأوروبا إنهم يتطلعون بشكل متزايد إلى الفرص المتاحة هناك والتي تتراوح من مهام الإجلاء إلى المساعدة في الخدمات اللوجستية.
وقال روبرت يونج بيلتون، المؤلف الكندي الأمريكي والخبير في الشركات العسكرية الخاصة، إن هناك "حالة من الجنون في السوق" للمتعاقدين من القطاع الخاص للعمل في أوكرانيا اليوم، حتى المتطوعون الغربيون الذين ينضمون للقتال إلى جانب القوات الأوكرانية، والذين يتوقعون أن يتقاضوا نفس رواتب نظرائهم الأوكرانيين، يتم تقديم الأموال لهم من قبل مؤسسات أمنية خاصة مثل تلك المُعلن عنها في سايلنت بروفيشينالس.
ولا يحدد الإعلان الجهة التي سيعمل لديها هؤلاء ولكن يتم تعيين المتعاقدين مقابل ما يتراوح بين 30 ألف دولار و6 ملايين دولار للمساعدة في إخراج أفراد من أوكرانيا. وقال إن الرقم الأعلى مخصص لمجموعات كاملة من العائلات التي ترغب في المغادرة مع أصولها، فهل معني ذلك أن هناك مليشيات متحاربة علي قدر كبير من القوة ام لمواجهة القوات الروسية فقط.
متعاقدون أم مرتزقة؟
يقول متعاقدون عسكريون أجانب إنهم لا يقاتلون في أوكرانيا. ويقول البعض إنه يتم الاتصال بهم لمساعدة المنظمات غير الحكومية والمنظمات الإنسانية في أوكرانيا أو البلدان المجاورة التي تحتاج إلى أشخاص ذوي مهارات وخبرات متخصصة في العمل في ظروف قاسية في مناطق النزاع.
وقال ميكيل هوك، الضابط السابق في القوات الأمريكية الخاصة والمتعاقد في مناطق الحروب: "إن معظم الرجال الذين أعرفهم شخصيا وذهبوا إلى هناك هم أطباء ومساعدو أطباء ومسعفون وممرضات ورجال عمليات خاصة سابقون ومحاربون قدامى يفهمون الأمر".
ومن جانبه، قال كريستوفر ماير، الكولونيل السابق بالجيش الأمريكي الذي عمل مع الشركات العسكرية الخاصة في العراق، إن المتعاقدين الغربيين يخضعون لقوانين وأنظمة بلدانهم.
ومن المفترض أن يقوموا بحماية الأشخاص أو الأماكن أو الأصول، بدلا من الانخراط في قتال مباشر.
ويشعر الكثيرون في الصناعة بالقلق من وصفهم بـ "المرتزقة" أو بجنود يلهثون وراء الثروة.
قال ماير: "إنه نفس نوع العمل الذي نؤديه في الولايات المتحدة وأماكن أخرى، الفرق هو أنه في مناطق الصراع يكون احتمال الاضطرار إلى استخدام القوة المميتة أعلى بكثير"، لكن من الناحية العملية فإن الخط الفاصل بين الحالتين غير واضح وضبابي.
كما قال شون ماكفيت، وهو جندي مظلات أمريكي سابق عمل لاحقا كمتعاقد في إفريقيا وأماكن أخرى: "إذا كانت لديك مجموعة المهارات لتكون متعاقدا خاصا، فإن لديك المهارات اللازمة لتكون مرتزقا، لا يوجد خط فاصل بين الاثنين إذ يتعلق الأمر بظروف السوق وقرار الفرد".
وأضاف: "الناس يتحدثون عن الشرعية ومن هو الزبون، لا شيء من ذلك يهم، إذا كنت تستطيع أن تفعل واحدة، فيمكنك أن تفعل الأخرى".
وحذر من أن انتشار الشركات العسكرية الخاصة قد يؤدي إلى قدر كبير من "الفوضى".
وأضاف: "إن المرتزقة يطيلون تاريخيا مدة الصراع من أجل الربح، وكان الأمر قد وصل في العصور الوسطى إلى حد أن الأثرياء كانوا يملكون جيوشًا خاصة، ولا أعرف كيف كان يبدو ذلك الأمر".
ويقال إن أعضاء من مجموعات المرتزقة الروس موجودون على الأرض في أوكرانيا.
لكن سايمون مان، الضابط البريطاني السابق في القوات الخاصة والمؤسس لشركة إكسيكيوتيف آوتكامس آند ساندلاين يقول إن احتمال استخدام متعاقدين غربيين لمهام هجومية في أوكرانيا "مستبعد للغاية" وسيطرح أسئلة قانونية وإدارية معقدة، حسبما افادت “بي بي سي”
وأضاف متسائلا:"كيف سيتم تمويلهم؟ وكيف ستتم قيادتهم؟ وأين سيكون وضعهم في المعركة في أوكرانيا؟ وهل سيتم تسجيلهم على النحو الواجب في القوات المسلحة الوطنية قبل أي عمليات؟ إذا لم يكن الأمر كذلك، فما هو وضعهم القانوني؟ الإصابات؟ الضمان الطبي؟ التأمين ضد الوفاة والعجز؟".