حرب شوارع بضواحي كييف.. آخر تطورات الأزمة الروسية الأوكرانية
اعتبرت صحف عالمية أن الأزمة الأوكرانية الراهنة، لحظة فاصلة في التاريخ الحديث، مشيرة إلى ”فشل واضح“ في صفوف الجيش الروسي منعه من تحقيق هدفه حتى الآن، في وقت تشهد فيه ضواحي العاصمة كييف ”حرب شوارع“.
ووصفت صحيفة ”الجارديان“ البريطانية في تحليل لها الغزو الروسي لأوكرانيا بأنه لحظة فاصلة في التاريخ الحديث، ونقطة تحول يمكن مقارنتها من حيث الأهمية بهجمات 11 سبتمبر 2001 وسقوط جدار برلين في عام 1989، وحتى اغتيال الرئيس الأمريكي السابق، جون كينيدي، عام 1963.
وقالت الصحيفة إنه ليس هناك شك في أنه في الأيام العنيفة والصاخبة التي تلت 24 فبراير(بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا)، اهتز النظام الدولي القائم، وانقلب في بعض النواحي بشكل غير عادي وغير متوقع وغالبًا ما يكون غير مرحب به.
الحرب الروسية الأوكرانية
وأشارت الصحيفة إلى أن أوكرانيا – الدولة الواقعة على مفترق طرق بين أوروبا وآسيا والتي لا يعرفها الكثيرون وغالبًا ما يتم تجاهلها – أصبحت بين عشية وضحاها بوتقة نظام عالمي جديد، وحافزًا ومحفزًا لاضطراب جذري.
وضربت الصحيفة بعض الأمثلة على التغيرات العالمية التي جلبتها الأزمة الأوكرانية، وأشارت في تحليلها إلى ”الأسلحة الذرية، حيث اقترب التهديد غير المقنع من قبل فلاديمير بوتين بأن يصبح نوويًا في حال تدخل الغرب لوقف الغزو“.
وأضافت ”قد تقوض الحرب فترة حكم الرئيس الأمريكي، جو بايدن، حيث تمت الإشادة به لتجنب المواجهة العسكرية المباشرة مع روسيا. ولكن كما حدث في أفغانستان العام الماضي، فقد فشل في منع وقوع كارثة إنسانية، أو حتى إيقاف بوتين، فضلًا عن الغضب الداخلي من ارتفاع أسعار الطاقة“.
ورأت أن ”الصين ستكون الرابح الاستراتيجي الأكبر إذا أصبحت أوكرانيا، كما يبدو مرجحًا، تجربة مطولة لصراع النفوذ بين روسيا والغرب. ويبدو أن رئيسها، شي جين بينغ، قد أعطى الضوء الأخضر لبوتين عندما التقيا قبل الغزو مباشرة“.
وذكرت الصحيفة أن ”الجوع والاضطرابات السياسية اللاحقة التي تؤثر على البلدان الفقيرة في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا هي مخاوف متزايدة مع قطع صادرات القمح والحبوب والزيوت النباتية من أوكرانيا وروسيا“.
واعتبرت أن ”حلف شمال الأطلسي (الناتو) برز موحدًا وأقوى حتى الآن، لكنه يواجه انتقادات لعدم القيام بالمزيد لمساعدة كييف. وأعادت الحرب إحياء الجدل حول ما إذا كان توسع الحلف باتجاه الشرق بعد الانهيار السوفييتي خطأ فادحًا ساهم في الأزمة الحالية“.
وأشارت إلى أن ”النفط والغاز يعتبران ثغرة قاتلة في الدروع الغربية عند مواجهة روسيا، وأن الارتفاع الصاروخي في الأسعار الذي أضر بالشركات والمستهلكين صوّر مدى القوة الهائلة لـ(سلاح الطاقة) الذي يمتلكه لبوتين“.
ولفتت ”الجارديان“ في ختام تحليلها إلى ”تايوان الخائفة“ والتي قد تواجه مصير أوكرانيا نفسه، وقالت ”تراقب تايوان الأحداث في أوكرانيا بقلق عميق، حيث تسبب رفض واشنطن مساعدة كييف بدعم عسكري مباشر في إثارة المخاوف لدي تايبه، إذ ليس لدى واشنطن أي التزام قانوني أو معاهدة للقتال من أجل تايوان“.
وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية أن ”حرب شوارع“ اندلعت بين الجنود الأوكرانيين والروس في بلدة إيربين، وهي إحدى ضواحي مدينة كييف، أمس السبت، مشيرة إلى أنها أقرب المعارك إلى العاصمة حتى الآن.
ونقلت الصحيفة عن محللين عسكريين قولهم إنه في حال انتصرت القوات الروسية في هذه المعركة، فهذا الانتصار من شأنه أن يساعد في إحكام الطوق حول كييف، على الرغم من أن القوات الروسية قد اقتربت من العاصمة بهذا القدر كثيرًا منذ بدء العملية العسكرية في أوكرانيا.
ووفقًا للصحيفة، فإن القوات الأوكرانية فجرت المعبر فوق نهر إيربين منذ أكثر من أسبوع لمنع الدبابات الروسية من التوغل.
وأشارت إلى أن المعركة من أجل الضاحية الشمالية الغربية لإيربين – على بعد حوالي ثلاثة أميال من حدود مدينة كييف – تردد صداها فعليًا في العاصمة، حيث كان الدوي المنخفض للنيران المستمرة قريبا بما يكفي لسماعه في معظم أنحاء المدينة.