رئيس التحرير
عصام كامل

صحيفة سعودية: رمضان سوريا بلا سحور ولا إفطار

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يستقبل أكثر من نصف الشعب السورى (نحو 12 مليون لاجئ داخل وخارج سوريا) شهر رمضان المبارك هذا العام ورائحة الموت تطاردهم في كل مكان من حولهم، وقد حرموا من أبسط حقوق الإنسان من أمن ومأكل ومشرب ومسكن، فيما لقى نحو ربع مليون مصرعهم وأصيب أكثر من مليون ومثلهم داخل معتقلات وسجون النظام يسقط العديد منهم كل ساعة من شدة التعذيب.


وتقول صحيفة "الوطن" السعودية في افتتاحيتها اليوم: إنه رغم قسوة هذه الحقيقة ومرارتها، إلا أن الواقع يفرض العناية أكثر بمن لا يزالون على قيد الحياة، والذين لم يعد يشغلهم الخوف من رصاصة قناص أو شظية صاروخ أو انفجار سيارة مفخخة بقدر قلقهم على تأمين لقمة عيشهم اليومية في أبسط أشكالها وصورها.

وأضافت: أن رمضان سوريا هذا العام بلا "طبلة المسحر" وبلا أضواء وزينة، لكن الأهم أن بعض السوريين لا يجدون ما يتسحرون عليه، ولا ما يفطرون عليه، حتى الماء والتمر أصبح عملة نادرة في بعض المناطق.

ولعل ما يزيد الأمر - كما تقول الصحيفة - سوءا هو التقسيم الذي تعاني منه المناطق الساخنة في سوريا، مثل حمص وحلب، والذي سرع عملية الانهيار الاقتصادي وساعد على ارتفاع الأسعار أضعافا مضاعفة في بعض المناطق، ومن يدفع الثمن في جميع الأحوال هم أبناء الشعب من الفقراء والبسطاء، فلا جيش النظام يتأثر بالحصار الاقتصادي ولا مسئولوه يعانون من شح المواد الغذائية في بيوتهم، وكذلك الأمر بالنسبة لجماعات المعارضة المسلحة المختلفة، فهم ربما يحصلون على مخصصاتهم من الطعام والشراب بغض النظر عن مناطق تواجدهم، أما الأثرياء فهم إما غادروا مناطقهم منذ زمن ليعيشوا في مناطق أكثر أمنا داخل سوريا أو خارجها، وإما أنهم قادرون على شراء المواد الغذائية مهما ارتفع ثمنها، الفقراء هم أول من يموت وأول من يجوع في مثل هذه الصراعات، وعلى كاهلهم يقع عبء نقل البلد إلى بر الأمان إن وجد.

وكشفت الصحيفة أنه مع قدوم رمضان، لعبت عوامل عديدة دورها في زيادة معاناة الشعب السوري الصابر، فقد انخفضت قيمة الليرة السورية إلى الربع، وازداد الحصار الخانق على أبناء المناطق الساخنة، ورافق ذلك نهم بعض تجار الأزمات الذين لا يهمهم سوى استغلال هذه المأساة لتحقيق أكبر هامش من الأرباح ولو تسبب ذلك في حرمان أبناء الطبقات الفقيرة من قوت يومهم.

الجريدة الرسمية