رئيس التحرير
عصام كامل

«عنقود» الأحزاب الإخوانية «ينفرط».. «أبوالفتوح» إخواني بوجه معارض.. حارب «مرسي» لشهور وتمسك به رئيسًا بعد «30يونيو».. سعى لإبرام صفقة خروج آمن لقيادات

عبد المنعم أبو الفتوح
عبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية

«قوتنا في وحدتنا».. شعار رفعته جماعة الإخوان على مدى 80 عامًا، وسار أعضاؤها وقياداتها على نهج «السمع والطاعة» لعشرات السنين، ولكن في الآونة الأخيرة ضربت الانشقاقات الجماعة في مقتل وأدت في النهاية إلى إسقاطها.


«مصر القوية».. أحد الأحزاب المتهاوية بعد ثورة «30 يونيو»، حيث ترأسه القيادي الإخواني المنشق عن الجماعة عبد المنعم أبو الفتوح - أحد تلاميذ عمر التلمساني، حيث أسس «أبو الفتوح» حزبه بعد أحداث ثورة 25 من يناير، واستطاع من خلاله مداعبة آمال المتطلعين إلى التخلص من تهافت الدولة الرخوة ومن تراجع أدائها، ولكن الجميع لم ينس أبدًا أنه أحد أحفاد «حسن البنا».

يبدو أن موقف «الطبيب» المنشق أصبح أكثر ضبابية وذلك بعد تعدد «سقطاته» التي أطاحت بـ«قناع» المعارضة، والذي طالما حاول طويلا الإبقاء عليه والتمثيل على الآخرين به، لقد ظهر «أبو الفتوح» على الساحة السياسية عقب اندلاع ثورة 25 يناير 2011 كمعارض بارز لجماعة الإخوان، وتحديدًا بعد ترشحه للانتخابات الرئاسية آنذاك، الأمر الذي لم يلبس أن تبدل سريعًا عقب فوز مرشح الجماعة الدكتور محمد مرسي، قبل أن يعزل في الذكرى السنوية لتوليه الرئاسة.

ولعل من أبرز تصريحات «أبو الفتوح» الداعمة لـ«30 يونيو»، قوله: «المعارضة الوطنية مصممة على إسقاط النظام بالوسائل الديمقراطية من خلال صناديق الانتخاب ومرسي وحزبه وعشيرته غير قادرين على حكم مصر أو استكمال أهداف الثورة»، مضيفًا في تصريح آخر «الشرعية لا تعني صكا على بياض ومن حق الشعب سحب الثقة من الرئيس متى شاء».

عقب ذلك، لم يظهر رد فعل واضح من «رئيس مصر القوية» عقب «عزل مرسي»، حيث لم يوضح ما إذا كان مؤيدًا أو معارضًا لهذا المشهد، وذلك بقوله: «أطالب بعمل استفتاء شعبى على عودة مرسي للحكم من عدمه، وهذا ما أظهر جليًا موقفه الحقيقي الداعم للإخوان.

كما خرج «القيادي الإخواني المنشق» بتصريح: «من الأفضل للرئيس مرسي أن يستقيل حتى لا تدخل البلد في نفق مظلم»، مضيفًا في ذات التصريح تناقضًا واضحًا بقوله: «لو رشَّح مرسي نفسه مجددًا سأنتخبه.. ولا يصح مقارنته بشفيق».

تصريحات «أبو الفتوح» المتناقضة جعلت العديد من أعضاء حزب مصر القوية يقدمون استقالاتهم معلنين بذلك العصيان عليه، وتحديدًا بعد إعلان الطبيب الإخواني انسحاب حزبه من حوار خارطة الطريق دون استشارة الأعضاء، بالإضافة إلى موقفه من أحداث الحرس الجمهوري التي اتخذ فيها رئيس الحزب موقفا متسرعا وانفعاليا دون الانتظار لما تسفر عنه نتيجة التحقيقات.

كما جاء ذلك، بالإضافة إلى محاولاته المستميتة بكل الطرق لعقد صفقة خروج آمن لقياداته من السجون والاعتقالات وهو ما يثبت أن الحزب برئاسة أبو الفتوح يعاني من ازدواجية شديدة وتلون في مواقفه السياسية، وهو ما يعجل بسقوط الحزب سياسيا.
الجريدة الرسمية