رئيس التحرير
عصام كامل

«قناع» المعارضة يسقط عن «الوسط».. الحزب تحول من منشق إلى «متمسح» فى الإخوان.. «ماضى» من معارض فى 2011 إلى إخوانى فى 2013.. انشقاقات بالجملة من الأمانات بسبب 

ابو العلا ماضي رئيس
ابو العلا ماضي رئيس حزب الوسط

في مشهد سياسي بات مبهم المعالم، وفي ظل وجود لعبة سياسية قذرة تتبدل الوجوه وتتجزأ فيها المبادئ، ظهر الوجه الآخر لحزب الوسط برئاسة أبوالعلا ماضي، ذلك الحزب المنشق عن جماعة الإخوان.


تعود فكرة إنشاء حزب الوسط، إلى تطورات فكرية لمجموعة من شباب الحركة الإسلامية التي رأت أنه بات من الضروري تكوين تجربة حزبية سياسية مدنية لترجمة المشروع العربي الإسلامي الحضاري، وانتهت هذه المجموعة من صياغة برنامج للحزب واختارت له اسم الوسط، وفي يناير عام 1996 تقدم الحزب بأوراقه للجنة شئون الأحزاب وقوبل هذا الطلب بالرفض.

وقد قامت ضجة إعلامية كبيرة حول الحزب في كل وسائل الإعلام، وثارت تساؤلات حول أهداف الحزب ومعنى مرجعيته الإسلامية.

وفي مايو 1996 أصدرت لجنة الأحزاب بمجلس الشورى قرارا برفض قيام حزب الوسط، وفى العام نفسه "1996" تقدم المحامي محمد سليم العوا بصفته المحامي الأصلي لوكيل المؤسسين، بطعن على قرار لجنة الأحزاب أمام محكمة الأحزاب، وتم تداول القضية أمام محكمة الأحزاب حتى صدر حكم المحكمة بالرفض في مايو 1998.

وبعد أقل من يومين من الرفض، تقدم وكيل مؤسسي حزب الوسط بطلب جديد وبمشروع جديد باسم حزب الوسط المصري ضم عددا أكبر من المؤسسين الجدد، حيث نجحوا في رسم صورة واضحة للحزب وبعيدة عن جماعة الإخوان، ولكن تم رفض المشروع الجديد للحزب أيضا، ثم تم تطوير مشروع الحزب وسمي بحزب الوسط الجديد في عام 2004 وتم رفضه أيضًا، لذلك تقدم الحزب بطعن على قرار اللجنة أمام محكمة الأحزاب بمجلس الدولة، وفي فبراير عام 2011 قضت المحكمة بإنشاء حزب الوسط.

حاول حزب الوسط بعد ثورة 25 من يناير، أن يظهر على الساحة السياسية بوجه المنشق عن الجماعة والمعارض لها، ولكن يبدو أن الحقيقة غير ذلك سرعان ما دبت الانشقاقات بجدار الحزب نتيجة تغير أهداف الحزب وعودته إلى دعم الإخوان بكل الطرق، بعدما كافح أبو العلا ماضي على مدى 15 عاما وبعد ضغط الجماعة عليه للعدول عن فكرة تأسيس حزب إلا أنه لم يستطع أن يصمد طويلا، فقبل عزل محمد مرسي الرئيس السابق في 30 يونيو الماضي، خرج علينا أبو العلا ماضي بتصريح طالب فيه الثوار المطالبين بإسقاط مرسي بتعاطي المسكنات.

كما أكد "ماضي" أن الخروج على الحاكم بالسلاح مرفوض مقارنة بالاعتراض على الحاكم والنظام بشكل سلمي، محذرا من إن محاولة إسقاط النظام من خلال تظاهرات 30 يونيو الجاري ستحول المشهد في مصر لعنف وفوضى، ليتبدل بذلك موقف الحزب إلى داعم للإخوان.

وسرعان ما رد أعضاء الحزب بتقديم استقالاتهم اعتراضا على سياسة قيادات الحزب أبو العلا ماضي وعصام سلطان، وبعد سقوط مرسي خرجت العديد من المطالبات بإسقاط قادة الحزب وإقالتهم مطالبين بمحاكمتهم بتهمة الغباء السياسي .
الجريدة الرسمية