رئيس التحرير
عصام كامل

في المشمش!


لا يقول الإخوان وحلفاؤهم سوى شيء واحد فقط هو أنهم ماضون في العنف والإرهاب حتى يعيدوا مرسي إلى الحكم مرة أخرى!

هذا ما نسمعه منهم في اليوم الواحد عدة مرات في رابعة العدوية وخارجها وبغض النظر عما إذا كان الإخوان يصدقون ويعقلون ما يقولون أم لا فإن السؤال الذي يستحق أن يسألوه لأنفسهم: هل سيقدر مرسي على الحكم إذا أخرجوه الآن من المكان الذي يحتجز فيه وأدخلوه بالقوة إلى القصر الرئاسي أم سيعجز عن الحكم؟


لقد كان مرسي منذ يوم ٣٠ يونيو وحتى يوم 3 يوليو وهو اليوم الذي عزل فيه من موقع الحكم ويحتفظ بلقب رئيس الجمهورية يصدر التعليمات والأوامر لمساعديه ومستشاريه.. ويلقي الخطب ويتخذ القرارات.. ويتصل بالتليفونات بمن يشاء داخل وخارج البلاد.. ومع ذلك كله فإنه لم يكن يحكم.. وكانت حكومته قد انهارت بتوالي الاستقالات فيها.. وكانت المؤسسات قد خرجت عن طوعه.. ولم يعد قادرًا على توجيه لا المؤسسة العسكرية ولا المؤسسة الأمنية ولا الجهاز الإداري للدولة ولا الجهاز الإداري للمحافظات.. أي أن وجود مرسي حرا طليقا وفي يده صولجان الحكم لم يجعله قادرًا على الحكم.. بل إنه كان عاجزًا عن الحكم منذ ٣٠ يونيو وربما قبله أيضًا عندما قرر أن يحارب الجميع.

فما بالنا اليوم وقد صار بين الإخوان وجموع المصريين دم مما يفعلونه الآن ويرتكبونه من عنف؟.. إذا أطلق سراح مرسي وسمح له بالعودة إلى القصر الرئاسي سيتحول إلى رهينة في القصر ولن يعود رئيسًا.. أي أن عودته للحكم مرة أخرى صار أمرًا مستحيلًا أو كما يقول المصريون عبارة "في المشمش".. أفيقوا يرحمكم الله.
الجريدة الرسمية