رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا سقط حكم الإخوان؟ (1)


علي مدار عام كامل، من حكم جماعة الإخوان المسلمين لمصر أُثبت لي أنهم يعانون من أزمة كبيرة، أظن أنها السبب الأساسي الذي أوصلهم للحالة التي هم عليها اليوم، والذي أدي أيضا إلي انهيار حكمهم، وربما مشروعهم الفكري في أقل من عام، وهي إنكارهم الواقع المحيط بهم.


فقد تبين لي علي مدار هذا العام، ومن خلال إدارة جماعة الإخوان المسلمين للدولة أنهم يعيشون في عالمهم الخاص، الذي يدفعهم إلي إنكار كل ما حولهم، ويساعدهم في ذلك إعلامهم الخاص بهم، الذي يحاول كل يوم أن يصور لهم أن مصر تعيش أزهي عصورها، في عهد الدكتور مرسي.

وقد تجلت حالة الإنكار هذه وبصورة واضحة في مشاهد عدة، تمثلت أهمها في قيام مرسي منذ اللحظة الأولي لوجوده في السلطة باستبعاد وإنكار أهل الكفاءة، وتفضيل أهل الثقة من أجل السيطرة علي معظم مؤسسات الدولة، وإدلائه بتصريحات من الوقت لآخر بأن شعبيته في تزايد، علي الرغم من الغضب الشعبي الذي أصبح الثمة الرئيسية للشارع المصري في عهده، وتعنته وإصراره علي استكمال نفس السياسات التي بدأ بها مشواره، ورفضه لأي مطالب للتغيير.

كما تجلت حالة الإنكار هذه وبصورة واضحة أيضا، في رفض مرسي للاعتراف بأخطائه، ففي مؤتمر من المفترض أنه عقد لتقديم كشف حساب عن عام كامل له في الحكم، لجأ إلي تحميل أخطائه الجسيمة إلي الشعب كله، وتعليق فشله الذريع علي كل المؤسسات المتواجدة بالدولة، أما لومه لنفسه فكان علي استحياء شديد للغاية، وكان مرفقا بمبررات تضع الشعب ومؤسسات الدولة أيضا موضع المسئولية.

وعندما نزل الشعب بالملايين في الشوارع، ليعلن رفضه لنظام الإخوان كان الرد الأول لمؤسسة الرئاسة هو أن الأمور لا تعالج بتقديم تنازلات، بالإضافة إلي إدانة بعض الممارسات السلبية التي تخللت المظاهرات، وكأنها هي السمة الرئيسية لها، أما الرد الأخير قبل سقوطه بساعات فكان هو التجاهل التام للشرعية الثورية، والتأكيد ولأكثر من خمسين مرة علي الشرعية الدستورية، أما بالنسبة لإعلام الرئيس فجزء منه لم ير أن هناك مظاهرات بالأساس، ووصفها في البداية بالوهمية، والجزء الآخر رأي أنها مظاهرات يقودها فلول النظام السابق، ترديدا للنغمة التي تتردد كل يوم علي ألسنة رموز الحزب الحاكم، والأحزاب الإسلامية الأخري الموالية للإخوان.
يتبع
nour_rashwan@hotmail.com
الجريدة الرسمية