رئيس التحرير
عصام كامل

القوات الأمريكية تقترب من الصراع في أوكرانيا ونفالني يدعو للتظاهر ضد الحرب

الصراع في أوكرانيا
الصراع في أوكرانيا

قال موقع ”صوت أمريكا“ في تقرير نشره الجمعة إن مئات من جنود ”الفرقة 82“ المحمولة جوا الأمريكية انتشرت اخيرا في الجبال والغابات بشرق بولندا على بعد كيلومترات قليلة من الحدود الأوكرانية ما يضعهم على مقربة شديدة من الضربات الجوية الروسية الأخيرة على أهداف في غرب أوكرانيا.

 

ولفت التقرير إلى أن الوحدة تعد جزءًا من انتشار أوسع لحوالي 5000 جندي أمريكي تم إرسالهم إلى بولندا في الأسابيع الأخيرة بالإضافة إلى 4000 جندي أمريكي موجودين بالفعل في البلاد مشيرا إلى تصريحات حلف ”الناتو“ بأن عمليات الانتشار تبعث برسالة إلى موسكو مفادها أن الحلف سيدافع عن ”كل شبر“ من أراضيه.



وقال التقرير: ”ومع ذلك، هناك مخاوف متزايدة من اشتباك عرضي بين الولايات المتحدة وروسيا رغم أنه تم إنشاء قنوات اتصال لتجنب هذا السيناريو“.


ونبٌه التقرير إلى أن هناك مخاوف أيضا من احتمال استهداف قوات ”الناتو“ في أوروبا الشرقية في حالة التصعيد، لافتا إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رفع الشهر الماضي مستوى التأهب لقواته النووية ردا على ما وصفه بـ ”التصريحات العدوانية“ للناتو.

 

وقال كونستانزي شتلزنمولر من ”معهد بروكينجز“ بواشنطن إن ”حلف الناتو لا يزال يقول إنه لن يتدخل في الأراضي الأوكرانية، لكن الأسلحة الغربية تتدفق بشكل متزايد إلى أوكرانيا عبر الدول الأعضاء في الحلف“.

وأضاف: ”من المحتمل أن بوتين سيرى أو أنه يرى فعلا أن مثل هذا الدعم العسكري يعني أن الناتو يسعى إلى الانضمام للقتال.. وبعبارة أخرى، فإن النقاش يدور الآن حول ما إذا كان بوتين سيكون على استعداد لاستخدام أسلحة نووية تكتيكية ضد قوات الناتو على أراضي الحلف.. سيكون ذلك عالمًا جديدًا“.

ابتزاز نووي

بدروه أكد فابريس بوثير، الرئيس السابق لتخطيط السياسة في ”الناتو“ على أن التحالف يجب ألا يسمح لبوتين بالابتزاز النووي.

وقال: ”أعتقد أنه من الخطأ الفادح ترك بوتين، حتى الآن، بلا محاسبة على ابتزازه النووي، وأعتقد أن قبول تهديد بوتين النووي يعني تركه يفعل كل ما يريد في أوكرانيا… ولذلك فعدم الرد يعد خطأً فادحًا، فما الذي سيمنع بوتين من فعل الشيء نفسه في المرة القادمة وربما ضد أحد أعضاء الناتو؟“.

ولفت بوثير إلى أنه ”رغم تصريحات مسؤولي الناتو بأن الحلف لن يتدخل بشكل مباشر في الصراع في أوكرانيا إلا أنه عليه أن يفعل أكثر“، مضيفا: ”هل نحن مدركون تمامًا لخطر عدم القيام بأي شيء حقيقي، إذا نظرت إلى ذلك التاريخ الحديث، في الواقع خطر الوقوف على الهامش والصراخ بأننا نغطي ظهور حلفاء الناتو ولكن مهمتنا تتوقف عند حدود الناتو.. ذلك أعتقد أنه لم يعد مقبولًا ”.



ولفت التقرير إلى أن ”الحدود الأوكرانية مع بولندا أصبحت البوابة الرئيسية للاجئين الفارين من الصراع“، مضيفا أنها ”أصبحت أيضًا جبهة استراتيجية رئيسية وقناة لتدفق أسلحة الناتو التي تتجه إلى أوكرانيا ونقطة اشتعال محتملة في المستقبل“.

وختم التقرير بالقول إنه ”على مدى عقود، عملت أوكرانيا كمنطقة عازلة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، لكن إذا استولت قوات الكرملين على أوكرانيا بأكملها، فلن يكون هناك الكثير للفصل بين قوات الناتو والجنود الروس، وفي منطقة أرلامو وعلى طول جزء كبير من الحدود، لا يوجد سياج حدودي بل فقط الجبال والغابات“.

دعوة نفالني

من جهته، دعا المعارض الروسي المسجون، أليكسي نافالني، إلى احتجاجات مناهضة للحرب في أوكرانيا ومدن أخرى يوم الأحد المقبل، وفقا لوكالة ”رويترز“ للأنباء.

وجاء في رسالة على حساب نافالني على إنستغرام، أن ”شعب روسيا سيوقف بوتين المهووس بسرعة إذا ما عارض الحرب“.

وقال: ”يجب عليكم التوجه إلى التجمعات المناهضة للحرب في نهاية كل أسبوع، حتى لو بدا أن الجميع إما غادروا أو خائفون… أنتم ركيزة الحركة المناهضة للحرب والموت“.

وسجن نافالني العام الماضي عندما عاد إلى روسيا بعد تلقيه العلاج في ألمانيا، إثر هجوم بغاز أعصاب سام خلال زيارة لسيبيريا في عام 2020. ونفت السلطات الروسية أنها وراء الهجوم.

وتقول مجموعة ”أو.دي.في إنفو“ التي تراقب الاحتجاجات، إن 13908 أشخاص اعتقلوا في مظاهرات مناهضة للحرب في روسيا منذ بدء الغزو.

وبوسع نافالني نشر منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال محاميه وحلفائه.

ويعاني نافالني من آلام حادة في الظهر، ولا يستطيع استخدام إحدى ساقيه، وهو في حالة صحية سيئة، وفقا لأقوال محامية تدافع عنه.


وذكرت المحامية أولجا ميخائلوفا لقناة تلفزيون ”رين“ بعد زيارة نافالني في السجن، في شهر مارس من العام الماضي، أن الأطباء أجروا له أشعة رنين مغناطيسي لكنهم لم يبلغوه بالنتائج.

وأضافت: ”أرى أنه في حالة صحية سيئة؛ لأنه يعاني من ألم حاد في الظهر وفي ساقه اليمنى.. إحدى ساقيه على وجه التحديد لا تتحرك“.



وأشارت المحامية إلى أن السلطات الروسية تجاهلت على مدى أربعة أسابيع مناشدات الفريق القانوني لنافالني لمنحه العلاج الضروري.

الجريدة الرسمية