رسائل السيسي لملك السعودية ورؤساء روسيا وطاجيكستان تتصدر النشاط الخارجي
شهد الأسبوع الرئاسي نشاطا خارجيا حافلا حيث تصدرت زيارة الرئيس للسعودية المشهد حيث التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي في الرياض مع الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين، حيث أقيمت للرئيس السيسي مراسم الاستقبال الرسمي، وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف".
وصرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن اللقاء شهد عقد مباحثات منفردة بين الزعيمين، تلتها جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين، حيث أعرب جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز عن ترحيب المملكة العربية السعودية قيادة وشعبًا بزيارة الرئيس، مؤكدًا ما تتسم به العلاقات المصرية السعودية من تميز وخصوصية، ومشيدًا فى هذا الإطار بدور مصر المحوري فى المنطقة العربية، وجهودها الحثيثة لمساندة ودعم الدول العربية والخليجية على وجه الخصوص، وذلك كركيزة أساسية لصون الأمن والاستقرار فى الوطن العربي.
كما أعرب العاهل السعودي عن تقديره لدعم مصر للسعودية في مختلف القضايا، ولإسهامات أبنائها في العديد من القطاعات ودورهم فى تحقيق التنمية بالسعودية، مؤكدًا فخامته حرص السعودية على تعزيز العلاقات الثنائية مع مصر على جميع المستويات، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس أعرب عن تقديره لأخيه العاهل السعودي على حفاوة الاستقبال، مؤكدًا ما يجمع الشعبين المصري والسعودي من روابط أخوة ومودة وتاريخ مشترك ومصير واحد، ومعربًا عن تطلع مصر لتعزيز علاقات التعاون الثنائي مع السعودية في جميع المجالات.
كما شدد الرئيس علي أهمية مواصلة العمل على توحيد الصف العربي وتضامنه لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة العربية، ومؤكدًا عدم سماح مصر بالمساس بأمن واستقرار أشقائها في دول الخليج، وأن أمن الخليج يُعد جزءًا لا يتجزأ من أمن مصر.
وذكر المتحدث الرسمي أن المباحثات تطرقت إلى سبل تعزيز أطر العلاقات الثنائية بين البلدين على كافة الأصعدة، حيث تم الإعراب عن الارتياح لمستوى التعاون والتنسيق القائم بين مصر والسعودية، مع تأكيد أهمية دعمه وتعزيزه لصالح البلدين والشعبين الشقيقين، خاصةً على الصعيد العسكري والأمني، إلى جانب التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتنموية، وذلك بهدف تحقيق الاستغلال الأمثل لجميع الفرص المتاحة لتعزيز التكامل بينهما.
كما تم مناقشة مستجدات عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث توافقت رؤى الجانبين بشأن ضرورة تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب وأهمية تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة، بما يحافظ على وحدة أراضى تلك الدول ويصون مقدرات شعوبها.
كما التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي في الرياض مع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي عهد المملكة العربية السعودية نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع
وصرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن الأمير محمد بن سلمان رحب في مستهل المباحثات بزيارة الرئيس، معربًا عن تقدير السعودية لمصر قيادة وشعبًا، ومشيدًا بما تتسم به العلاقات المصرية السعودية من أخوة صادقة وعلاقات تاريخية وثيقة.
كما أشاد ولي العهد السعودي بدور مصر المحوري في دعم أمن واستقرار الدول العربية وجهودها المقدرة لتعزيز العمل العربي المشترك على جميع المستويات، مؤكدًا تطلع السعودية لمواصلة دفع العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين في مختلف المجالات، خاصةً على المستوى الاقتصادي والاستثماري والتنموي.
من جانبه، أعرب الرئيس عن سعادته بزيارة المملكة العربية السعودية الشقيقة، مؤكدًااعتزاز مصر بالروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين، وتقدير مصر على المستويين الرسمي والشعبي لمواقف السعودية الداعمة لإرادة الشعب المصري وجهوده التنموية.
كما أكد الرئيس اهتمام مصر بتعزيز التواصل المستمر بين البلدين الشقيقين من خلال الزيارات المتبادلة، والحرص على أن تمثل هذه الزيارات قوة دفع لزيادة التعاون والتنسيق بين الجانبين المصري والسعودي.
وأضاف المتحدث الرسمي أن المباحثات تطرقت إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية واستدامة الشراكة بين البلدين، لاسيما على المستوى الاقتصادي والاستثماري، بما يحقق المصلحة المشتركة والمنفعة المتبادلة للجانبين، وذلك في ضوء التطورات التنموية الملموسة التي تشهدها مصر من خلال المشروعات القومية العملاقة، والبنية التحتية المتطورة، فضلًا عن المناخ الاستثماري الجاذب لرؤوس الأموال.
كما تناولت المباحثات تطورات عدد من الملفات والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث تم تأكيد أهمية تعزيز العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات المختلفة التي تشهدها المنطقة، وتكثيف التشاور وتنسيق المواقف بين البلدين بشكل مستمر، لاسيما في ضوء تعدد وخطورة الأزمات التي تشهدها بعض الدول الشقيقة في المنطقة، وقد أكد الرئيس في هذا السياق أن الأمن القومي لدول الخليج هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.
كما تم التأكيد على أهمية ضمان أمن البحر الأحمر باعتباره ركيزة أساسية في حركة التجارة الإقليمية والدولية، بما يتطلب تضافر جهود الدول المشاطئة لضمان حرية وأمن الملاحة به.
كما أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي جولة تفقدية في معرض الدفاع العالمي بصحبة الأمير محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة العربية السعودية، وهو المعرض الذي يمثل منصة عالمية في قطاع التصنيع الدفاعي، وتُعرض خلاله أحدث التطورات التكنولوجية في هذا المجال من جميع أنحاء العالم".
وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس تفقد الجناح المصري الذي يضم منتجات عسكرية متنوعة لوزارة الإنتاج الحربي والهيئة العربية للتصنيع، حيث تأتي المشاركة المصرية في المعرض في إطار العلاقات المترابطة بين البلدين الشقيقين والحرص على المشاركة والاطلاع على أحدث التكنولوجيات في مجال الصناعات الدفاعية.
كما اصطحب الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي نائب الرئيس عبدالفتاح السيسي في جولة بحي الطريف التاريخي في الدرعية المسجل ضمن قائمة التراث العالمي في اليونيسكو.
ويعد حي الطريف التاريخي نواة تأسيس هذه الدولة المباركة حيث تجول الرئيس المصري بصحبة ولي العهد في حي الطريف مشاهدًا معالمه التاريخية وتراثه العمراني الذي يستعرض نشأة الدولة السعودية الأولى وعاصمة هذه الدولة منذ تأسيسها على يدي الإمام محمد بن سعود.
كما أجرى الرئيس السيسي اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وصرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الاتصال تناول التباحث وتبادل الرؤى بشأن آخر التطورات على صعيد الازمة الروسية الأوكرانية، حيث أكد الرئيس على ضرورة تغليب لغة الحوار مع دعم مصر لكافة المساعي الدبلوماسية التي من شأنها سرعة تسوية الأزمة سياسيًا من أجل الحد من تدهور الموقف، والحفاظ على الأمن والاستقرار الدوليين، واستعداد مصر لدعم هذا التوجه من خلال تحركاتها الحثيثة في هذا الصدد سواء ثنائيًا، أو على الصعيد المتعدد الأطراف.
كما أكد الرئيس على متابعة مصر باهتمام بالغ للتطورات الميدانية المُتلاحقة، والأولوية القصوى التي توليها مصر لسلامة وأمن المواطنين المصريين المتواجدين في أوكرانيا، معربًا عن التقدير للإجراءات التي اتخذها الجانب الروسي لتيسير خروج المواطنين المصريين، والتطلع لمواصلة توفير المساعدة الممكنة لهم بما يضمن سلامتهم وأمنهم.
وأضاف المتحدث الرسمي بأن الاتصال تناول كذلك التباحث بشأن سبل تعزيز مختلف أطر التعاون الاستراتيجية بين البلدين الصديقين من خلال المشروعات المشتركة التنموية الجارية بينهما، حيث أكد الجانبان على متانة علاقات التعاون التاريخية والراسخة التي تجمع بين مصر وروسيا في مختلف المجالات، إلى جانب علاقات الصداقة بين البلدين على المستويين الرسمي والشعبي.
كما استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي بقصر الاتحادية الرئيس إمام علي رحمان، رئيس جمهورية طاجيكستان، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف".
وصرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس رحب بزيارة الرئيس الطاجيكي إلى مصر، مشيدًا بالروابط والقواسم الثقافية والتاريخية المشتركة بين البلدين، ومؤكدًا اهتمام مصر بتطوير العلاقات الثنائية مع طاجيكستان وتبادل الخبرات معها في مختلف المجالات بما يحقق المصلحة المشتركة للبلدين.
من جانبه، أعرب الرئيس الطاجيكي عن تقديره لحسن الاستقبال وكرم الضيافة، مؤكدًا اعتزاز بلاده بالعلاقات الثنائية المتميزة مع مصر، واهتمام طاجيكستان بالاستفادة من المشروعات القومية العملاقة والتجربة التنموية الرائدة التي تشهدها مصر تحت قيادة الرئيس، والتي تعزز من وضعها كركيزة للأمن والاستقرار على المستوى الإقليمي.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيسين تطرقا خلال اللقاء إلى سبل تعزيز التعاون بين البلدين على مختلف الأصعدة، خاصةً في مجالات التعدين والزراعة والموارد المائية والسياحة والصحة، كما توافق الرئيسان بشأن أهمية استثمار الإمكانات التي تتمتع بها مصر وطاجيكستان لتعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بينهما.
كما تم التباحث بخصوص التعاون في مجال برامج التدريب والدعم الفني التي تقدمها مصر للكوادر الطاجيكية، فضلًا عن استقبال الدارسين من طاجيكستان في الأزهر الشريف والجامعات المصرية
كما تناول الرئيسان أبرز تطورات الأوضاع ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الإقليمي والدولي، خاصةً في أوكرانيا وأفغانستان، فضلًا عن سبل تعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين في المجال الأمني والاستخباري وتبادل المعلومات والخبرات، خاصةً ما يتعلق بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف والجريمة المنظمة، إلى جانب تعزيز الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب حيث تم تأكيد أهمية الجوانب الثقافية والفكرية في التصدي لهذا الخطر بجانب المواجهة العسكرية والأمنية، كما ثمن الرئيس الطاجيكي في هذا الصدد دور المؤسسات الدينية المصرية العريقة في نشر التعاليم الصحيحة للدين الإسلامي الحنيف.
وفي ختام المباحثات، وجه الرئيس الطاجيكى الدعوة للرئيس للقيام بزيارة رسمية لبلاده، وهو ما رحب به الرئيس، على أن يتم ترتيب موعد الزيارة عبر القنوات الدبلوماسية في البلدين.
وشهد الرئيسان مراسم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم واتفاقيات التعاون بين البلدين في مجالات الزراعة، والشباب والرياضة، والتعليم العالي، إلى جانب اتفاق صداقة وتعاون بين محافظة جنوب سيناء وإقليم "كاتلون" بطاجيكستان، وكذا مذكرة تفاهم بين الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية ومكتبة طاجيكستان القومية.
وألقي الرئيس السيسي كلمة خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس جمهورية طاجيكستان جاءت تفاصيلها كالتالي:
أخي فخامة الرئيس إمام علي رحمان، رئيس جمهورية طاجيكستان، إنه لمن دواعي سروري أن أرحب بكم اليوم في القاهرة ضيفًا عزيزًا على مصر متمنيًا لكم إقامة طيبة ونتائج مثمرة خلال هذه الزيارة والتي تأتي في إطار حرصنا على التشاور وتبادل الرؤى ووجهات النظر حول مختلف الموضوعات والقضايا ذات الاهتمام المشترك وكذا العمل على تعزيز علاقات التعاون بين مصر وطاجيكستان بما يحقق المصالح المشتركة ويسهم في تحقيق التنمية والرفاهية لشعوبنا.
كما تأتي زيارتكم فخامة الرئيس اليوم تزامنا مع مرور ثلاثين عامًا على اعتراف جمهورية مصر العربية بطاجيكستان المستقلة إضافة إلى قرب حلول الذكرى الثلاثين لتدشين العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
فخامة الرئيس أود بداية، الإعراب عن تقديرنا للحرص الذي لمسته من جانبكم على تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات بين البلدين واعتزازنا بعمق العلاقات "المصرية – الطاجيكية" والتي شهدت تناميًا خلال الأعوام الماضية والتأكيد على أهمية العمل على تفعيل أطر التعاون القائمة بما يتناسب مع إمكانات وقدرات البلدين ويحقق مصلحة شعبيهما.
كما اتفقنا على تعزيز التنسيق في المجال الأمني وتبادل المعلومات والخبرات بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة كخطر عالمي بات يهدد معظم دول العالم.
بالإضافة إلى النظر في إمكانية تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات تطوير الري وتعظيم الاستفادة من الموارد المائيـة والطاقة الكهرومائية، والتعدين، والزراعة، والسياحة، والصحة، والتصنيع الدوائي.
وتناولنا كذلك، سبل تعزيز التشاور بين وزارتي الخارجية البلدين واتفقنا على متابعة تنفيذ النتائج الإيجابية للدورة الثانية للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والعلمي والفني التي عقدت بالقاهرة في نوفمبر ۲۰۱۹.
إضافة إلى ذلك، تطرقت مباحثاتنا اليوم إلى القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك وتبادلنا وجهات نظر البلدين حيالها وآفاق التنسيق بشأنها.
وأخيرًا، فقد تباحثنا حول استضافة ورئاسة مصر للدورة السابعة والعشرين لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ في شهر نوفمبر ٢٠٢٢ "COP-٢٧" وأكدنا الحرص على حشد جهود المجتمع الدولي لإنجاحه بما يحقق نقلة حقيقية في العمل الدولي حول المناخ.
فخامة الرئيس، اسمحوا لي ختامًا أن أرحب بكم مجددًا في القاهرة معربًا عن تطلعي لأن تشهد الفترة القادمة مزيدًا من التعاون والتنسيق بين مصر وطاجيكستان بما يحقق الرخاء والازدهار لشعبينا الصديقين ويولد مزيدًا من الزخم في علاقات الصداقة التي تجمع بين بلدينا.