علي جمعة: الله طالبنا بحرية الفكر والعقيدة
قال الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، إن الله أكد على قراءة القرآن وقراءة الأكون، موضحًا أن فكرة الأكوان والقرآن معًا هما مصدر لمعرفة الإنسان معرفة مستقيمة، فالتارك لعلم الأكوان وصل بعقله إلى عقلية الخرافة، ومن ترك علم القرآن أو ترك الوحي بجملته ينتمي لعقلية الخرافية، وهذه العقلية عرجاء تسير على قدم واحد، أو عوراء ترى بعين واحدة، فهي ناقصة على كل حال.
الإيمان وحرية الفكر والعقيدة
وأضاف علي جمعة أن الله يأمرنا بالإيمان به وبرسله ينبهنا إلى حرية الفكر وحرية العقيدة واختيار الإنسان، فيرحل الحساب على هذا النوع من أنواع الإباء والكفر إلى الآخرة، ولا يجعله مجالا للنزاع والخصام في الدنيا.
وكتب علي جمعة تدوينة على الفيس بوك "أول ما أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم من القرآن قوله تعالى: (اقْرأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِى خَلَقَ* خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِى عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) [ العلق:1: 5] فكرر القراءة مرتين إشارة إلى مصادر المعرفة، إحداهما القراءة في الأكوان (اقْرأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِى خَلَقَ)، والأخرى هي القراءة في القرآن (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِى عَلَّمَ بِالْقَلَمِ)،
العقلية الخرافية
وقال جمعة "ومن هنا جاءت فكرة الكتاب المسطور، والكتاب المنظور، أو فكرة الأكوان والقرآن باعتبارهما معًا مصدرًا لمعرفة الإنسان معرفة مستقيمة، فمن ترك علم الأكوان وصل بعقله إلى عقلية الخرافة، ولا يستقيم له أبدًا فهم الوحي، ومن ترك علم القرآن أو ترك الوحي بجملته فإنه لا يقل في انتمائه إلى العقلية الخرافية عن ذلك الأول".
وأضاف: "فالعقلية الخرافية عرجاء تسير على قدم واحد، أو عوراء ترى بعين واحدة، فهي ناقصة على كل حال، والعقلية العلمية هي تلك التي استوفت معرفتها من الأكوان، ومن الوحي، ومن هنا نعرف أي جريمة يرتكبها ذلك الذي ينحي الشعبة الثانية من شعب الإيمان، وهي الإيمان برسل الله سبحانه وتعالى، ومن هنا أيضا نفهم مراد الله من قوله في القرآن الكريم: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا) [النساء:150].
ترحيل الحساب
وتابع علي جمعة: "ونلاحظ هنا أيضا أن الله سبحانه وتعالى وهو يبين لنا الحقائق ويأمرنا بالإيمان بالله وبرسله، فإنه ينبهنا أيضا على حرية الفكر وحرية العقيدة واختيار الإنسان، فيرحل الحساب على هذا النوع من أنواع الإباء والكفر إلى الآخرة، ولا يجعله مجالا للنزاع والخصام في الدنيا، وهو الأمر الذي افتقده كثير من أتباع الأديان وافتقدته العلمانية وهي تنحي الدين كوسيلة للوصول إلى السلام الاجتماعي".
واختتم حديثه قائلًا: "فالله يقرر سوء إنكار الحقائق، ويصف الأشياء بأسمائها، وأن ذلك هو الكفر الحقيقي، ولكنه يجعل جزاء ذلك يوم القيامة، أما في الدنيا، فإنه يقول لنا: (لاَ إِكْرَاهَ فِى الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ) [البقرة:256]، ويقول: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) [الكافرون:6].