في ذكرى مولده.. بن لادن من القصور إلى كهوف أفغانستان.. واجه الغزو السوفيتي لكابول.. وحبل غسيل يكتب نهايته
في مثل هذا اليوم، 10 مارس، من عام 1957، وُلِد زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي السابق، أسامة بن لادن، وسرعان ما تغيرت حياة نجل رجل الأعمال اليمني الثري محمد بن لادن، ليصبح المطلوب الأول لدى الولايات المتحدة، بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، لاتهامه بارتكاب أحد أضخم الكوارث في تاريخ البشرية.
بن لادن حارب مع الولايات المتحدة الأمريكية ضد الاتحاد السوفيتي في أفغانستان، ثم حارب الولايات المتحدة الأمريكية بعد غزوها لأفغانستان وكان من ضمن عوامل سقوط الاتحاد السوفيتي بعد هزيمته في أفغانستان.
ورغم التشديدات الأمنية لـ"أخطر رجل في العالم"، إلا أن أسامة بن لادن قتل في 2011، بعدما فضح مخبأه "حبل غسيل"، وذلك وفقا لكتاب أمريكي بعنوان "صعود وسقوط أسامة بن لادن" للكاتب الصحفي الأمريكي في "سي إن إن" بيتر بيرجن.
ونشرت صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية، مقتطفات من الكتاب الذي سلط الضوء على صعود وسقوط بن لادن، لافتة إلى أن الأخير لم يكن مقتنعا بالزواج من امرأة واحدة فقط، ولكن في الوقت نفسه لم يفضل أسلوب والده الذي تزوج ما لا يقل عن 20 امرأة، وأنجب 54 طفلا.
بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 تحولت حياة أسامة بن لادن إلى مطاردة، بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، وفر إلى مجمع سكني سري شيده خصيصا في باكستان لزوجاته الثلاث وأطفالهن.
وكان بن لادن يرى أنه "لكي تكون مسلمًا حقيقيًا، عليك فقط أن تتزوج أربع زوجات كما أقرها الإسلام، ثم تعاملهن جميعًا بعدل".
وفي أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، والتي أودت بحياة 2977 شخصًا، تشتتت أسرة أسامة الممتدة، واختبأ هو في الجبال الأفغانية، وفي شمال باكستان.
وبحلول عام 2004، عندما توغلت الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق، شعر بن لادن بالخطر، وقرب المواجهات، ما أجبره على المغادرة مرة أخرى.
وأمر بن لادن، حارسه الشخصي إبراهيم سعيد أحمد عبد الحميد، بشراء قطعة أرض، لبناء حصن كبير يكفي لإيواء أسرته بأكملها، حيث كان يريد جمع شمل عائلته في أبوت آباد، في باكستان.
اشترى الحارس الشخصي لبن لادن، العقار باسمه بقيمة 50 ألف دولار، وصمم منزلا وفقا لمواصفات زعيم تنظيم القاعدة حينها.
كان المنزل الرئيسي مكونا من 3 طوابق، يحتوي على أربع غرف نوم في الطابق الأول وأربع غرف نوم أخرى في الطابق الثاني، ولكل منها حمام خاص بها.
واحتوى الطابق العلوي على غرفة نوم وحمام وشرفة لاستخدام بن لادن.
اتبع زعيم القاعدة السابق، وحارسه الشخصي، إجراءات أمنية عملياتية صارمة للحفاظ على سرية المعلومات، واستخدموا "كبائن الهواتف العامة" في المدن الكبيرة لإجراء الاتصالات المهمة، وأخذوا البطاريات من هواتفهم المحمولة حتى لا يمكن تتبعهم إلى قاعدتهم الرئيسية.
وأوضحت "نيويورك بوست"، نقلا عن الكتاب الجديد، أنه نادرًا ما غادر آل بن لادن المجمع السكني، باستثناء أصغر زوجاته الثلاث سنا، أمل، التي ذهبت مرتين إلى مستشفى محلي لتلد تحت اسم مستعار، وتظهر أوراق هوية مزورة وتتظاهر بالصمم لتجنب الأسئلة المحرجة.
عام 2010، حصلت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية على معلومات من مخبر باكستاني في مدينة بيشاور المزدحمة، الذي بلغهم بأنه شاهد رجلا يعتقد أنه إبراهيم، الحارس الشخصي لبن لادن.
الاستخبارات المركزية الأمريكية
وفي أغسطس 2010، قادت سيارة الجيب البيضاء التابعة لإبراهيم وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، إلى جدران المبنى الذي يبلغ ارتفاعه 18 قدمًا والمكسو بالأسلاك الشائكة.
امتلأ المجمع السكني، بزوجات بن لادن الثلاث، وثمانية من أطفاله الصغار، وأربعة أحفاد، من بينهم أطفال تتراوح أعمارهم بين عامين و3 أعوام.
وكان للعقار العديد من الميزات غير العادية التي جعلت محللي الاستخبارات الأمريكية يلاحظون ذلك، فلم يكن لديها خطوط هاتفية أو خدمة إنترنت، على الرغم من حقيقة أن من قام ببنائها كان بالتأكيد ثريًا بما يكفي لتحمل مثل هذه الضروريات.
وجرى تصميم المبنى بشكل يراعي إلى حد كبير الخصوصية، نظرا للعدد القليل للغاية من النوافذ، فضلا عن أن شرفة الطابق العلوي في الهواء الطلق محاطة من جميع الجوانب بجدار عالٍ.
وأوضح الكتاب الأمريكي الجديد أن مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية آنذاك، ليون بانيتا، سأل موظفيه "من يضع جدار الخصوصية حول فناء؟".
وأقامت الاستخبارات الأمريكية منزلًا آمنًا بالقرب من المجمع الغامض لإجراء دراسة "نمط الحياة" على من كان يعيش هناك. وبينما كان الجيران يضعون نفاياتهم في جمع القمامة بانتظام، أحرق سكان المبنى الذي يعيش فيه بن لادن وعائلته جميع النفايات.
وبرغم الغموض الذي أحاط بالمنزل، إلا أن الدليل الأخير لكشف بن لادن، كانت "حبال الغسيل" داخل المبنى، والتي كانت ترفرف كل يوم بملابس النساء، والزي التقليدي للرجال في باكستان، وملابس الأطفال وحفاضات الأطفال، وأكثر بكثير مما يمكن أن يرتديه 11 فردًا من عائلات الحراس الشخصيين.
عملية الاغتيال
كان ذلك كافيا لمدير الاستخبارات الأمريكي حينها، وفي 14 ديسمبر 2010، قدم أدلته إلى الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما.
اقتنع أوباما بأدلة الاستخبارات الأمريكية، وأمر البحرية الأمريكية بالبدء في التخطيط للعملية التي ستقضي في نهاية المطاف، في 1 مايو 2011، على أسامة بن لادن، في سن 54 عاما.