خبير اقتصادي يحلل قرارات الحكومة الأخيرة وتأثيرها على ضبط الأسواق
قال الدكتور خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي: إن قرارات مجلس الوزراء أمس بشأن محاولة توفير السلع الإستراتيجية وضبط الأسواق بعدما شهدت زيادة كبيرة بالتزامن مع الأزمة الروسية الأوكرانية، سوف تُؤتي ثماره في الوقت الذي استغل فيه التجار الأزمةَ واحتياج المواطنين ورفع أسعار السلع.
ارتفاع أسعار السلع
وأضاف "الشافعي" في تصريح خاص لـ"فيتو"، أن أسعار العديد من المنتجات ارتفعت بشكل كبير منذ بداية الأزمة الروسية الأوكرانية على المستوى العالمي، لكنها لم تؤثر حتى الآن على الأسعار في مصر سواء من ناحية القمح أو الزيوت، مشيرًا إلى أن هذا الأمر جعل الكثير من التجار يعملون على تخزين السلع وإعلان ارتفاع أسعار بدون وجه حق.
وأشار إلى أن الحكومة تعمل الآن على معالَجة الخلل الذي نتج عن انتهاز التجار الأزمة وزيادة نسبة الأسعار، موضحًا أن الاجراءات سوف تستمر في محاولة ضبط الأسعار داخل الأسواق، وعدم تأثر المواطنين بها بشكل كبير خلال الفترة المقبلة.
زيادة عدد منافذ السلع
وأكد أن الحكومة تعمل على زيادة عدد المنافذ التابعة للدولة، وسوف توفِّر كافة السلع التي يحتاج إليها المواطنون وبالتحديد السلع الإستراتيجية مع اقتراب شهر رمضان المبارك، في الوقت الذي تشهد فيه الأسواق زيادة غير مبررة وغير مدروسة من التجار للتحكم في الأسعار داخل الأسواق.
أعلن الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس الوزراء، اتخاذ الحكومة 4 قرارات مهمة وعاجلة لمواجهة أزمة الغلاء وارتفاع الأسعار نتيجة ارتفاع معدل التضخم والأزمة الروسية الأوكرانية.
وتتضمن القرارات الأربعة التالي:
- توفير مخزون إستراتيجي من السلع الرئيسية "القمح".
- التوسع في المنافذ لتوفير السلع بأسعار منخفضة نسبيًّا.
- تشديد الرقابة على الأسواق لمنع تخزين السلع أو إخفائها.
- إجراءات الدولة للاستعداد لرمضان "معارض أهلًا رمضان".
وعقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مؤتمرًا صحفيًّا بمشاركة عدد من الوزراء من أجل الحديث مع الشعب المصري عن تطورات تداعيات تغير حركة الأسعار الخاصة بالسلع الأساسية في الأسواق المصرية، نتيجة تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا.
وأكد رئيس الوزراء، أن الاقتصاد العالمي يمر بأزمات طاحنة منذ عام 2008، مشيرًا إلى أن العالم يعاني من أزمة تضخم مع اقتراب انتهاء أزمة كورونا، وكذلك ارتفاع الأسعار العالمية مع ارتفاع تكلفة الشحن، وكذلك تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.
وأضاف رئيس الوزراء خلال المؤتمر الصحفي على الهواء مباشرة من مقر مجلس الوزراء، أن العالم أمام موجات تضخم كبيرة بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية، مشيرًا إلى أن الخسائر في 14 يومًا تجاوزت 400 مليار دولار على مستوى العالم.
وأوضح رئيس الوزراء أن العالم شهد قفزات سعرية حادة في كل السلع الإستراتيجية بسبب الأزمة الأوكرانية، مشيرًا الى أن 35% من التضخم في مصر سببه خارجي.
وأضاف رئيس الوزراء أن شكوى المواطنين من غلاء الأسعار الحكومة تقدره وتعيه تمامًا، مشيرًا إلى أن سعر البترول زاد بنسبة 100% في آخر أسبوعين، ومصر ستتأثر بالأزمة الروسية الأوكرانية كبقية دول العالم.
وأكد رئيس الوزراء أن مصر تعمل على مدار الساعة لامتصاص التأثير السلبي لموجة التضخم التي تسببت بها الأزمة الأوكرانية.
أسعار الزيت
وقال الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء: "الزيادة التي حدثت على الزيت في مصر 10% في حين حصل برة زيادة 32%، وإحنا بنحاول في ضوء الإمكانيات والقدرات نستوعب جزءًا كبيرًا من التضخم علينا وفيه جزء على المواطن".
أسعار القمح
قال الدكتور مصطفى مدبولي: إن القمح حدثت فيه زيادة 17% بعد الأزمة الروسية الأوكرانية، مضيفًا: "الاسعار هتزيد هتزيد".
وأشار رئيس الوزراء إلى أن شكوى المواطنين من غلاء الأسعار الحكومة تقدره وتعيه تماما، مشيرًا إلى أن سعر البترول زاد بنسبة 100% في آخر أسبوعين.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي: إن المواطن المصري لم يشعر بأي نقص في السلع في كل الأزمات التي مرت بها مصر، مضيفًا: "مفيش داعي للتخزين وكل ما هتشتري هنوفر سلع جديدة".
وأضاف رئيس الوزراء أن رصيد القمح 4 شهور وبالتالي لن نحتاج لشراء شحنات جديدة وقاربنا على استلام محصول القمح في الموسم الجديد.
أسعار الدواجن في الأسواق
قال الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء: “الحقيقة أسعار الدواجن زادت أكبر من زيادات السوق العالمي، وكان هناك نقاش مع وزير الزراعة لكي نستوعب هذا الارتفاع لأنه إحنا كدولة إحنا شغالين على إننا يكون عندنا رصيد احتياطي من 3 إلى 6 شهور من السلع الرئيسية”.
وتابع "مدبولي" خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر رئاسة مجلس الوزراء: "وده اللي خلانا منحسش بأي نقص في أي سلعة كنا نشاهد في دول متقدمة مواطنين واقفين طوابير على السلع الرئيسية، المواطن في أي مكان هينزل يلاقي السلع موجودة، ومفيش داعي أنك تخزن وتشتري كتير، والدولة المصرية عندها من الفائض والاحتياطيات".
وكان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، قد عقد أمس اجتماعًا؛ لمتابعة الجهود المكثفة لتوفير مختلف أنواع السلع الأساسية بالأسواق المحلية.
وفي مستهل الاجتماع، أكد رئيس الوزراء أن الحكومة، بكل أجهزتها المعنية، تراقب عن كثب التطورات الجارية على الصعيد العالمي، وما تشهده من اضطرابات بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية وتداعياتها التي ألقت بظلالها على مختلف الأصعدة، ولا سيما نقص عدد من السلع وارتفاع الأسعار على مستوى العالم.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن هذا الاجتماع يأتي في إطار متابعة تأمين مختلف أنواع السلع الأساسية في ظل الأزمة الدائرة حاليًا، مشيرًا إلى أن هناك توجيهات للرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بالمحافظة على استمرارية المخزون الإستراتيجي للدولة من السلع الغذائية الرئيسية ومتابعة أسعارها بالأسواق، خاصةً المدرج منها على بطاقة التموين.