تفاصيل كلمة السيسي بالندوة التثقيفية بمناسبة الاحتفال بيوم الشهيد والمحارب القديم
شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الندوة التثقيفية رقم 35 بمناسبة الاحتفال بيوم الشهيد والمحارب القديم بحضور كبار رجال الدولة وقيادات القوات المسلحة فضلا عن لفيف من أعضاء مجلس النواب والشيوخ والإعلاميين.
وتحتفل القوات المسلحة في 9 مارس من كل عام بيوم الشهيد الذي يعتبر اعتزازا بشهداء مصر الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل الوطن.
وتنظم إدارة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة ندوة تثقيفية بتشريف الرئيس عبدالفتاح السيسي بمناسبة يوم الشهيد لاستعراض تضحيات الشهداء التي ظلت ملهمة للبذل والعطاء من أجل الوطن.
وجرى اختيار يوم 9 مارس تخليدا بذكرى الشهيد الفريق عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق.
وألقى الرئيس السيسي كلمة جاءت كالتالي:
نحتفل معا معًا، بذكرى عزيزة على نفوسنا نستحضر فيها بطولات رجال صدقوا الوعد وبذلوا كل غالً ونفيس من أجل أن يحيا هذا الوطن كريمًا، أبيًا مرفوع الرأس رجال رفضوا الاستسلام وآثروا المقاومة بشرف وبسالة ضاربين المثل للأجيال من بعدهم ومؤكدين أن مصر الحرة الكريمة تستحق منا كل فداء، وتفان وتضحية.
ويمثل الاحتفال بيوم الشهيد في كل عام مناسبة متجددة، لتكريم أبناء مصر المخلصين الذين ضحوا من أجل هذا الوطن الخالد ليستمر نابضًا بالحياة مثمرًا بالخير والسلام والنماء ولنتذكر معًا تلك التضحيات التي قد لا يشعر بحجمها الهائل إلا من قدم لمصر شهيدًا أو مصابًا روى بدمه تراب هذا الوطن.
إن هذا اليوم المشهود، هو يوم نكرم فيه ليس فقط أرواح من استشهدوا من أبطالنا الأبرار، من رجال القوات المسلحة والشرطة البواسل، أو أي مواطن يؤدي دوره بتفان وإخلاص على اتساع الوطن وإنما نكرم فيه أيضًا، عطاء الصامدين الذين يحملون مسئولية هذا الوطن، ويصلون الليل بالنهار، ليحيا شعب مصر العظيم، في سلام وأمان واستقرار ولتؤكد مصر أنها غنية بأبنائها الأوفياء جيلًا بعد جيل يسلمون راية الوطن مرفوعة خفاقة ومنتصرة بعزة وكرامة وأن هذه الراية لن تنتكس أبدًا، بإذن الله، ثم بفضل عزيمة هذا الشعب وأصالته وتضحياته.
شعب مصر العظيم.. لا يفوتني في هذه المناسبة وكما اعتدنا أن نتوقف معًا لنلقي نظرة شاملة على مسيرتنا، التي بدأناها سويًا وذلك انطلاقًا من سياستنا الثابتة بعرض الحقائق عليكم، لمواجهة التحديات معًا، من منظور واقعي وحقيقي ومباشر وذلك سعيًا نحو تحقيق النهضة الحقيقية الشاملة التي نطمح لها جميعًا وللأجيال التي ستأتي من بعدنا نهضة تليق بعظمة وتاريخ بلادنا.
ولا يخفي عليكم، أيها الإخوة الأعزاء أن مصر واجهت خلال السنوات الماضية الكثير من التحديات غير المسبوقة، على كافة الأصعدة فعلى المستوى العالمي ظهرت جائحة كورونا واندلعت بعض الصراعات والنزاعات التي أثرت بشكل جذري على هيكل الاقتصاد الدولي وسلاسل الإمداد العالمية وزيادة نسب التضخم وارتفاع الأسعار ومن قبل الجائحة وتلك الصراعات اجتاحت سائر أنحاء المنطقة موجات الفوضى وعدم الاستقرار السياسي والأمني وانهيار لبعض الدول وتفكك مجتمعاتها وتفشــــي خطر الإرهاب والتي كانت لتطال وطننا الحبيب لـولا عناية الله ولطفـه. أما على المستوى الداخلي فلقد واجهت مصر ضغوطًا شديدة على الاقتصاد الوطني وهو ما تصدينا له بإتباع إجراءات هيكلية وإصلاحية شاملة بدأت تؤتي ثمارها في زيادة معدلات النمو التي يحققها الاقتصاد المصري وذلك بالتوازي مع جهود القوات المسلحة والشرطة في محاصرة الإرهاب وكسر شوكته. ويشهد العالم بأسره، بما حققناه من إنجازات في مواجهة تلك التحديات لتمضي مصر في تنفيذ رؤية استراتيجية شاملة لبناء وطن قوي متقدم في جميع المجالات وأقول لكم بكل الصدق: إنه من خلال وعي هذا الشعب ومخزونه الحضاري الممتد لآلاف السنين والفهم الدقيق لظروف مصر فإنني على ثقة كاملة، من قدرتنا على تحقيق المعجزات وتغيير واقع الحياة في هذا الوطن لما نرضاه ونفخر به وليجد كل مواطن في هذا البلد متسعًا كريمًا له ولأبنائه.
شعب مصر العظيم.. في نهاية كلمتي، ونحن نحتفل بيوم الشهيد فإنني أعلم جيدًا أن أقسى لحظات تمر بها النفس، هي لحظات الوداع وأدرك كذلك، أن القلوب تعتصر ألمًا حينما يشتد الحنين لرؤية الأحباب لكنني أوقن أيضًا، أن تلك الآلام والأحزان سرعان ما تتبدل وتتغير، إلى مشاعر من الفخر والعزة بما حققه شهداؤنا الأبرار الذين جادوا بأرواحهم وأنفسهم من أجل مصر.
ولا يفوتني هنا، أن أنقل تقديري وتقدير شعب مصر العظيم لأسر شهدائنا الأبرار على صبرهم وتحملهم واحتسابهم. ولا يسعني إلا أن أتوجه إلى الله العلي القدير بالدعاء بأن يحفظ مصر وشعبها من كل مكروه وسوء ويديم على هذا الوطن نعمة الأمن والأمان.
ودائمًا وأبدًا تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر.