لا يعرق ولا يبرد.. شروط يجب توافرها في حراس بوتين | صور
يرافقون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تحركاته ويراقبون حركاته وأنفاسه أيضا ويشكلون "درعا" يقيه التهديدات بجميع أشكالها.. هؤلاء هم الوحدة المسؤولة عن تأمين بوتين والذين يعتبرون أفضل فريق من حيث أفرادها وتدريبها، وقبل شهور على مغادرته مقر إقامته للظهور بأي مكان عام، يستعد فريقه الأمني بطاقته الكاملة بالفعل.
فريق أمني
ويبدأ الفريق الأمني عمله بتحليل جميع التهديدات الممكنة: نشاط إجرامي، اضطرابات اجتماعية، وحتى إمكانية حدوث كوارث طبيعية، مثل: الزلازل أو الفيضانات بالمنطقة خلال الزيارة، بحسب موقع "روسيا بيوند".
حراسة بوتين
داخل جهاز الأمن الفيدرالي، تضمن وحدة خاصة الأمن الشخصي للرئيس. ومن المثير للدهشة أن متطلبات هذا المنصب لا تتطلب خبرة حرب حقيقية.
ونقلت "روسيا بيوند" عن موظف أمن سابق للرئيس قوله إنه "من غير المرجح أن يتعين على حارس الأمن الخاص بالرئيس وضع كمائن على الممرات الجبلية أو القفز بالمظلة".
وأضاف: "الخبرة القتالية مفيدة، لكنها غالبا لا تنطبق في عملنا. خلال الحرب، تهاجِم. ويجب على الحارس الشخصي فقط حماية الشخص المرموق من شخص غير مرئي".
ولذلك السبب لا يكون ضباط الشرطة السابقون مناسبين لهذا العمل؛ فهم مدربون على الاعتقال وبالنسبة لحراس الرئيس، يكون تأمينه هو الأولوية الأولى، وليس ضروريًا اعتقال المهاجم.
ويجب أن يتمتع الحارس بـ"سيكولوجية تشغيلية"، وهو ما يعني أن يكون قادرًا على التكهن بالتهديدات ومنعها، والقيام بذلك بدون أن يلاحظه الآخرون، وهي أيضًا مسألة مهمة.
أما المتطلبات الأخرى للوظيفة، فيجب أن يكون عمر المتقدم دون 35 عاما، وطوله ما بين 175 و190 سنتيمترا، ووزنه ما بين 75 و90 كيلوجراما.
كما يجب أن يفهم الحراس الشخصيون للرئيس لغات أجنبية ويكونون بارعين بشكل أساسي في السياسة – فقط للتعرف على من يقترب من الرئيس وكيف يجب معاملة هؤلاء الأشخاص.
وأشار "روسيا بيوند" إلى أن حراسة الرئيس يجب أن تتمتع بقدرة تحمل عالية؛ وهم مدربون على تحمل البرودة الشديدة ويرتدون معاطف خفيفة؛ حيث إن الملابس السميكة قد تعرقل حركتهم، ولا يتعرقون في الحرارة.
وطبقًا لبعض التقارير، يستخدمون أدوية تؤثر على العمليات الفسيولوجية.
ويسمح للحراس الشخصيين، الذي يطلق عليهم "الفرسان"، تدخين السجائر حيث إنها تساعد على تخفيف التوتر أسرع، لكن ليس خلال التدريب أو العمل.
وبما أن عمل الحارس الشخصي للرئيس يكون مرهقا للغاية، يتم تسريحهم بعد سن 35 عاما.
تكتيك التأمين
ذكر "روسيا بيوند" أنه خلال "أعمال الأكشن"، أي خلال ظهور الرئيس علانية، يتم تنظيم الحراس على أربع حلقات، أقربها إليه هم الحراس الشخصيون، ويرتدون بذلات ونظارات شمسية سوداء، مع سماعات في الأذن وحقيبة.
وينظرون نظرة تنذر بالخطر لسبب؛ حيث تعتبر هذه أول إشارة، بالنسبة للمهاجمين، تفيد بحماية تلك الشخصية عن كثب.
وهناك مطلب إلزامي يتمثل في أنه يجب على الحارس أن يكون على أهبة الاستعداد؛ لأن المهمة الملحة لـ"الحلقة الأولى" في حالة الخطر هي حماية الرئيس بأجسادهم.
أما بالنسبة للحقائب التي يحملونها، فهي دروع واقية يمكن نشرها لحماية الرئيس من الرصاص، ويحمل الحراس مسدسا من طراز "جروزا" عيار 9 ملم الذي يمكنه إطلاق ما يصل إلى 40 رصاصة بالدقيقة، ويخترق السترات الواقية من مسافة 50 مترا.
لكن إذا وقع حادث إطلاق نار، فهذا يعني أن الفريق الأمني فشل؛ حيث يجب أن يمنع أي هجوم مسبقا.
معدات التأمين
وهناك قطعة أخرى تستهدف الحماية وهي مظلات "كيفلر" التي يحملها الحراس، حيث أنها قوية جدا ويمكنها توفير حماية من المقذوفات.
ومع ذلك، ليست "الحلقة الأولى" للحراس هي الأكثر أهمية، بل الثانية، وهي على عكس الأولى غير ظاهرة تماما بين الحشد، حيث يتصرفون بحذر، ويبحثون عن مهاجمين محتملين.
وتطوق "الحلقة الثالثة" محيط الحشد، وتمنع المشتبه بهم من الاقتراب من الرئيس، أما "الحلقة الرابعة" فهم عبارة عن قناصة متمركزين على أسطح المباني المحيطة، ولهذا السبب من الخطير الركض أو الصراخ أو الإقدام على حركات متسرعة قرب الرئيس.
ويسافر الجزء الأكثر أهمية من الوحدة مع موكب الرئيس بشاحنات مصفحة، وهم رجال عمليات خاصة مسلحون ببنادق AK-47، وبنادق قنص "دراغونوف"، وقاذفات قنابل يدوية مضادة للدبابات.
وقبل حوالي شهر من أي زيارة يجريها الرئيس، يصل أعضاء الفريق إلى المكان لتنسيق جدولهم الأمني مع السلطات المحلية والتحقق من مكان الإقامة الذي سيمكث فيه الرئيس.
ويتم الاهتمام بكل شيء حتى إصلاح مقابض الأبواب، بحيث لا تكون هناك حاجة لدخول أي فنيين أو غيرهم إلى المكان أثناء إقامة الرئيس.
ويعمل المهندسون والفنيون بفريق الأمن على تركيب أجهزة تشويش لمنع أي إشارات تفجير لاسلكية بموقع الرئيس.
بالإضافة إلى ذلك، يوجد ضمن الفريق المرافق لبوتين شخص يتذوق كل وجبة تقدم له لضمان عدم تعرضه للتسمم، وفقًا لـ"نادي طهاة رؤساء العالم"، وهي منظمة طهي يقوم أعضاؤها بطهي الطعام لرؤساء الدول والملوك في جميع أنحاء العالم.
وقال جيل براجارد لصحيفة "تليجراف" عام 2012، إن "المتذوقين لا يزالون موجودين في الكرملين فقط، حيث يقوم الطبيب بفحص كل طبق مع الطاهي".