رئيس التحرير
عصام كامل

زوجة العميد الشهيد أحمد عبد المحسن: البطل كان يتقدم المداهمات ويحتمي به جنوده ( حوار )

الشهيد البطل على
الشهيد البطل على الدبابة وسط جنوده

حتي الان عقلي لا يصدق أنه لن يعود 


آخر زيارة كان حاسس.. وأوصاني آخذ  بالي من نفسي ومن الأولاد 


كنت أقول له انت غير مستمتع بحياتك، فيرد: العمل في سبيل الله لذة 


أصيب في حادث كرم القواديس ورغم ذلك ترك المستشفي قبل شفائه وعاد سريعا لسيناء

جسده مليء بالشظايا، لكنه كان يتقدم المداهمات حتي ان جنوده قالوا كنا نحتمي وراءه.. إنه الشهيد البطل العميد اركان حرب احمد عبد المحسن رئيس أركان أحد التشكيلات التعبوية بالجيش الثاني الميداني الذي استشهد يوم السبت 27 فبراير 2021.


بمناسبة يوم الشهيد "فيتو" التقت بزوجته الدكتورة رشا أنور السعداوي وأجرت معها الحوار التالى:

*حدثينا عن طبيعة علاقتك بزوجك الشهيد ؟
أحمد كان الزوج والسند منذ أول يوم لزواجي به، فزواجنا كان عن حب وكل العائلة يقولون انتم ايقونة الحب في العيلة،  17 عاما على زواجنا رزقت منه بثلاثة أطفال مؤمن 17 سنة، ملك 13 سنة وأصغرهم محمد 7 سنوات.

كان يشعرنا  بالأمان حتى وهو بعيد في شغله، يطمئن علينا ويشجعني علي العمل فانا دكتورة وشغلي صعب ورغم ذلك لم يشتك يوما وكان يقول لي:أنتي بطلة لانك توازني بين شغلك والبيت والأولاد، أحمد فعلا كان انسانا مختلفا، حتى الآن عقلي لا يصدق انه لن يعود. 


*حدثينا عن آخر مكالمة مع البطل؟
اتصل بي قبل استشهاده بيوم، كان يوم جمعة وكنا أنا والأولاد صائمين، أنهيت عملي وعدت إلى المنزل لأجهز الإفطار، فوجدت رسالة منه على الواتس يقول فيها انتي نسيتيني يارشا؟، على الفور اتصلت به قائلة مقدرش أنساك لحظة، بس الشغل والأولاد وبعد الفطار هكلمك ولكنني نمت من التعب.

يوم  السبت أرسلت له رسالة لكنه لم يفتحها لان تليفونه كان مغلقا، لاأعلم لماذا كنت قلقه وقلبي مخطوف، فقمت بالاتصال برقم كان أعطاه لي منذ فترة للطوارئ فقط فرد علي عسكري وقال لي إنه في مداهمة وأول ما يوصل يكلمك.
أغلقت الخط وعقلي لا يستوعب مداهمة، أحمد أخبرني أن الأمور في سيناء أصبحت آمنة، ولا يوجد أحداث وبعد حوالي ساعتين وجدت رقما غريبا يتصل بي وإذا باأدهم يقول لي البقاء لله، القائد احمد عبد المحسن استشهد إثر انفجار عبوة ناسفة أثناء تمشيطه لأحد منازل التكفيريين بمنطقة الجورة، كلمات صعبة وخبر لا يصدق احمد زوجي، أم يقصد احدا آخر وكأني في غيبوبة حتي شاهدت جثمانه.

*اروي لي مقتطفات من حياة البطل الشخصية ومع الأسرة والمحيطين به؟
أحمد من مواليد 28 يوليو 1976 في منطقة الأميرية بالقاهرة، ولكن عائلته من مركز قويسنا بالمنوفية، خريج الدفعة 92 حربية عام 1998 دفعه الشهيد أحمد المنسي، ظل في سيناء 6 سنوات متواصلة حتى تاريخ استشهاده، أصيب عام 2017 في حادثة كمين كرم القواديس بشظايا وجروح قطعية بالفخذ والقدم ورغم ذلك ترك المستشفي قبل شفائه وعاد سريعا إلي سيناء.
قبل استشهاده بـ 6 شهور اصيب في عبوة ناسفة ولكنها كانت اصابه بسيطة ومنذ هذا اليوم وهو متغير تماما وكأنه كان يجهز نفسه للشهادة، كان يؤدي كل حاجة علي عجل ولا يؤخر شيئا حتي في شراء الطلبات للبيت والأولاد حتي أنني كنت أقول له انت غير مستمتع بحياتك، فرد علي قائلا: إن العمل في سبيل الله لذة لايعادلها كل متع الدنيا.

*متى رأيت الشهيد آخر مرة؟ 

آخر مره كان فيها معنا قبل استشهاده بأسبوع كان مريض بكورونا والحمد لله شفي وأسرع للعودة إلى العمل، أوصاني بان اخذ  بالي من نفسي ومن الأولاد وقعد يحكي معايا في حاجات كتير وكأنها وصيته الأخيرة وسافر دون أن يسلم عليه....كانه عاوز يقول حاجة لكن خايف يقلقني، أكيد كان حاسس بأنها آخر مرة يشوفنا فيها بس مش عارف يعبر عن شعوره.

*ماذا عن بطولاته؟
بعد استشهاده، جاء لي الكثير من زملائه وعدد من الجنود الذين خدموا معه لتعزيتي، فوجئت أنهم يروون لي قصص عن بطولاته لم اكن أعلم عنها شيئا، لأن احمد لم يكن يتحدث عن شغله أبدا معنا أو عن زملائه الذين استشهدوا وأهم روايات الجنود انه كان يتقدمهم في المداهمات قائلا: انا اقدم منكم سنا وخبرة ويدخل إلي المنازل والأوكار التي كان يختبيء فيها التكفيريين وكان معظمها مفخخ بشراك خداعية كان يكشفها ويؤمنها لزملائه والجنود.
واكتشفت بعد وفاته أنني بالرغم من زواجي من أحمد وحبه لي أننى لم أعرف عن حياته وبطولاته سوي القليل.

الجريدة الرسمية