نظام عالمي جديد بعد الحرب الأوكرانية.. والنفط ورقة روسيا لجذب الدول لبديل سويفت
فرضت دول الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية عقوبات مشددة على روسيا، في محاولة لعزلها عن العالم، وذلك على خلفية الحرب التي تشنها على جارتها الأوكرانية، ومن ضمن هذه العقوبات إخراج الكثير من البنوك الروسية من نظام سويفت العالمي، للتحويلات المالية.
الحرب الروسية الأوكرانية
وقال السفير أسامة توفيق بدر مساعد وزير الخارجية الأسبق، في تصريحات لـ فيتو إنه فيما يتعلق بتأثير الحرب الروسية الأوكرانية على النظام العالمي فالعالم قبل الحرب الأوكرانية يختلف تماما عن العالم بعد هذه الحرب.
وتابع حديثه أن هذا الوضع الذي تمر به المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وفشل هذه المنظمات في إيقاف الحروب يضع مصير هذه المنظمات على المحك، مضيفا أن عصبة الأمم عندما فشلت في إيقاف الحرب العالمية الثانية، لجأت الدول العظمى المنتصرة في الحرب إلى وضع نظام جديد، وهو الأمم المتحدة.
حق الفيتو
وأشار السفير أسامة توفيق الى أن الخطأ الكبير في الأمم المتحدة هو حق الفيتو الذي يمنح للدول الخمس الكبار، الأمر الذي يعطيهم الحق في التصرف بمفردهم دون اللجوء إلى القانون الدولي تحت مظلة حق الفيتو.
واستطرد: أن العالم بعد هذه الحرب سيبحث عن السلام كما فعل بعد الحرب العالمية الثانية، متوقعا أنهيار بعض المنظمات وتكون منظمات جديدة، موضحا إلى احتمالية بقاء الأمم المتحدة ولكن من المحتمل أن يكون هناك تغيير في بعض القوانين وأهمها حق الفيتو.
وأردف أنه من الممكن أن تظهر قوى جديدة في أسيا، وظهر ذلك حيث إن هناك عدد كبير من الدول رفضوا التصويت على قرار إدانة روسيا بإعلانها الحرب على أوكرانيا، بل إن هناك دول رفضت هذا القرار.
نظام SPSF
ونوه السفير أسامة توفيق بأن الحرب الروسية الأوكرانية قد تتطور إلى حرب عالمية ثالثة، مؤكدا أن روسيا ستحقق أهدافها في أوكرانيا.
وفيما يتعلق بالعقوبات المفروضة على روسيا وإخراجها من نظام سويفت العالمي، أكد أسامة توفيق أن روسيا كانت مستعدة لمثل هذه العقوبات منذ عام 2014، مشيرا إلى أنها تستخدم حاليا نظام بديل عن سويفت، وهو نظام "SPFS" بالتعاون مع الصين.
وقال توفيق: إن روسيا أنشأت نظام التحويلات المالية الجيدد استعدادا لأي عقوبات غربية ضدها، وتتعاون هي والصين في هذا الإطار، مؤكدا أن هناك دولا أخرى ستنضم إلى الصين وروسيا في هذا النظام المالي، وأهمها الدول التي تفرض عليها أمريكا والغرب عقوبات اقتصادية، فلكي تتفادى هذه العقوبات قد تلجأ هذه الدول إلى النظام الروسي الجديد، وأردف إلى أن موسكو تستخدم ورقة النفط كعامل قوي لجذب الدول المتعاملة معها إلى نظام التحويلات المالية "SPFS".