رئيس التحرير
عصام كامل

الإيكونوميست: الربيع العربي لم يفشل

الربيع العربي - صورة
الربيع العربي - صورة أرشيفية

رأت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية أن من يصم الربيع العربي بالفشل فهو إنما يتجاهل ما سبقه من شتاء طويل ترك آثاره على حياة الشعوب العربية.


ودعت -في تعليق على موقعها الإلكتروني الخميس- إلى عدم فقدان الأمل في إرساء الديمقراطية بالعالم العربي رغم الفوضى والانتكاسات على الطريق.

ولفتت المجلة إلى أنه رغم انقضاء عامين ونصف من هبوب عواصف الربيع العربي على منطقة الشرق الأوسط، لم تنعم دولة واحدة بالاستقرار أو الأمان الديمقراطي أو تهتدي إلى سبيله، مشيرة إلى استمرار الصراع في كل من تونس وليبيا واليمن على عكس التوقعات.

ورأت أنه ليس من العجب إذن أن يذهب البعض في ظل هذه المعطيات إلى الاعتقاد بأن الربيع العربي محكوم عليه بالفشل، وأن الشرق الأوسط لم يكن مستعدا بعد للتغير لسببين؛ أولهما افتقاره إلى مؤسسات ديمقراطية، ومن ثم فإن قوة الشعب مصيرها إما التحول إلى فوضى أو استدعاء الديكتاتوريات الساقطة. أما السبب الثاني بحسب هؤلاء فهو أن القوة المنظمة الوحيدة بمنطقة الشرق الأوسط هي قوى إسلامية لا تستطيع استيعاب الديمقراطية، ومن هنا فإنهم يرون أن المنطقة كانت أفضل حالا دونما ربيع عربي على الإطلاق.

واعتبرت "الإيكونوميست" هذا الرأي سابقا لأوانه إن لم يكن خطأ، قائلة إن عمليات الانتقال الديمقراطية عادة ما تتسم بالعنف وطول الفترة. ولفتت إلى أنه رغم تبعات الربيع العربي المريعة ابتداء بليبيا وانتهاء بسوريا، إلا أن معظم العرب لا يريدون العودة إلى الوراء.

وقالت المجلة البريطانية إن من يصف الربيع العربي بالفشل، إنما يتجاهل ما سبقه من شتاء طويل ترك آثاره على حياة الشعوب، عائدة بالأذهان إلى عام 1960 عندما كانت مصر وكوريا الجنوبية على نفس المستوى فيما يتعلق بمتوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي وكذلك متوسط عمر الفرد، مشيرة إلى أن كل دولة منهما الآن تنتمي إلى عالم مختلف تماما، ففي كوريا الجنوبية يعادل متوسط دخل الفرد من الناتج المحلي الإجمالي خمس أمثال نظيره في مصر، أما فيما يتعلق بالفقر وأمراض سوء التغذية فلا وجه للمقارنة بين الدولتين في الوقت الراهن.

واتهمت "الإيكونوميست" حكومة الإخوان، التي رمتها بالافتقار إلى الكفاءة، بأنها لم تحرك ساكنا في فترتها الوجيزة لتغيير تلك الحال، ولكن المجلة رأت كذلك أن مشكلات مصر الأكثر تعقيدا إنما تفاقمت في ظل الديكتاتوريات التي سبقت نظام الإخوان، وليس حال مصر بأسوأ من دول عربية أخرى عديدة، بحسب المجلة.


الجريدة الرسمية