رئيس التحرير
عصام كامل

والدة العقيد الشهيد محمد إدريس: أعد نفسه للشهادة فى سن الـ 11 وملحقتش أشبع منه ( حوار )

الشهيد عقيد أ.ح محمد
الشهيد عقيد أ.ح محمد سمير


>> زار  قبر والده وأخدنى فى حضنه وقال كلها 4 أيام وراجع ولم يرجع 
>> ترك لنا 3 أطفال سيأخذون بتاره من الإرهاب مهما طال الزمن
>> تقدم بـ 10 طلبات لينتقل الي سيناء وكانت سعيدا عندما تمت الموافقة على الطلب
>> أقصى أمنياته كانت الشهادة فى سبيل الله 
>> كان يقول لى: مصر اطهر بقاع الارض وأريد الشهادة من أجلها 
>> الارهابيون الكفرة أطلقوا عليه (نيرون) لان قلبه ميت كقلب أسد


 
بصوت أجش مغموس بالدموع قالت: قلبي مجروح ولكنها إرادة الله، ابني رفع راسي الي عنان السماء ببطولاته وعزائي الوحيد انه ينتظرني في الجنة.
بهذه الكلمات بدأت أميمة محمود عبد الحميد - التي ترقد الان في منزلها بعد اجرائها عمليه جراحية  - كلامها لـ "فيتو" عن ابنها الشهيد عقيد أ.ح  محمد سمير إدريس أحد أبطال الدفعة 94 حربية الذي مر علي فراقه 6 سنوات من المرارة والالم  صاحب الضحكة الحزينه أسطورة في التفوق والتواضع وحسن الخلق ويشهد له الجميع بذلك. 
والى تفاصيل الحوار:

 

*حدثينا عن طبيعة علاقتك بالشهيد البطل؟
محمد كان اكثر الناس اهتماما بصحتي، لم يكن ينام الا بعد ان يطمئن انني بخير وأننى اخدت دوائي.

*ماهى سمات شخصيته ؟
أهم مميزاته أنه كان هادئا يتمتع بصفاء نفسي عجيب وكان بارا بكل اسرته محبوبا من الجميع  مواظبا على الصلوات فى وقتها ومتفوقا فى دراسته وأقصي أمنياته الشهادة فى سبيل الله، ويعشق تراب  مصر ويقدر معني الامان والاستقرار لهذه الارض، فكلماته لازالت ترن في اذني: مصر أطهر بقاع الارض وأريد الشهادة من اجلها.

*هناك موقف لازلت تتذكرينه للشهيد عندما كان صغيرا.. احكى لنا عنه؟
محمد وهو صغير كان متأثرا جدا بالابطال والشهداء، فوالده كان يصطحبه فى إحتفالات إنتصارات أكتوبر.
هذا الموقف لا يزال محفورا في ذاكرتي، كنا في زيارة لسيناء وكان عمره لايتعدي 11 عاما جلس محمد على الارض وأمسك بعض الرمال  وقال هذه الرمال الطاهرة رويت بدماء شهدائنا فى حرب أكتوبر 1973 والحروب الماضية ورفع راسه الي السماء داعيا المولي قائلا  : يارب نفسى أكبر وأدخل الجيش وأموت هنا علي ارض سيناء أرض الفيروز وكانها ساعة استجابة  ومنذ ذلك الوقت وهو يمهد ويعد نفسه لنيل  الشهادة.

*حدثينا عن التحاق محمد بالقوات المسلحة؟
التحق محمد مواليد يوليو عام 1980 وكان متفوقا جدا في دراسته وحصل علي الثانوية العامة والتحق بالكلية الحربية عام 1997 وتخرج منها ضابط  بسلاح المشاة ولم يكتف بذلك بل كان منضبطا وتخصص في سلاح الصاعقة وتنقل بين مجموعاتها واهمهم المجموعة 777 ثم ترشح للماجستير 

وحصل على درجة الماجستير فى العلوم العسكرية  من كلية القادة والأركان، ومثل مصر فى وفد رفيع المستوى إلى كلية القادة والأركان بدولة المغرب، وقد نال الشهيد  العديد من الألقاب والأوسمة والتكريمات، ورغم ذلك الأقدار لم تحرمه  من الشهادة التى ظل يتمناها طول سنوات عمره القليلة.. "للاسف ملحقتش أشبع منه".

*ماسر عشق الشهيد محمد لسيناء؟
برغم ان الشهيد محمد خدم في العديد من المناطق مثل اسكندرية وحلايب وشلاتين الا ان عشقه لسيناء كان غريبا، فتقدم بالكثير من الطلبات لشوؤن الضباط لينتقل اليها فبحلول  2013 كان قد  تقدم بأكثر من 10 طلبات للنقل للخدمة فيها وكان يتم رفضها كل مرة لكن إصراره على النقل كان يزداد مع استمرار استشهاد أصدقائه واحدا تلو الآخر وتمت الموافقة على طلبه أخيرا وكانت سعادته بالغة عندما عرف بالموافقة على الطلب.


ذهب الي سيناء من اجل تطهيرها من الارهابيين الكفرة الذين لا دين لهم، كانوا يقتلون الشباب والاطفال والشيوخ دون وجه حق، كم أسرة تدمرت بسبب كفرهم لكن ابني كان لهم بالمرصاد هو وزملائه ولم يتركهم يهنئوا بالارض يوما  حتي اطلقوا عليه (نيرون) لان قلبه  ميت كقلب أسد وسبب لهم الذعر والخوف والهلع وعندما يسمعون إسمه كان يهربون الي جحورهم وبسبب نجاحه في تعقبهم واصطيادهم تم تكريمه فى 3 مرات في 6 أشهر فقط من الرئيس عبد الفتاح السيسى  القائد الأعلى للقوات المسلحة بالاضافة الى تكريم من القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربى.

*اروي لنا ظروف استشهاده واخر مكالمه معه ؟
أخر زيارة لمحمد كلمنا وقال عايز نتجم ونكون مع بعض وتلقى أمرا بوجود هجوم على كمين الغاز وقال "لازم أسافر أطمن عليهم"،  وقبل سفره  قام بزيارة  قبر والده وسلم على كل الجيران، وبعد ما مشى رجع تانى ونزل خدنى فى حضنه وقال كلها 4 أيام وجاى ونال الشهادة فى 11 ديسمبر  2016  في يوم مولد النبي صلي الله عليه وسلم.  محمد ترك لنا 3 أطفال إن شاء الله سيأخذون بتاره من الإرهاب مهما طال الزمن.

*كيف ترين موقف القوات المسلحة المساند لأسر الشهداء؟ 
القوات المسلحة وعلي رأسهم الرئيس السيسي لم يتركنا كأسر الشهداء أبدا ودائمي الاطمئنان علينا وتم تكريمي انا وزوجته وابنائه اكثر من مرة ولكن اكثر شيء أثلج صدورنا وجعل نارنا تبرد  نحن أسر الشهداء هو إعدام هشام عشماوى راعى الارهابين وصاحب السجل الأجرامى. 
وكانت رسالة لكل الشهداء:ارتاحوا ورائكم بلد عظيمة لا تترك ثأر ابنائها وزملاء أسود قلبهم حديد تصدوا للارهاب بصدور فولاذية بتصفيه الارهابيين من على اشرف بقاع الارض سيناء أرض الانبياء أرض الفيروز.

 

الجريدة الرسمية