خبراء: تريليون دولار الخسائر الأولية للاقتصاد العالمي بسبب الحرب الروسية الأوكرانية
أعرب السفير محمد العرابي وزير خارجية مصر الأسبق عن قلقه تجاه استمرار الأزمة الأوكرانية والتي من شأنها بأن تخلف عنها تداعيات شديدة الحدة تغير من ملامح العالم كما نعرفه، مثل جائحة كوفيد-١٩و أزمة تغير المناخ، وهي أزمة في جوهرها معناه إنسانية من الشعب الأوكراني والذي تعاطف معه الجميع،.فإن الأزمة لا تهدد بتعطيل المساعدات الإنسانية والملفات السياسية فحسب، بل تهدد أيضًا الدعم العسكري ودعم حفظ السلام في كلا من الشرق الأوسط والقارة الأفريقية، في ظل انشغال الدول الغربية في مجابهة روسيا.
وأضاف العرابي أنه في حين وجود زخم من الدول الغربية في الوقوف ضد الغزو الروسي لأوكرانيا مؤكدا أنه يجب على الدول العربية بأن تستغل ذلك الإهتمام الواسع بالازمة الأوكرانية في وسائل الإعلام والرأي العام، في إعادة توجيه ذلك الزخم لإحياء ملف القضية الفلسطينية وحشد دعم ضد الاستوطان الإسرائيلي في فلسطين، والاحتلال غير القانوني للأراضي الفلسطينية كما يوجد حشد ضد الإحتلال الروسي للأراضي الأوكرانية.
جاء ذلك خلال ندوة عقدها مركز" شاف " للدراسات المستقبلية وتحليل الأزمات والصراعات "الشرق الأوسط وأفريقيا " بحضور كلا من السفير محمد العرابى وزير خارجية مصر الأسبق ورئيس مجلس أمناء مركز " شاف " وOLIVER JAMES من المملكة المتحدة البريطانية رئيس مركز FORWARD THINKING للدراسات والابحاث وJordan Morgan ممثل مركز FORWARD THINKING فى الشرق الأوسط والسفير الدكتور محمد الصوفى رئيس المعهد الثقافى الثقافى الأفريقى العربى والخاص بجامعة الدول العربية والدكتور زين السادات أمين عام مركز " شاف ".
وناقش المشاركون في ندوة الطاولة المستديرة بمركز شاف مستجدات الساعة فى الحرب الروسية والأوكرانية وتداعيات الموقف الراهن في العالم والشرق الاوسط خاصة أفريقيا وتباعيات ما سوف يحدث من نتائج وضررها الكبير على النواحى الاقتصادية والاجتماعية والبيئية على مستوى العالم أجمع وقدروا الخسائر الأولية للاقتصاد العالمي بنحو تريليون دولار وأيضا تطرق الحديث إلى الكيل بمكيالين من الغرب وامريكا وهذا ماحدث من قبل مع فلسطين ولم ينظر ولايهتم أحد بهذه المشكلة الكبيرة.
وأعرب المشاركون في ندوة الطاولة المستديرة بمركز شاف عن تعجبهم لهذا الاصطفاف الغربي والأوروبي ضد روسيا المعتدية على دولة أخرى فى حين أنهم لم يفعلوا هذا في فلسطين ودول الجوار.
وأوضح Oliver McTernan بأن غزو الروسي لأوكرانيا يثير بعض القضايا المهمة للغاية، والتي نحتاج إلى معالجتها بشكل خاص على مستوى الأمم المتحدة والتحدي المتمثل في كيفية موازنة الحق في تقرير المصير من ناحية، والحق في تحقيق الأمن من ناحية أخرى، ولكن لا نرى أن الإجابة على تلك التساؤلات بالطريقة التي بادرت بها روسيا بشكل منفرد وبل كانت مدمرة ومزعزعه للاستقرار الدولي ومن شأنها أن تقوض القانون الدولي والنظام الذي تم وضعه في نهاية الحرب العالمية الثانية في محاولة تجنب الحروب وإحلال السلام، فلذلك، يوجد حاجة ماسة بأن تعيد الأمم المتحدة من فحص نفسها كما هي موجودة الآن، وتحاول الإجابة على الأسئلة المطروحة تجاه قدرتها في التعامل بجدية في الأزمات.
وأشار إلى أنه بالنسبة للقضية الفلسطينية، فمن منظور الرأي العام الفلسطيني والعربي، بأن هناك مفارقة واضحه من الغرب حيث يدافع عن حق أوكرانيا في تقرير المصير ويدين الغزو الروسي، وفي نفس الوقت يبدو للبعض بأن الدول الغربية تتجاهل نفس القضية في فلسطين، وأنها لم تتحلى بالجدية الكافية في التعامل مع إسرائيل في معالجة حقوق الفلسطينيين في تقرير المصير، والحق في تكوين الدولة الفلسطينية وو الحق في إنهاء الإحتلال، فيتوجب أيضًا على قيادة الدول الغربية الداعمة لأوكرانيا والأمم المتحدة بأن يعيدوا بناء مصداقية والتغلب على إزدواجية المعايير من خلال معالجتها لقضايا الشرق الأوسط بجدية وموضوعية.
كشف الدكتور زين السادات عن تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد العالمي حيث تقدر حجم الخسائر الأولية للاقتصاد العالمي بنحو تريليون دولار وهذا له تأثير سلبي على كل دول العالم وطالب المجتمع الدولي بمواجهة تداعيات هذه الحرب على شعوب العالم وخاصة الدول الفقيرة
وتناولت الندوة مناقشات كثيرة بخصوص أفريقيا والأحداث التى دارت فيها من منازعات وأزمات ورد الفعل على الأحداث الجارية بهذه الموضوعات.