اللاجئون الأوكرانيون.. أوروبا تستعد لأكبر موجة لجوء منذ الحرب العالمية الثانية.. وتحذيرات من العنصرية ضد الأفارقة
"أوروبا تدفع ثمن الحرب"، هكذا وُصف ما حدث خلال الأيام الماضية من خلال تدافع اللاجئين الأوكرانيين نحو الحدود، هربًا من القصف الروسي المستمر على بلادهم منذ أكثر من عشرة أيام حتى الآن.
عدد اللاجئين
وبحسب آخر الإحصاءات حتى كتابة تلك السطور، فتوقعت الأمم المتحدة أن يتجاوز عدد اللاجئين الفارين من أوكرانيا 2 مليون خلال الساعات المقبلة.
وحذر مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، من أنه بعد الموجة الأولى من اللاجئين ستكون هناك موجة ثانية أكثر عرضة للمخاطر.
وأكّد مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي، أنّه بعد الموجة الأولى من اللاجئين الأوكرانيين، ستكون هناك موجة ثانية على الأرجح من لاجئين أكثر عرضة للمخاطر، قائلًا إنّه يتعيّن أن تكون ممرات الإجلاء في أوكرانيا آمنة وعملية.
وتابع جراندي: "إذا استمرّت الحرب سنبدأ في رؤية أناس ليست لديهم موارد ولا صلات، وسيكون هذا وضعًا إدارته أكثر تعقيدًا من الآن فصاعدًا بالنسبة للدول الأوروبية، وستكون هناك حاجة لمزيد من التضامن من الجميع في أوروبا وخارجها".
وفي وقت سابق وصف جراندي أن موجة الهروب من أوكرانيا هي الأسرع منذ الحرب العالمية الثانية، مؤكدًا أن تلك مأساة.
وتقدِّر الأمم المتحدة أن عدد الفارين من الحرب قد يصل إلى أربعة ملايين شخص.
تمييز وعنصرية
في نفس السياق كشف عدد من الطلاب ذو الأصول الإفريقية، تعرضّهم للعنصرية أثناء تواجدهم على الحدود الأوكرانية البولندية، إذ منعتهم الشرطة البولندية من العبور بسبب "لونهم الأسود"، فيما سمحت لآخرين بالعبور من أصحاب البشرة السوداء.
وأكد الطلاب في شهادات وثّقتها، فرانس 24، أن السلطات البولندية أجبرتهم على التراجع لمناطق فيها قصف بسبب بشرتهم السوداء.
وردًا على ذلك، قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنها حثت السلطات في الدول على فتح حدودها أمام المواطنين الأفارقة الفارين من الحرب هناك، في ظل تقارير تفيد لأوكرانيا المجاورة بمنع البعض منهم من الوصول إلى بر الأمان.
وقال بوتشيزيا مسيتيكا، وهو متحدث باسم المفوضية مقيم في جنوب أفريقيا: إن الوكالة لم تتحقق من صحة التقارير لكنها تحث الدول المجاورة لأوكرانيا على ضمان إتاحة اللجوء والحماية للجميع.
وأضاف: “المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على علم بتقارير التوصيف العنصري وتشعر بقلق بالغ إزائها، نحن على علم بكثير من هذه التقارير، ونتابع وقمنا بالتدخل حيثما كان ذلك ممكنا”.
دول الجوار
وتعد بولندا أكثر الدول استقبالًا للاجئين الفارين من أوكرانيا بسبب الحروب الروسية، تليها المجر الذي تتاخم أوكرانيا في خمسة مراكز حدودية، ثم مولدافيا وسلوفاكيا ورومانيا وكان المثير فرار بعض الأوكرانيين إلى روسيا نفسها.