تليجراف: حرب أوكرانيا تقود إلى اضطرابات في الشرق الأوسط
حذرت صحيفة "ديلي تليجراف" من أن الحرب في أوكرانيا قد تقود إلى اضطرابات في منطقة الشرق الأوسط، لافتة إلى أن تعطل الإمدادات يدفع لزيادة الأسعار، وسيتأثر نتيجة ذلك خصوصًا لبنان.
وقال محللون: إن تعطل وصول القمح والمحاصيل يشكل عاملًا في ارتفاع أسعار المحاصيل، فقد زاد سعر القمح بنسبة 25% منذ بدء الحرب في 24 فبراير، ومن المتوقع أن ترتفع أكثر مع سيطرة الروس على الموانئ الأوكرانية أو قصفها.
وتصل نسبة القمح المنتج في روسيا وأوكرانيا إلى 14% من مجمل إنتاج القمح العالمي، إضافة إلى نسبة 14% من مجمل الذرة العالمي.
ارتفاع الأسعار
وجاء ارتفاع الأسعار بعد قيام تجار التجزئة في روسيا بتقنين حصص الطعام وسط مخاوف التخزين ومنظور ظهور الطوابير أمام المحلات.
وقالت شركة "بي سي إي للأبحاث": إن عدم تدفق المواد الغذائية من منطقة البحر الأسود يهدد الصادرات إلى الشرق الأوسط الذي يعتبر سوقًا رئيسية.
وأضافت الشركة أن هذا قد يزيد من الضغوط على وضع احتياط الحبوب في المنطقة، مما قد يقود إلى أعمال الشغب التي حدثت أثناء الربيع العربي عام 2011.
وهناك مخاوف من تأثير الغزو الروسي على المزارعين الأوكرانيين والزراعة والحصاد هذا العام.
وتبدأ أوكرانيا بزراعة الحبوب في نهاية فبراير أو مارس.
وحسب شركة "كابيتال إيكونوميكس" فإن مصر، التي تستورد نسبة 90% من استهلاكها من القمح من روسيا وأوكرانيا، تحاول الحصول على الحبوب من مصادر أخرى وكذلك لديها محصولها المحلي ومخزون كاف لعدة شهور.
لبنان
ويواجه لبنان مشاكل بسبب تعطل الإمدادات لأنه يحصل على نسبة 40% من قمحه من أوكرانيا وروسيا، حسب "دراغون فلاي"، جماعة الإستشارة حول المخاطر. ولدى لبنان مخزون يكفي مدة شهر، ويواجه أزمة انهيار اقتصادي منذ عام 2019.
وجاء في تحليل المجموعة: "إذا أخذنا بعين الإعتبار الوضع الإقتصادي فالمعاناة الناجمة عنه ستؤدي إلى الإحتجاج".
وبالنسبة للدول التي لا تعتمد كثيرًا على قمح أوكرانيا وروسيا فإنها ستشعر بأثر الأزمة من خلال زيادة الأسعار.
نقص المواد الغذائية
ويواجه الكثير من السكان في سوريا واليمن من نقص المواد الغذائية، فيما اندلعت التظاهرات في المغرب الشهر الماضي بسبب زيادة أسعار الوقود والطعام.
وأضافت شركة "دارجون فلاي" في بحثها إلى ان "زيادة الأسعار الناتجة عن التعطل في الأسواق، من المحتمل أن تفاقم التظلمات القائمة وتزيد من احتمالات الاحتجاج".
وارتفعت أسعار الحبوب منذ العام بنسبة 37% وهي أعلى نسبة منذ عام 2008.
وحذرت شركة “يارا” مصنعة الأسمدة النرويجية من أن غزو روسيا أوكرانيا يهدد بإمدادات الطعام العالمي. وبالإضافة لنقص القمح والذرة فالبلدان مصدر مهم لزيت الذرة ومغذيات المحاصيل.
التداعيات المحتملة
وأشارت "يارا"، إلى واحد من التداعيات المحتملة هي أن الجزء الأكثر تميزًا من العالم، هو من سيحصل على الطعام الكافي.
وقالت شركة السكك الوطنية الأوكرانية الأحد: إنها تحاول تصدير المواد الزراعية عبر القطارات من أجل التعويض عن التعطيل في الشحن البحري.
وهناك آمال بإمكانية نقل المحاصيل إلى الدول الجارة مثل: بولندا ورومانيا وسلوفاكيا وهنغاريا، ومن هناك يتم نقلها إلى الموانئ الأوروبية للتصدير العالمي.