رئيس التحرير
عصام كامل

غاية الجماعة تبرر وسيلة استخدامهم الإعلام الإسرائيلي.. جهاد الحداد يدلي بتصريحات لـ"معاريف" باعتصام رابعة ومراسلها: مرسي رئيسًا في "مدينة نصر".. وتعجبت من دعوة قتلة "السادات" لنبذ العنف

الرئيس المعزول محمد
الرئيس المعزول محمد مرسي

يبدو أن للإخوان أعضاء ذوي علاقات خارجية يستخدمونها من أجل الضغط الدولي على بلدهم مصر كي يعود محمد مرسي، الرئيس المعزول، إلى الحكم مرة أخرى، ويبدو أن هؤلاء الأعضاء لا يخجلون من استخدام أي وسيلة للوصول لغايتهم المنشودة وإن كانت هذه الوسيلة هي نفسها الإعلام الإسرائيلي الذي هاجموا بلاده كثيرًا قبيل وصولهم للحكم في عهد مبارك المخلوع، فبات شعارهم "ع القدس رايحين شهداء بالملايين" لا محل له من الإعراب.


قال جهاد الحداد، المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين، لصحيفة "معاريف" إن "ما فعله الجيش مع الإخوان هو نفس ما فعلته إسرائيل مع حركة المقاومة الإسلامية حماس، ففي البداية أيدت إسرائيل إجراء انتخابات ديموقراطية في فلسطين، وعقب فوز حماس بها في يناير 2006 أعلنت إسرائيل أن حماس حركة إرهابية.

وأدلى "حداد" بهذا التصريح لجدعون كوتس، مراسل صحيفة معاريف الإسرائيلية في القاهرة، والذي تجول في اعتصام رابعة العدوية. فيما نقل "كوتس" عن متحدث آخر للجماعة، لم يكشف عن اسمه، القول إن "ما حدث بالقرب من دار الحرس الجمهورى لم يفعل الإسرائيليون مثله بالفلسطينيين، هؤلاء مصريون قتلوا مصريين".

ويشير المتحدث بذلك إلى مقتل نحو 50 شخصًا من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي برصاص الجيش، في حادث يحمل الجيش المتظاهرين المسئولية عنه، إذ يتهمهم ببدء هجوم على دار الحرس الجمهوري.

وبحسب مراسل "معاريف" فإن عشرات الآلاف من المتظاهرين في ميدان رابعة العدوية "ليسوا جميعًا من أنصار الرئيس المعزول، ومنهم من قال إنه ليس متعاطفًا مع الإخوان، ولكنهم مؤيدون للديموقراطية، ويرفضون الانقلاب الذي حدث".

وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، إنها أرسلت صحفي إسرائيلي يُدعى "جدعون كويتس" إلى القاهرة وبالتحديد لاعتصام رابعة العدوية لتغطية اعتصام أنصار الرئيس المعزول شعبيًا، الدكتور محمد مرسي، وقالت إن "كويتس" التقى بمجموعة من المعتصمين، وأجرى معهم عدة حوارات كما أجرى حوارًا مع جهاد الحداد.

وقال أحد المعتصمين برابعة العدوية لمراسل "معاريف"، إنه يؤيد الرئيس السابق محمد مرسي لأنه أصبح رئيسًا عبر صناديق الانتخابات وجاء بشكل ديموقراطي، مؤكدًا أن ما جرى بمصر انقلابًا.

وأكد مراسل "معاريف" أنه رأى قيادات من جماعة الإخوان فوق منصة رابعة العدوية، يلوحون بإعلام ويصرون على الاعتصام حتى عودة الرئيس السابق إلى الحكم مرة أخرى.

وقال المراسل: "تعجبت من مشهد مثير جدًا وهو أن منصة رابعة العدوية يعتليها بعض الإسلاميين المتطرفين والذين يتحدثون عن نبذ العنف بالقرب من قبر الرئيس الراحل محمد أنور السادات"، موضحًا أنها كانت مفارقة طريفة بالنسبة له.

وقال الصحفي الإسرائيلي، في تقريره، إن محمد مرسي ما زال رئيسًا على ما يبدو في مدينة نصر، حيث تُعلق صوره في كل مكان على العمارات وعلى قواعد ومجمعات الجيش المغلقة، وأضاف: "مع الانقلاب تحول أيضًا مركز الغضب والمعارضة للسلطة من ميدان التحرير إلى مدينة نصر، حيث يعتصم أعضاء جماعة الإخوان".

وتابع جدعون كوتس: بعد الاشتباكات القوية التي قُتل فيها 51 من أنصار الإخوان، شارك مئات الآلاف من أعضاء الإخوان في الجنازة. وحملت نعوش بعض القتلى أمام نادي الضباط المُعتقل به محمد مرسي، ثم نُقلت إلى مسجد رابعة العدوية القريب، الذي تحول لأحد الأماكن المرتبطة باحتجاجات جماعة الإخوان".

وأكد الصحفي الإسرائيلي أن "ناقلات ومدرعات الجيش تنتشر في المنطقة وتُغلق كوبري أكتوبر كي تمنع جماهير المتظاهرين من الوصول إلى ميدان التحرير، الذي لا يزال به عدة مئات من أنصار الانقلاب".

وأضاف جدعون كوتس: "ليس كل المتظاهرين من أنصار الإخوان، ونقل عن شخص يُدعى أحمد قوله: "كنت في ميدان التحرير. ولست من المتعاطفين مع الإخوان، ولكنني وآخرين مثلي ندعم الديموقراطية، لذلك فإننا ضد الانقلاب".

ويضيف مراسل "معاريف": أمام المنصة رُفعت لافتة كُتب عليها: "نريد أصواتنا"، ورجل ملتح قوي البنية يقول: "سنبقى هنا حتى نموت، أو حتى يعود مرسي"، وعلى المنصة يقف نشطاء من الإخوان يرفعون لافتات تُعلن أنهم مستعدون لـ"الشهادة".

وأضاف الصحفي الإسرائيلي: "عشرات الآلاف من المتظاهرين هم أبعد بكثير عن الصورة الذهنية للمسلمين المتعصبين، مجموعات من النساء والفتيات منتقبات وغير منتقبات يستمعن لأغنية ويصفقن، ومجموعة من الرجال ترقص على أنغام أغنية مناصرة لمرسي، ومن المفارقة أن المكان الذي يتواجد فيه الإخوان يبعد مئات الأمتار فقط عن المنصة، التي اغتيل عليها الرئيس الأسبق أنور السادات على يد رجال الإخوان"، على حد تعبير الصحفي.
الجريدة الرسمية