د. جمال المصري: البحث العلمي يواجه مشكلات مادية ولوجستية.. ويجب زيادة مخصصاته (حوار)
الدولة رفعت نسبة مخصصات البحث العلمى أضعافا لكنها غير كافية
يجب توجيه الأبحاث العلمية لصالح خدمة رؤية مصر 2030 والدولة المصرية الحديثة
مساهمة القطاع الخاص فى البحث العلمى ضرورية للنهوض به وتطويره
تنعم جامعة قناة السويس بوجود عشرات الباحثين المميزين بها، من بعض هؤلاء الباحثين الذين حققوا العديد من الإنجازات التى تخدم البحث العلمى ليس فى مصر فقط، بل فى العالم كله الأستاذ الدكتور جمال المصرى الذى قدم أكثر من 100 بحث فى مجال الهندسة الزراعية، واستشهدت بأبحاثه العشرات من الجامعات، وقالت عنه محركات البحث العلمية الدولية إنه من أوائل الأساتذة الذين يتم الاستشهاد بأبحاثهم سنويا، تحاورت معه "فيتو" لرصد إنجازاته.. والى التفاصيل:
*بداية نريد أن نعرف من هو الدكتور جمال المصرى؟
- أعمل أستاذًا للهندسة الزراعية بجامعة قناة السويس، من مواليد مركز المنزلة فى محافظة الدقهلية، حصلت على بكالوريوس الزراعة من قسم الميكنة الزراعية قبل أن يحول إلى قسم الهندسة الزراعية عام 1992، ثم على درجة الماجستير من جامعة قناة السويس، وماجستير آخر من معهد البيئة والبنية التحتية من هولندا 2003، ثم على درجة الدكتوراه عام 2007 من خلال برنامج بحثى مشترك بين جامعة قناة السويس وإحدى الجامعات الكندية، وضمت رسالة الدكتوراه 5 أبحاث علمية.
*ما التخصص الذى تميزت فيه؟
- تخصصت فى مجال "التصوير الطيفي" فى هندسة التصنيع الغذائى، حيث يتم التعرف على صفات وخصائص المادة الغذائية دون لمسها، وذلك من خلال تصويرها بجهاز يسمى "المطياف"، مما يسهل عملية الحصول على بينات المواد الغذائية مما يوفر الوقت والجهد فى هذه العملية بدلا من أخذ عينات منها وإرسالها للمعامل التى تقوم بتحليلها.
ويعد التصوير الطيفى اتحادا بين نوعين من التكنولوجيا، هما: تكنولوجيا التصوير وتكنولوجيا التحليل الطيفى، حيث يتم تصوير المادة الغذائية عند أطوال موجية معينة، وهنا يوجد فرق بين الصور العادية والصور الطيفية التى يتم من خلالها التعرف على خصائص المواد الغذائية، وجودة تلك المواد.
*ما عدد الأبحاث التى قدمتها؟ وكيف تمت الاستفادة منها؟
- نشرت 100 بحث علمى وكلها كانت منصبة على تقييم جودة المنتجات الزراعية بشكل لا يمس المادة الغذائية ولا يحطمها، أي تصوير المادة الغذائية دون لمسها، على سبيل المثال قدمت أحد الأبحاث المتعلقة بإعادة تقييم عملية الخضر والفاكهة مثلا خلال عملية قطف الثمار مثل ثمار الأشجار.
فهناك إصابات تحدث لتلك الثمار مثل: الكدمات التي لا يظهر أثرها إلا بعد مرور 24 ساعة من عملية القطف، من خلال بحثى تمكنت من عمل اكتشاف مبكر للكدمات التى تصيب الثمار وذلك خلال ساعة واحدة من حدوث الكدمة مما يسهل عملية فصل الثمار التى بها احتمالية إصابة قبل عملية التصدير أو النقل للأسواق وذلك لعدم تمكن تلك الكدمات من إصابة الثمار بالتلف.
ومن هذه الدراسة البحثية نشأت بعض المصانع التى قامت بوضع كاميرات طيفية على خطوط إنتاج اللحوم بهدف اكتشاف الروث والفضلات الحيوية غير المرئية على أسطح الذبائح، سواء إذا كانت طيور أو حيوانات.
وكانت أيضًا من ضمن الأبحاث التى قدمتها التنبؤ بمكونات المواد الغذائية فى الأسماك وقدمت هذا البحث خلال قيامى بمهمة بحثية فى النرويج، كما قدمت بحثا فى التحليل "الفلورو سنتى" خلال مهمتى البحثية فى اليابان حيث يقوم هذه البحث على تحليل الأشعة الضوئية الصادرة من العناصر الغذائية، وكانت الدراسة متعلقة باكتشاف جودة الأسماك المجمدة
*ما الجوائز التى حصلت عليها؟
حصلت على عدد من الجوائز منها جائزة أحسن باحث ومهندس زراعى وهى جائزة "كيشيتا" فى الدراسات العليا والتى تمنحها وكالة "أما" اليابانية، وحصلت على تلك الجائزة فى عام 2008 وعقب إتمامى رسالة الدكتوراه بعام، كما حصلت على جائزة الدولة فى التفوق العلمى.
*كيف علمت أنك من أوائل العلماء الذين يتم الاستشهاد بأبحاثهم؟
- هناك العديد من محركات البحث العلمية مثل "جوجل سكولر"، وموقع شركة "إل سيفير العالمية"، وهى من أشهر دور النشر للأبحاث العلمية حيث دشنت بوابة إلكترونية مصر مشتركة بها عن طريق بنك المعرفة المصرى وهى بوابة "سينس ديركت"، وهى بوابة معرفية، وبوابة "ويب سينس"، قامت كل هذه المواقع بعمل إحصائية سنوية
حيث كانت النتيجة أننى من العلماء المتصدرين الذين يتم البحث عن أسمائهم والأبحاث الخاصة بهم والاستشهاد بها فى رسائل بحثية أخرى على مستوى العالم احتل هذه الصدارة منذ عام 2017 وحتى الآن ولمدة 5 سنوات متتالية فى مجال تخصصى، وتم منحى العديد من الشهادات من محركات البحث تقديرا ليه على الاستشهاد بأبحاثى.
*هل هناك اهتمام بمجال تخصصك فى مصر؟
بدأ الاهتمام بمجال تخصصى منذ عدة سنوات وتحديدا منذ 5 سنوات، وذلك لتطوير صناعة الغذاء وضمن توجهات الدولة والقيادة السياسية الحكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية للسعى نحو تطوير الصناعات الغذائية بجودة عالية ضمن بناء مصر الجديدة استنادا على البحث العلمى.
*بصفتك أستاذا بجامعة قناة السويس ما المشكلات التى ترى أنها تواجه البحث العلمى فى مصر؟ وما الحلول من وجه نظرك؟
-هناك العديد من المشكلات التى تواجه البحث العلمى فى مصر سواء كانت مادية أو لوجيستية منها تمويل الأبحاث العلمية، وإن كانت الدولة قد رفعت نسبة مخصصات البحث العلمى أضعاف إلا أن هذا غير كاف بخاصة فى ظل المتغيرات العالمية الطارئة على مجالات البحث العلمى ككل.
ولذلك نتمنى أن يتم العمل على زيادة المخصصات المالية للبحث العلمى خلال السنوات القادمة. كما لا بد أن تكون الأبحاث العلمية المقدمة خلال الفترة القادمة موجهة لصالح خدمة رؤية مصر 2030 والدولة المصرية الحديثة، ولا بد أن يتم توجيه كل الأبحاث للتنمية والتطوير، بالإضافة إلى ضرورة قيام القطاع الخاص بالمساهمة فى تطوير البحث العلمى.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"…
