غراب البين يكتب: تصوير كوكسال بابا.. صحافة أم غوغائية؟
قاعدا انا فى حالى منكمش داخل ريشى فوق جزع شجرة عجوزة أهلكها الزمن.. وإذا بى أسمع "هرّج ومرّج" قادم من بعيد.. شباب وبنات يحيطون بأحدهم وكلا منهم يحمل موبايل بيده ويوجههة ناحيته ويبدوا أنهم يقومون بتصويره.. ومجموعة أخرى تنهر هؤلاء الشباب وتحاول إبعادهم لكن دون جدوى.. عدة أسئلة ظلت تراودنى دون إجابة.. من يكون هذا الشخص.. ولماذا كل هؤلاء المصورين.. ولماذا تلك الضجة.. ولماذا فى الشارع.. ولماذا لم أراه رغم أننى فى أعلى الشجرة؟!
الجمع يقترب ناحيتى.. فتتوه التساؤلات وتأتى الإجابة.. إنه طفل صغير.. يبدو أنه تائه.. لا لا لا.. إنه رجل صغير.. فهذه لحيته وهذا شاربه.. لكنه قصير.. يبدو أنه قزم.. لا لا إنه البلوجر الشهير "كوكسال بابا" الذى أسمع عنه من حكايات شباب السوشيال ميديا أثناء جلوسهم على المقاهى التى أقف فوقها أحيانًا
لكن لماذا يطاردونه هكذا.. ولماذا هو غاضب من معجبيه هكذا.. رميت ودانى وقلت أسمعهم فوجدت أحدهم يقول لزميله: أنا عارف إن كوكسال مخنوق من الزحمة بس أنا لازم أعمل لايف حالا وأنتهز الفرصة فهى لن تتعوض مرة أخرى
وهنا وقفت على قدمى ونفشت ريشى وأخذت أنعق بأعلى صوتى قاق قاق فراح المتجمهرون ينظرون ناحيتى ويهشوننى بأيديهم ويقولون لى: غور من هنا يا غراب البين جبتلنا النكد والفقر.. فأخذت اطير مسرعا قبل أن يحدفوننى بالطوب كعادتهم ولسان حالى يقول: بقى أنا اللى جايبلكم الفقر والنكد يا شوية بنى آدمين؟!.. دا أنتم منكدين على الراجل ومعكننين أبو اللى جاب أبوه.. طب هو من إمتى تصوير الضيوف بيكون بالشكل الهمجى ده؟.. وهل معقول ان كل حاملى الموبايلات من الصحفيين؟
أنا رغم كونى غراب لكننى اعلم ان الصحفيين يلتقون بالضيوف فى مؤتمر صحفى مُعد له مسبقا ولا يتكالبون على أحد هكذا
ماذا جرى للصحف والمواقع الإخبارية كى تطلب من أبنائها هذه الأفعال؟.. أم أنهم ليسوا صحفيين وكل الحكاية أنهم أصحاب صفحات وقنوات على السوشيال ميديا؟
وإذا كان هذا أو ذاك.. فلماذا يسمح المسئولون عن ضيافة الرجل بهذه الغوغائية والتصرفات المشينة فى حقهم وحق مصر كلها؟.. أهاكذا تعاملون ضيوفكم يا سوشيالية العصر؟!.. ياخى جاتها ستين ألف نيلة اللى عايزة تخلف بنى آدمين زيكم!
