ذكرى وفاة العالم الذي اكتشف كيف نرى.. قصة وصول الحسن بن الهيثم لمصر.. وسبب ادعائه الجنون
على الرغم من مساهماته في تطور العديد من فروع المعرفة من الرياضيات وعلم الفلك إلى الميكانيكا إلا أن تأثيره كان أعظم ما يكون في حقل البصريات، إنه العالم العربي المسلم الحسن بن الهيثم الذي توفي في مثل هذا اليوم.
بداياته
ولد «الحسن بن الهيثم أبو علي البصري» عام ٣٥٤ﻫ/٩٦٩م بالبصرة، وفيها تلقى علومه، وعاصر «الفارابي» و«الكندي» و«الخوارزمي» و«الرازي». عرف ابن الهيثم بزهدِه وعكوفه على العلم دراسة وتدريسا.
إنجازات بن الهيثم في علم الضوء
تميّز ابن الهيثم في نظريته عن الضوء والرؤية فهي لم تكن مبنيةً على أيّة نظرية سبقتها في التاريخ القديم أو الإسلامي، فهو أول من درس العدسات واكتشف قدرة العدسة المُحدبة على تكبير الأجسام، وقد تمّت الاستفادة من هذا الاكتشاف لخدمة الناس في القرن الثالث عشر الميلادي في صناعة النظارة أيّ بعد ما يُقارب مئة سنة من اكتشاف ابن الهيثم، كما أنّه درس طريقة مرور أشعة الضوء عبر مواد مختلفة ليكتشف قواعد انكسار الضوء.
نظريته في الإبصار
والحسن بن الهيثم هو أول مَن بَيَّنَ خطأ نظرية إقليدس وغيره في أن شعاع الضوء ينبعث من العين ويقع على المبصَر، وقرر عكس هذه النظرية، في أن شعاع الضوء يخرج من الشيء المبصر ويقع على العين، واستدل بالتجربة والمشاهدة على أن امتداد شعاع الضوء يكون على خط مستقيم.
وصاغ ابن الهيثم نظرية متكاملة فى الإبصار، كانت الأولى فى تاريخ العلم، ومع اهتمامه بالجانب التشريحى للعين، فإنه عاملها أيضا كآلة للإبصار، واستفاد من تشريح العين ليقدم نظريته فى ورود الشعاع من نقطة المبصَر إلى البصر، مارا بمركز الكرة (العين)، وهذا دفعه لأن يعتبر طبقات العين أجزاء من كرات متحدة المركز.
مؤلفات الحسن بن الهيثم
وفقًا لمؤرخي العصور الوسطى، ألف وكتب ابن الهيثم أكثر من 200 كتاب، وعمل على طائفة واسعة من الموضوعات، منها ما لا يقل عن 96 عمل علمي معروف. لكن مع الأسف فقدت معظم أعمالهُ حاليا، وما زال باقيًا أكثر من 50 عمل منها، وخاصة في علم البصريات والذي لم يصل إلينا سوى من خلال النسخ المترجمة إلى اللغة اللاتينية.
كما ترجمت كتبهُ في علم الكون خلال العصور الوسطى، إلى اللغة اللاتينية والعبرية وغيرها من اللغات. وبقيت نحو نصف أعماله في الرياضيات، ونحو 23 عملًا في علم الفلك، و14 في علم البصريات، وأعمال قليلة في موضوعات أخرى.
أسباب ادعائه الجنون
ذاعت شهرة الحسن بن الهيثم في العالم الإسلامي باعتباره عالمًا في الهندسة له فيها آراء واجتهادات، وسمع به الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله، ونما إليه ما يقوله ابن الهيثم: "لو كنت بمصر لعملت في نيلها عملا يحصل به النفع في كل حالة من حالاته من زيادة ونقص".
وعندما وصل ابن الهيثم إلى مصر، طلب الخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله من ابن الهيثم أن ينفذ فكرته، التى كانت تقضى ببناء سد بنفس موقع سد أسوان الحالي، ولكن الإمكانات المتاحة فى ذلك العصر لم تمكن ابن الهيثم من تنفيذ رؤيته، فاعتذر للخليفة، فتظاهر الحاكم بأمر الله بقبول عذره، وطلب الخليفة من رجاله إيجاد منصب له في ديوان من الدواوين، وكان ابن الهيثم يريد الاعتذار عن عدم قبول المنصب، لكنه خاف من بطش الخليفة به، فادعى ابن الهيثم الجنون، فوضعه الخليفة قيد الإقامة الجبرية لمدة عشر سنوات من 1011 حتى 1021 حتى توفى الحاكم بأمر الله.
أشهر أعماله
المناظر (أو علم الضوء) - صورة الكسوف - اختلاف منظر القمر - رؤية الكواكب - التنبيه على ما في الرصد من الغلط - تربيع الدائرة - أصول المساحة - أعمدة المثلثات - المرايا المحرقة بالقطـــــوع - المرايا المحرقة بالدوائر - كيفيات الإظلال - رسالة في الشفق - شرح أصول اقليدس في الهندسة والعدد - الجامع في أصول الحساب - تحليل المسائل الهندسية - تحليل المسائل العددية. ولابن الهيثم أكثر من 80 كتابا ورسالة، عرض فيها لسير الكواكب والقمر والأجرام السماوية وأبعادها.