رئيس التحرير
عصام كامل

علي جمعة: لم نر في تاريخ المسلمين تمييزًا عنصريًا أو إبادة جماعية

الدكتور علي جمعة،
الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية

قال الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، إن الامتناع عن وضع الأذى والمطالبة بإماطتها من الواجبات التي تخلقت بها الحضارة الإسلامية.

 

تاريخ المسلمين والتمييز العنصري

وأكد جمعة أن المسلمين لم يهلكوا الحرث، حتى نصل إلى حالة التصحر، ولم يقتلعوا الغابات ولم يمارسوا العنصرية. 

 

وكتب الدكتور علي جمعة تدوينة على الفيس بوك قال فيها: "في الحديث «وأدناها- أي أدنى شعب الإيمان- إماطة الأذى عن طريق الناس»، وانظر إلى هذا التوافق بين أعلى الشعب وبين أدناها، فإن الله سبحانه وتعالى في عليائه يأمرنا بالخير، وينهانا عن الشر، ويربط أفعالنا بالإيمان به".


وأضاف جمعة: "إماطة الأذى عن طريق الناس خير يتعدى إلى الآخرين في نفسه، ولكنه يلزم منه شيء مسكوت عنه، وهو في قوة المصرح به، وهو أن الإنسان لا يضع الأذى في طريق الناس، حيث إنه مأمور أن يزيل ذلك الأذى إذا ما وجده، فما بالك أن يكون سببا في وضعه". 


وتابع: "إماطة الأذى عن طريق الناس، والامتناع عن وضع الأذى في طريق الناس قد يتعلق بالأفراد، وهو حينئذ من مكارم الأخلاق، ولكنه أيضا قد يتعلق بالمفاهيم الإنسانية، وهو حينئذ من الواجبات التي تخلقت بها الحضارة الإسلامية". 

 

الإبادة الجماعية

وقال: "لذلك لم يهلك المسلمون الحرث حتى نصل إلى حالة التصحر، لم يقتلعوا الغابات، لم يقتل المسلمون طائفة من الحيوان إلى حد الإبادة كما حدث في تجارة العاج مع الأفيال، لم يلوث المسلمون الكون من حولهم بالعوادم وبغاز الفريون حتى يتسبب ذلك في ثقب الأوزون، بل إنهم عاملوا الكون على أنه يسبح، وعلى أنه يسجد، وعلى أنه مخلوق من خلق الله، وعلى أن المسلم يسير في تياره معه، فيسبح ويسجد لله". 


وأضاف علي جمعة: "إماطة الأذى عن طريق الناس وعدم وضع الأذى في طريق الناس بالتالي، قد يتعلق بالأمم ولذلك لم نر في تاريخ المسلمين تميزا عنصريا، ولم نر في تاريخهم إكراها بدنيا، ولم نر في تاريخهم تفتيشا على الأفكار، ولم نر في تاريخهم إبادة للشعوب، ولم نر في تاريخهم حرمانا للمعرفة، ولم نر في تاريخهم طبقات اجتماعية، ولا دما أزرق يجري في عروق أحد منهم، مهما كان". 


واختتم حديثه قائلًا: "إن الربط بين الشعبة العليا في الإيمان، والشعبة الإيمان فيه ربط يذكرنا مرة ثانية بتلك الدائرة، التي تدل على اللانهائية حتى ولو كانت محدودة، فإننا لا ندري بداية الدائرة من نهايتها، ومن هنا فإنه يمكن البدء من أي مكان فيها، فنصل بالسلوك والسير إلى منتهاها، وهذا كما أشرنا من قبل يدل على السهولة التي خاطب بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم الناس وكيف أنها تصل بنا عند تطبيقها إلى قمة الفائدة على مستوى الفرد والمجتمع والأمة". 

الجريدة الرسمية