ما حقيقة قول النبى إن النظافة من الإيمان؟
حثت الأديان جميعها على النظافة، وهناك مقولة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان النظافة من الايمان فما حقيقة هذا القول وهل تارك النظافة مذنب ؟يجيب فضيلة الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر فيقول:
جاء فى إحياء علوم الدين للإمام الغزالى فى كتاب أسرار الطهارة قوله: قال النبى صلى الله عليه وسلم "بنى الاسلام على النظافة " وقال: " الطهور نصف الايمان " وعلق العراقى على الأول فقال: لم أجده هكذا.
التشريع الاسلامى
واللفظ المذكور والجارى على الألسنة ( النظافة من الإيمان ) ليس واردا عن النبى وإنما الوارد عنه تقدير النظافة بعبارات أخرى، فلا شك أن النظافة لها تقديرها الكبير فى التشريع الإسلامى لأنها من العوامل الاساسية للطهارة والحفاظ على الصحة التى هى من أكبر النعم على الانسان كما صح فى الحديث ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ) رواه البخارى.
الصلوات الخمس
ففى نظافة البدن شرع الوضوء للصلوات الخمس فى اليوم والليلة بما فيها الاستنشاق والمضمضة واستعمال السواك وتأكيد استحبابه، وشرع الغسل للأسباب المعروفة وندبه فى مناسبات عدة منها الاجتماع وعند الازدحام وفى صلاة الجمعة والعيدين، وفى الحديث الذى رواه البخارى ومسلم (حق على كل مسلم ان يغتسل فى كل سبعة أيام يوما يغسل فيه رأسه وجسده )
غسل اليدين
وروى مسلم حديث ( ان الله جميل يحب الجمال ) وندب الى التزين والتعطر وحسن الهندام وتسوية الشعر وقص الاظافر وازالة شعر الابطين والعانة وغير ذلك.
كما شرع غسل اليدين قبل الاكل وبعده وحذر من النوم قبل غسل اليدين من اثر الطعام خاصة اذا كان فيه دسم تجذب رائحته الحشرات التى تضر الانسان.
نظافة الملبس
وفى نظافة الملبس يقول سبحانه فى سورة المدثر ( وثيابك فطهر ) وفى مسند البزار ان النبى صلى الله عليه وسلم قال ( ان الله طيب يحب الطيبات، نظيف يحب النظافة ن كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا أفناءكم وساحاتكم، ولا تشبهوا باليهود يجمعون الأكب فى دورهم ) والاكب هى الزبالة.
وحث الاسلام على إماطة الأذى عن الطريق وعدها صدقة كما رواه البخارى ومسلم، وفى الحديث ( اتقوا الملاعن الثلاث البراز على قارعة الطريق، وموارد المياه ومواقع الظل ) رواه ابن ماجه وابو داود، وندب الى تغطية أوانى الطعام حفاظا لها من الاتربة والتلوث.
تلوث البيئة
هذه هى بعض التشريعات التى تدل على عناية الاسلام بالنظافة فى كل شئ وليست النظافة فى الماديات فقط بل فى العقائد والافكار والافعال والضمائر والنيات وما اليها.ولا ننسى فى هذا المجال حرمة تلويث البيئة بأى ملوث حتى بالرائحة الكريهة والدخان والاصوات المزعجة المقلقة للراحة ولو كانت بذكر الله.