خطة جديدة للجيش الأوكراني لمواجهة روسيا
تناولت صحف عالمية صادرة صباح اليوم الأحد، آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا مع دخولها اليوم الحادي عشر، حيث سلطت الضوء على ”تكتيك أوكراني“ يتبعه الجيش في مواجهة القوات الروسية.
ونقلت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية عن خبراء عسكريين قولهم إن الجيش الأوكراني – غير المتفوق ولكنه ”مرن وصامد“ – يتبنى استراتيجية ذات شقين في مواجهة الهجوم الروسي الشرس، حيث يعتمد على تكتيكات الكر والفر وتحصين المدن الكبرى، وذلك تزامنًا مع دخول العملية العسكرية الروسية مرحلة أكثر خطورة.
وقالت الصحيفة: ”بينما فشلت روسيا في الغالب، حتى الآن، في الاستيلاء على المدن الكبرى وتزويد جنودها بشكل فعال بالطعام والوقود، يعتقد البنتاجون أنه من المحتمل أن تعيد روسيا تجميع صفوفها وربما تشن هجمات أكثر وحشية من كافة المحاور“.
التخلي عن المدن الثانوية
وفي هذا الصدد، نقلت ”البوست“ عن جون سبنسر – وهو ضابط أمريكي ويدرس حرب المدن – قوله: ”إن الهدف الرئيسي لأوكرانيا هو جعل الحرب دموية بقدر الإمكان بالنسبة لروسيا، حيث لا يبدو أن بوتين سينسحب في أي وقت قريب، موضحًا أن التخلي عن المدن الثانوية قد يصبح ضروريًا للسماح للحكومة الأوكرانية بالبقاء في العاصمة لأطول فترة ممكنة، مشيرًا إلى أن الاستراتيجية الأوكرانية هي (عدم الخسارة)“.
في الوقت نفسه، نقلت الصحيفة عن أندري زاغورودنيوك، وزير الدفاع الأوكراني السابق، قوله: ”إن مهاجمة خطوط الدعم الروسية أثبتت بالفعل أنها استراتيجية مهمة للتقليل من شأن التفوق الروسي، موضحًا أن المركبات الروسية منتشرة عبر منطقة واسعة على جبهات متعددة، وهي تتباطأ باستمرار للإبقاء على تدفئة الجنود في ظل الطقس البارد، مما يجعل تجديد تزويدها بالوقود تحديًا هائلًا“.
مهاجمة شاحنات الوقود
وتدعيمًا لهذه الآراء، قالت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها إن الجيش الأوكراني قد نصح المتطوعين في الدفاع المدني منذ الوهلة الأولى بتجاهل المركبات المدرعة وبدلًا من ذلك مهاجمة شاحنات الوقود غير المدرعة وغالبًا ما يقودها جنود روس غير مدربين تدريبًا جيدًا.
وأضافت: ”يرى خبراء الدفاع أن قطع إمدادات الوقود يحول الدبابات ومركبات المدفعية الصاروخية إلى عوائق على الطريق، ويجعلها عرضة للتدمير أو الاستيلاء بسهولة، مشيرين إلى أن قوة روسيا على الأرض تكمن في المركبات المدرعة“.
ووفقًا للصحيفة، يعتبر المحللون أن قيام الحكومة الأوكرانية بتسليح المواطنين بالبنادق وقنابل المولوتوف وأسلحة أخرى، هي خطوة إيجابية للغاية تسببت في الصمود حتى الآن، مشيرين إلى أن روسيا ليس لديها ما يكفي من القوات لمنع الأوكرانيين في العاصمة من تلقي أسلحة إضافية.
نشر فرق مسلحة صغيرة
ورأت الصحيفة في ختام تقريرها أن الفرصة بالنسبة لأوكرانيا هي نشر فرق صغيرة بأسلحة مضادة للدبابات لمهاجمة المركبات ثم الهروب، موضحة أنه يتم تنفيذ بعض هذه المهمات على الأقل من قبل قوات العمليات الخاصة الأوكرانية، التي لا يمتلك الروس معلومات عنها إلا القليل نسبيًا منذ إعادة تشكيلها في عام 2014، بعد هجوم روسيا على شبه جزيرة القرم وضمها.