من جحيم الحرب إلى مرارة العنصرية.. مصريون يكشفون معاناة العرب على حدود بولندا
"جنسيتك ولون بشرتك هما من يحددان إذا كنت ستعيش أو ستموت".. بتلك الكلمات كان الطلاب المصريون والعرب العالقون علي الحدود الأوكرانية يصفون ما يحدث لهم خلال رحلة الهرب من جحيم الحرب عبر الحدود البولندية.
وعلي مدار الأسبوع الماضي كان عدد من المواقع الإخبارية والقنوات التلفزيونية تتداول الحديث عن تلك الأزمة التي يعاني منها النازحون من جحيم الحرب علي الحدود الأوكرانية باتجاه بولندا خاصة، حيث كانوا يسمحون للأوكرانيين فقط بالعبور أما ذوي الجنسيات العربية وأصحاب البشرة السمراء كان يتم معاملتهم بمنتهي القسوة ولا يسمح لأحد منهم الدخول إلا من كان يحمل جواز سفر دولة أوروبية.
وخلال متابعة "فيتو" لعملية نزوح الطلبة المصريين من الأراضي الأوكرانية عبر الحدود البولندية، أكد لنا عدد من الطلبة المصريين برفقة أصدقائهم المغاربة والفلسطينيين وغيرهم من أصحاب الجنسيات العربية أنهم عانوا علي الحدود البولندية وشاهدوا ما لا يتحمله بشر، مما اضطر أغلبهم للعودة الي أوكرانيا مرة أخري رغم مرارة الوصول الي تلك الحدود.
وبدوره قال الطالب "م ر" والطالب “م ن”لـ فيتو:" احنا عانينا ايام عشان نخرج من أوكرانيا وجحيم الحرب ووصلنا الحدود البولندية بمعجزة، بداية من طريقة الحصول علي وسيلة نقل امنه وارتفاع الاسعار المبالغ فيها وعدم اكمال الباصات للطريق والسير علي الاقدام عشرات الكيلومترات والجوع والعطش والبرد والتخلي عن كافة اغراضنا لتخفيف الحمل وغيرها الكثير والكثير وفي نهاية المطاف لم نُقابل الا بالعنصرية والتنمر، وكان لا يسمح بالدخول الا لحاملي جوزات السفر الأوروبية".
وتابع "م ر": " في البداية كان عندنا امل ان بعد الانتظار الطويل نعبر الحدود، لكن ذلك الانتظار كان دون جدوي وما جعلنا نفقد الأمل ونغير مسارنا عندما جاءت سيدة سورية الجنسية تحمل جواز السفر السويدي وسمح لها بالعبور فورًا في تلك اللحظة ايقنا جميعا نحن العرب اننا لن نعبر، لذا قررنا العودة الي أوكرانيا وتحديدًا مدينة لفيف ومن هناك ركبنا القطار المتجه الي الحدود الرومانية، علي الرغم من التكلفة الكبيرة التي تحملناها والأزمات الصحية والصعاب التي واجهتنا الا أننا في النهاية تمكنا من عبور الحدود ودخول الدولة بمساعدة بعض المتطوعين المصريين".
أكد طلبة أخرون رفضوا الافصاح عن هويتهم لـ "فيتو"، انهم عانوا كثيرا برفقة مهاجرين رجال ونساء وأطفال من عشرات الجنسيات العرب بما في ذلك العمال والطلاب الذين يعيشون في أوكرانيا، مشيرا الي أنهم واجهوا ولازالوا يواجهون تحديات كبيرة أثناء محاولتهم مغادرة المناطق المتضررة من النزاع وعبور الحدود إلى البلدان المجاورة، كما اختص بالذكر بولندا التي تسمح للأوكران واصحاب الجنسيات الأوروبية بالعبور فقط.
وروي عدد من الطلبة المصريين لـ"فيتو"، أنهم بسبب الانتظار طويل الأمد علي الحدود الأوكرانية اضطروا لاستخدام خشب الأشجار والصفائح الملقاه علي الأرض واشعال النيران بهما من اجل التدفئة وعدم التجمد من البرد نظرًا أن درجات الحرارة كانت تحت الصفر في بعض المناطق.