رئيس التحرير
عصام كامل

شباب مصر بخير.. والله بخير!

شباب مصر بخير.. نعم شباب مصر بخير، ولكن يحتاج فقط من يمد له يد العون، يد العون هنا ليست أموالا ولكن العون هنا الرعاية، والرعاية هى التوجيه السليم، لا أتحدث عن أحلام أو أوهام، ولكن تجاربى مع الشباب طوال عمرى سواء فى الصحافة أو الثقافة تثبت صحة كلامى، بل تجربتى مع المجلس القومى للشباب قبل 25 يناير كانت متميزة، والشباب الذى تم رعايته صاروا نجوما فى مجالات الإبداع المختلفة، لماذا هذه المقدمة الطويلة؟

 

لآن وزارة الشباب أعادت مشروع محكى الشباب الذى كنت صاحب فكرته، وهو يعتمد على الورش في مجالات الإبداع المختلفة، التى بدورها تنمى موهبة الشباب كما أنها تنمية بشرية بشكل غير مباشر، خاصة الشباب من محافظات مختلفة وبالإضافة للورش هناك أيضا حوار مع متخصصين فى مجالات مختلفة مثل التاريخ والفنون.. إلخ.

 

الأسبوع الماضى أمضيت عدة أيام مع شباب من خمس محافظات من جنوب مصر، مائة شاب، في ورش في الإعلام والمسرح والموسيقى والغناء والشعر، الحقيقة أننى اندهشت من نبل الشباب ومواهبهم الكبيرة، بالرغم أن هذا أمر نعرفه أن الجنوب مملوء بالمواهب، إلا إننى اعتبرت من رأيتهم أكبر بكثير من توقعاتى، الفطرة الطيبة عندما تجتمع مع الموهبة، مؤكد تطرح نماذج رائعة كل في مجاله، هؤلاء الشباب تحت رعاية وزارة الشباب، وهى التى تتكفل بكل شىء من اختيار مدربين متميزين أصحاب خبرات، إلى توفير إقامة لائقة لشباب مصر.

 

إبداع الشباب

 

بعد ثلاث أيام من الورش قدم هؤلاء الشباب عروضا متميزة كل في مجاله، وجاء أداء الشباب مذهل للحاضرين، لدرجة أن الدكتور محمد عبدالقادر نائب محافظ الأقصر الذى كان يجلس بجوارى اعتقد أن هؤلاء  فرق جاءت لتقدم ابداعها في الاقصر، واندهش عندما علم أن الشباب من خمس محافظات وأن ما قدموه هو نتاج عمل الورش في ثلاثة أيام، أكيد هذا نابع من موهبة الشباب وخبرة وتميز المدربين..

 

الفنان على إسماعيل قائد ورشة الموسيقى والغناء قدم أصوات رائعة وأداء جماعى يشدون في حب مصر، وكما قدم الاعلامى الكبير المتميز محمد عبدالعزيز أكثر من سبق مع شبابه بحوارات حصرية مع الدكتور مصطفى وزيرى رئيس المجلس الاعلى للأثار والرحالة المصرى أحمد حاجوفيتش، كما قدم المخرج الشاب أحمد كمال ثلاث لوحات مدهشة، عالج فيها مشاكل الشباب وتطرق إلى عادة الثأر في الصعيد، كما تألق أحفاد الابنودى ودنقل في الشعر، الحقيقة ساعتين تقريبا من السعادة مع الشباب الذى كاد يمسك فينا ولا يريد مغادرة الأقصر ويطول أيام برنامج  ذاكرة بلدى الاسم الجديد لمحكى الشباب.

 

ماذا بعد؟ أولا: لابد أن أشكر أحمد عفيفى الذى طالبنى بإعادة محكى الشباب وتمسك بى بالرغم من عزوفى عن ذلك، وهو بكل جدية كان خير معين لى وفريق العمل الرائع، وسبق أن اشتركنا معا فى تنفيذ البرنامج والحقيقة أن أحمد عفيفى كفاءة متميزة يعشق العمل وتراب مصر، وهنا كان لابد من أقدم التحية والشكر.

 

ثانيا: لا أعتقد أن هناك وزيرا نال نقدا وبقسوة منى مثلما نال دكتور أشرف صبحي، وربما الذى يعرفه البعض أننا أصدقاء منذ سنوات طويلة، ولكن إذا كان يرى أن قراراته كانت للصالح، فإننى أرى أن نقدى كان للصالح، المهم هنا عندما عرض أحمد عفيفى اسمى عليه للتعاون معه، لم يلتفت مطلقا لكل نقدى ووافق فورا، من أجل شباب مصر، وطبيعى كانت فعاليات الأقصر تحت رعايته، وشاهد صور الفاعلية، ولهذا أريد التأكيد على أن الشباب مظلوم دائما لأن الرياضة عامة وكرة القدم خاصة تأخذ أكثر من حقها.. 

 

 

إلا أننى أعتبر التوجه الجديد من دكتور أشرف صبحي بدعم مثل هذه الأنشطة فال خير سيعود بالخير في مستقبل، رعاية الشباب والحوار معهم والاستماع لهم أفضل من مليونيرات كرة القدم، رعاية الشباب والحوار الجاد والاستماع لهم هو الطريق السليم لخلق أجيال تملك من الثقة والوعي وعشق تراب الوطن، البداية من الأقصر وانتظرونا في كل محافظات مصر، من العريش إلى مرسى مطروح إلى الوادى.. شكرا دكتور أشرف صبحي.

الجريدة الرسمية