الخرباوى: التاريخ هو الفيصل بين "مرسي" و"عبد المجيد"... المخابرات الأمريكية تساند الإخوان وتدعم الجهاديين بالسلاح... مفهوم الوطنية غائب عن مشروع الجماعة... اعتقال المرشد يعنى الدخول في صراع دموى
قال الكاتب والمفكر ثروت الخرباوي، إن أمريكا تراهن على مصالحها ومشاريعها، فهى تتصرف بعقلية الشركة الاقتصادية، والإدارة الأمريكية منفصلة عن الكونجرس الذي يعادى الإخوان.
وأضاف مازالت المخابرات الأمريكية تساند جماعة الإخوان، وتهرب السلاح للجهاديين عن طريق غزة، للدخول في صراع مع الجيش للقضاء عليه، لأنه الجيش العربى الوحيد الصامد، ومعنى ضرب الجيش هو إضعاف مصر وتقسيمها، وأمريكا تنفذ هذا المشروع، ومن يساعدوها بإثارة القلاقل من خلال جماعة الإخوان.
وتابع: "ولكى يتم دفعها إلى التمسك بالحكم تقوم الإدارة الأمريكية باستخدام وسائل للضغط على مصر من وراء الكواليس، مثل إجبار الاتحاد الدولى لكرة القدم "الفيفا" على تجميد عضوية مصر وعدم التعامل مع الاتحاد المصرى، لأنه يوجد في بلد حدث بها انقلاب عسكري، كما أن الإدارة الأمريكية غير حريصة على الإخوان، لكنهم يسعون لإطالة عمر الجماعة من أجل الدخول في معركة مع الجيش، لذلك لابد أن نساند الجيش".
مستقبل التنظيم الدولى
وعن التنظيم الدولى قال الخرباوي، إنه من المتوقع تفككه، ولكن ربما يكون هناك تنظيمات للإخوان في بلدان العالم، ولن يكون متصلا ويعمل كل تنظيم مستقل، ولن يتبع مكتب إرشاد واحد، ومن المتوقع أن ثانى تنظيم يسقط فيها مشروع الإخوان بعد مصر هي تونس.
أما أمريكا تسعى لاستمرار تنظيم الإخوان، لكن في صورته المتطرفة، عن طريق زرع الحقد بداخلهم من خلال إدخالهم في صراع مسلح مع الجيش، يسقط فيه قتلى ويصبح هناك ثأر.
غياب الوطنية
و قال الخرباوي: "إن مفهوم الوطنية غائب عن مشروع الإخوان المسلمين، لأن مشروعه ليس به وطنية، ولكن به أممية، والمشاريع التي تستند للأممية ليس لها وطن تنحاز إليه مثل المشروع الماسونى ليس له وطن، ففكرة الوطنية غائبة عن الإخوان المسلمين".
سقوط المشروع
و أضاف: إن سقوط مشروع الإخوان بأكمله يعنى سقوطهم في كل مكان، فمثلا في نقابة المحامين التي كانوا يحصلون فيها على إجماع، وصلت الكراهية لهم إلى أقصى درجة، وأتحدى أن تجرى انتخابات في نقابة المحامين ويخوضها أحد الإخوان، لن يستطيع حتى المتحالفين مع الإخوان من أجل مصالحهم، مثل "محمد الدماطى" في نقابة المحامين، هذه الشخصيات راهنت على الحصان الخاسر من أجل مصالحهم، فسقطوا أيضا ولن يكون للجماعة وجود.
السيناريو الجزائرى
وعن احتمالات تكرار السيناريو الجزائري بمصر يقول الخرباوي، إن وصول الإسلاميين للحكم في الجزائر واستحواذهم على أغلبية البرلمان، بدءوا بعدها محاولات فرض الرأى بالقوة، وقتها اكتشف المجتمع الجزائرى أن هؤلاء ليسوا رجال سياسة ولا حكم ولا فكر ولا دعوة، وبدأ رفض الشعب الجزائرى لهم، وتحولت الجزائر إلى دولة بها صراع مسلح استمر عدة سنوات، لكن السيناريو الجزائرى لا يمكن تكراره في مصر لأسباب كثيرة، نظرا لاختلاف طبيعة الشعبين، وبالتالى ستحاول الجماعات المتطرفة ممارسة العنف على الشعب، لكن هذا العنف من المتوقع أن ينتهى سريعا كما انتهى حكم الإخوان في خلال عام.
اعتقال المرشد
وعن اعتقال قيادات الإخوان قال الخرباوى، إن نظام مبارك أرسى مبدأ عدم اعتقال أو سجن المرشد العام للجماعة، وهذا من المقرر أن يستمر، خصوصا مع ظهور دعوات لدمج الجماعة والتعامل معهم واحتضانهم، وهذا هو التوجه في الفترة القادمة.
وأضاف أن قرار اعتقال المرشد يعنى الدخول مع هذا التيار في صراع دموى، والفترة الانتقالية لا تستوعب ذلك، والمرشد يحقق معه ويفرج عنه، وكذلك بعض قيادات الإخوان سيفرج عنهم إلا من ثبت في حقه أنه أضر بالوطن.
صراع المعارضة
أما ما تردد عن صراع المعارضة، فأكد الخرباوي أنه غير وارد على الإطلاق، قائلا: يجب أن نفرق بين أمرين، اختلاف المعارضة وصراعها، لأن الاختلاف غير الصراع، والاختلاف أمر وارد ويحدث، لكن الصراع لن يحدث، وربما يتم احتواء الخلاف بطريقة بسيطة وسهلة، لأن الخلاف طبيعى نتيجة الاختلاف الفكرى.
استقالة عبد المجيد محمود
ويضيف المفكر والكاتب الكبير ثروت الخرباوي: "إن استقالة المستشار عبد المجيد محمود - النائب العام- أدخلته التاريخ من أوسع أبوابه، لأن هذا رجل جاء له الكرسى يتهادى، فآثر الاستقالة، أما مرسي فعزله الشعب لكنه أصر على البقاء على الكرسى، وسوف يحكم التاريخ بين الاثنين، هذا رجل ترفع، وهذا رجل تنفع".