في ذكرى وفاة أشهر رجل مخابرات في المنطقة.. لماذا غضب صلاح نصر من نجيب محفوظ؟
هو صاحب البناء الحقيقي لواحد من أقوى أجهزة مخابرات المنطقة، ورغم جهود زكريا محيي الدين، أحد الضباط الأحرار والذي عهد إليه عبد الناصر بمهمة تأسيس الجهاز عام 1954، فإن مرحلة رئاسة صلاح نصر للمخابرات من 1957 حتى 1967، يؤرَّخ لها باعتبارها الانطلاقة القوية للجهاز.
نشأته
ولد صلاح نصر في 8 أكتوبر 1920 في قرية سنتماي، مركز ميت غمر، محافظة الدقهلية، وكان والده أول من حصل على تعليم عال في قريتهم ، وكان صلاح أكبر أخوته، لذا كان مميزا كابن بكر بالنسبة لأبيه وأمه.
وتلقى صلاح تعليمه الابتدائي في مدرسة طنطا الابتدائية وتعليمه الثانوي في عدة مدارس نظرا لتنقل أبيه من بلدة لأخرى، فقد درس في مدارس طنطا الثانوية، وقنا الثانوية، وبمبة قادن الثانوية بالقاهرة.
ونشأ في طبقته الوسطى، وأمضى طفولته وصباه في مدينة طنطا، وكانت أول هدية حصل عليها من أبيه كاميرا تصوير ماركة "نورتون" ثمنها اثنا عشر قرشا عام 1927.
بناء جهاز المخابرات
كان بناء جهاز المخابرات المصرية يحتاج تكاليف باهظة من المال والخبرة، والأخطر من ذلك هو توفير كفاءات بشرية مدربة تدريبا عاليا ، وكانت التدريبات هي أولى المشكلات التي واجهها الجهاز الوليد، واستطاع صلاح نصر باتصالاته المباشرة مع رؤساء أجهزة المخابرات في بعض دول العالم أن يقدموا عونا كبيرا؛ ليصبح بعد ذلك تفكير صلاح نصر كيف يوفر المال الكافي لتطوير هذا الجهاز حتى وصل إلى فكرة كانت رائعة في هذا الوقت، وهي أنه قام بإنشاء شركة للنقل بـ 300 ألف جنيه تحول أرباحها لجهاز المخابرات، وحين أخبر صلاح نصر الرئيس جمال عبد الناصر بأمر هذه الشركة طلب منه زيادة رأسمالها، واتفق معه على أن يدفع من حساب الرئاسة 100 ألف جنيه مساهمة في رأس المال، ويدفع عبد الحكيم عامر من الجيش، وتقسم الأرباح على الجهات الثلاث.
سر غضبه من نجيب محفوظ
أزمة كبيرة فجّرتها رواية "الكرنك"، التي تعرضت لقضية التعذيب داخل المعتقلات، وبالتحديد حول شخصية الضابط المسئول عن تخطيط عمليات التعذيب، والذي ظن نصر أنه المقصود بتلك الشخصية، فأقدم على رفع دعوى قضائية ضد نجيب محفوظ بتهمة التشهير.
وأكد محفوظ، أنه لم يكن يتوقع تلك أن يثير نصر تلك الأزمة، لأنه وقت كتابة الرواية لم يكن يجمعه بنصر سوى لقاء واحد، وأنه استلهم فكرة الرواية من شخصية أخرى سمع عنها من بعض الطلبة، هي شخصية اللواء "حمزة البسيوني" الذي شغل منصب مدير السجن الحربي في جزء من فترة عبد الناصر.
استقالته
قدم صلاح نصر استقالته ثلاث مرات، وكانت الاستقالة الأولى نتيجة استقالة المشير عامر عام 1962 ، لأن صلاح نصر انحاز للمشير على الرغم من أن صلاح نصر كان وسيطا محايدًا في التعامل بين الصديقين ناصر وعامر وهو الذي أقنع عامر بالعودة، والاستقالة الثانية كانت بسبب قضية جماعة الإخوان، حيث كان عبد الناصر يريد أن يوكلها للمخابرات العامة.
كتب صلاح نصر
كان لرئيس المخابرات العديد من الكتب ومنها: الحرب الشيوعية الثورية وتاريخ المخابرات وعملاء الخيانة وحديث الإفك والحرب النفسية وثورة ٢٣ يوليو بين المسير والمصير.
أزمته الصحية
تعرض صلاح نصر لأزمة صحية مفاجئة وسقط في مكتبه في صباح ١٣ يوليو ١٩٦٧مصابا بجلطة دموية شديدة في الشريان التاجى.
هزت تلك الأزمة الصحية صلاح نصر من الأعماق، فهو لم يكن يتوقع أن يداهمه المرض بكل هذه القوة وهو في مكتبه الخاص في جهاز المخابرات العامة، وبقى يعانى من المرض إلى أن توفى في مثل هذا اليوم 5 مارس 1982.