بعد وفاة الحريف الحقيقي.. حكاية فيلم ندم عليه أحمد زكي وتسبب في قطيعة بين عادل إمام ومحمد خان
اليوم أسدل الستار على حياة الكابتن سعيد الحافي، أشهر لاعب كرة «شراب» في الشارع، والذي جسد شخصيته الزعيم عادل إمام في فيلم الحريف، للمخرج محمد خان، عام 1984، وللفيلم قصة شهيرة وكواليس من بينها الخلاف المحتدم الذي نشب بين مخرجه الراحل محمد خان والفنانين أحمد زكي وعادل إمام.
وتوفي سعيد الحافي، مساء أمس الجمعة، عن عمر ناهز الـ74 عامًا إثر وعكة صحية، على أن يتم دفن جثمانه اليوم السبت، في مسقط رأسه بمنطقة إمبابة بالجيزة.
فيلم الحريف
وفيلم الحريف الذي عرض عام 1984 وقام ببطولته الفنان عادل إمام، في البداية قام مخرج العمل محمد خان، بترشيح الفنان الراحل أحمد زكي، لبطولته، وبالفعل سجل أحمد زكي مقدمة الفيلم بصوته، لكنه اختلف بعد ذلك مع محمد خان على قصة الشعر المطلوبة للشخصية، حيث كان الفنان الراحل معروف بعصبيته الشديدة وبسبب خلاف في وجهات النظر بينه وبين المخرج قرر الانسحاب من الفيلم، وأسند الدور إلى عادل إمام، ليلعب الزعيم في هذا الفيلم لونًا جديدًا ومختلفًا تمامًا عما اعتاد عليه الجمهور أن يقدمه في الأدوار الكوميدية.
إيرادات فيلم الحريف
في ذلك الوقت كان عادل إمام متصدرًا شباك التذاكر والإيرادات بأفلامه الكوميدية، أو حتى الاجتماعية ذات القصص الشعبية الخفيفة، ولكنه حينما قدم الحريف بقصته الفلسفية، لم يحقق معه الإيرادات المرجوة منه، والتي تعود عليها الفنان عادل إمام في أفلامه السابقة، الأمر الذي تسبب في خلاف شديد بين المخرج والفنان عادل إمام، إذ اتهم الزعيم محمد خان، بالمجازفة بجماهيريته في هذا الفيلم وتسببت بينهما في قطيعة فنية ولم يكررًا التعاون معًا مرة أخرى، حيث ألقى عادل إمام اللوم بفشل الفيلم على أسلوب المخرج محمد خان الفني الذي وصفه عادل إمام –آنذاك- بالغريب على الشارع المصري.
فيلم شادر السمك
على الجانب الآخر قدم الراحل أحمد زكي في نفس الموسم فيلم شادر السمك، مع النجمة نبيلة عبيد، ليحقق فيلم أحمد زكي انتصارًا في شباك التذاكر، وبعد عرض الفيلم، اتصل أحد الصحفيين بالفنان الراحل أحمد زكي، لتهنئته بنجاح فيلمه، ليرد عليه زكي غاضبًا، بأن من يستحق الإشادة والتهنئة هو الفنان عادل إمام لتقديمه عملا رائعا مثل فيلم «الحريف»، قائلًا: «نادمًا على ضياع فرصة فيلم الحريف من يدي لأنه فيلم باقي وسيبقى وله عمر أطول»، غاضبًا بشدة لمهاجمة أحد النقاد لفيلم «الحريف» وإشادته بفيلم شادر السمك الذي كان يرى أنه ضعيف فنيا مقارنة بفيلم «الحريف»، مبديًا ندمه على خلافه مع محمد خان الذي أضاع منه فرصة تقديم عمل فني بقيمة «الحريف» الذي تم اختياره بين أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية، ويسجل ضمن تاريخ الزعيم عادل إمام بعيدًا على اللون الكوميدي الذي اعتاده عليه الجمهور.