بعد إعلان كوريا الشمالية التعبئة العامة.. بيونج يانج وموسكو تاريخ متشابك في عزلة دولية
تتسم العلاقات في السياسة الدولية بالمرونة بهدف تسيير مصالح الدول وتفريج الازمات خاصة في حالة الكوارث والاحداث العالمية الهامة؛ عن طريق دراسة كل الظواهر التي تتجاوز حدود الازمة والخروج لبر الامان.
غير ان علاقات بيونج يانج وموسكو تعد علاقة من نوع خاص خلصت إلى أصدر الحزب الحاكم في كوريا الشمالية أوامر لجميع المسؤولين في بيونج يانج بالاستعداد للتعبئة وحتى الحرب على خلفية الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا وتدهور العلاقات بين موسكو والدول الغربية.
وبحسب إذاعة "آسيا الحرة" كشف مسؤولين حكوميين في العاصمة الكورية الشمالية بيونج يانح ان السلطات الكورية انتظرت أياما لإخبار المواطنين بالعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وكشف المسؤولون ان سلطات بيونج يانج أخبرت أعضاء الحزب الحاكم في كوريا فقط في بداية الأيام في اجتماعات خاصة ثم نشرت المعلومات لاحقًا.
وبعد قرار سلطات الحزب الحاكم في بيونج يانج بدر للاذهان تساؤل عن طبيعة العلاقات بين روسيا وكوريا الشمالية.
وتعتبر كوريا الشمالية روسيا احد نوافذها للاطلال على العالم خاصة مع انتهاج واشنطن لسياسة العقوبات ضد كوريا والتى قربت وجهات النظر بين السلطات الحاكمة في موسكو وبيونج يانج إلى حد كبير.
الامم المتحدة
فبينما العالم يصوت في الامم المتحدة لصالح قرار انهاء الحرب بين روسيا واوكرانيا صوتت بيونج يانح ضد قرار الامم المتحدة متخذة موقف روسيا في خطوة صريحة تعلن عن معادات دول الغرب.
فكوريا الشمالية هي واحدة من 5 دول عارضت قرار الامم المتحدة الذي تم تمريرة باغلبية ساحقة في جلسة استثنائية عاجلة وهي “سوريا، بيلاروسيا، كوريا الشمالية، روسيا، اريتريا”.
وجاء ذلك في تصرف يعبر عن امل بيونج يانج ان تدعم روسيا رفع العقوبات عن كوريا او تكوين جبهة موحدة ضد العقوبات الغربية خاصة وان بيونج يانج واحدة من الدول المفروض عليها العقوبات.
وظهر هذا جليا حينما دافع كيم سونج سفير جمهورية كوريا الشمالية بالأمم المتحدة عن موقف روسيا على الرغم من قرار الامم المتحدة بادانة العملية العسكرية الروسية على اوكرنيا مكررا التصريحات الأخيرة لوزارة الخارجية الكورية الشمالية التي تعتبر الولايات المتحدة "سببا رئيسيا" في الحرب على أوكرانيا.
عقوبات اقتصادية
فيما انضم للموقف الكوري عدد قليل من الدول خاصة بعد فرض عقوبات ا قتصادية هائلة على روسيا عقب اندلاع الحرب بين موسكو وكييف.
وبين حلم تكوين جبهة موحدة لخلق نظام عالمي جديد يمتزج الماضي بالحاضر خاصة في كوريا الشمالية والتي دعمها النظام السوفيتي بعد الحرب العالمية الثانية عقب هزيمة اليابان في الحرب.
فعندما استسلمت قوات اليابان في الحرب العالمية الثانية انقسمت دولة كوريا بعد ان احتلت شمالها قوات الاتحاد السوفيتي في حين ان قوات الجيش الامريكي احتلت الجنوب.
ودعمت قوى السوفييت الجبارة النظام الشيوعي الحاكم في كوريا الشمالية بينما كانت واشنطن ومن خلفها الدول الغربية مناهضة للحكم الشيوعي السوفيتي وبالتالي انقسمت كوريا إلى شمالية وجنوبية سنة 1948، لتدنع الحرب بين الكوريتين بعد عامين فقط 1950 عندما غزت بيونج يانج سول واستمرت الحرب فعليات ثلاثة اعوام غير انه لم يتم توقيع معاهدة سلام أبدا بين الكوريتين.
الدولة السوفيتية
فيما كشف تقرير بحسب مركز ويلسون للداسات ان الدولة السوفيتية عززت قدرات كوريا الشمالية مؤكدا ان بيونج يانج لم تكن تقدر على هجوم على جارتها الجنوبية دون الدعم السوفيتي خاصة وان حكومة القائد السوفيتي السابق جوزيف ستالين فتحت خزائنها امام كيم إيل سونج جد الزعيم الكوري الحالي كيم جونج أون.
وبينما تواصلت العلاقات بين بيونج يانج وموسكو بعد انيهار الاتحاد السوفيتي فروسيا وكوريا الشمالية تتشاركان في حدود على طول نهر تومين؛ اكتسب العلاقات مزيدا من الاهمية بعد انتخاباب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عام 2000.
ففي ظاهرة غريبة قبل زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لزيارة موسكو في 2015، بينما عقدت قمة روسية كورية بدعوى من بوتين عام 2019.
والمعروف عن الدولة الكورية انها على مدار عقود، انها من اكثر الدول التي تحيطها السرية بسبب انغلاقها على نفسها.