انطلاق ثاني الأمسيات الشعرية بالأعلى للثقافة| صور
نظمت لجنة الشعر بالمجلس بحضور مقررها الشاعر أحمد سويلم، الأمسية الشعرية الثانية.
الأمسية الشعرية
وأدارها الشاعر أحمد حسن، وشارك بها مجموعة من الشعراء هم: خالد حسان، رامى وفا، رشا الفوال، عبد الله محمد، وعيد عبد الحليم، ومحمد مجدى؛ فيما اعتذر عن المشاركة الشاعر الدكتور حسن طلب بسبب ظروف خاصة، كما قدم الشاعر أحمد عنتر مصطفى دراسة حول الشاعر الراحل عصام الغزالى، وشهدت الأمسية مواصلة المجلس تطبيق الإجراءات الاحترازية كافة، بهدف الوقاية والحد من انتشار فيروس (كوفيد - 19)، كما بثت الفاعلية مباشرة بواسطة حسابات المجلس المختلفة على موقع التواصل الاجتماعى (فيسبوك).
تحدث الشاعر أحمد عنتر مصطفى مؤبنا الشاعر الراحل عصام الغزالى بأبيات المتنبى التى تقول:
وَقَد فارَقَ الناسُ الأَحِبَّةَ قَبلَنا * وَأَعيا دَواءُ المَوتِ كُلَّ طَبيبِ
سُبِقنا إِلى الدُنيا فَلَو عاشَ أَهلُها * مُنِعنا بِها مِن جَيئةٍ وَذُهُوبِ
تَمَلَّكَها الآتى تَمَلُّكَ سالِبٍ * وَفارَقَها الماضى فِراقَ سَليبِ
ثم تابع كلمته قائلًا: "مفترض أن أتحدث عن الشاعر الراحل صديق العمر عصام الغزالى، الذى رحل عن عالمنا منذ أيام، وعندما أعددت نفسى للحديث عنه تفجرت ذكريات وملامح لفترات من حياتى ارتبطت به، التقينا فى أواخر الستينيات، وكان طالبًا بكلية الهندسة جامعة القاهرة، كان ذائع الصيت، وكانت قصائده تترد أصداؤها فى أنحاء الجامعة.".
واستطرد موضحًا أن الشاعر الراحل عصام الغزالى ظل إلى وفاته مخلصًا للقصيدة التقليدية، التى لم تخرج عن قصائد الوطنية والرثاء والهجاء وذم الغربة والإخوانيات، والزهد فى الدنيا والتوبة؛ فكانت له قصائد إسلامية كثيرة.
عقب ذلك جاء الشعر فألقى الشاعر خالد حسان بعضا من أشعاره، ومنها قصيدته: (تخيلى يا أمى)، التى يقول فيها: "تخيلى يا أمى أننى كبرت..
وأصبحت لى زوجة.. وأولاد..
وملامحى صارت بالفعل تشبه الآباء الطيبين..
حتى أن جسدى تهدل..
وعضلات بطنى ترهلت تمامًا..
وصارت هيئتى أقرب إلى (نجيب الريحانى)
فى دور الموظف البسيط!
الأمر لم يعد مجرد دور ممل فى مسرحية عبثية يا أمى..
كل شىء صار حقيقيًا..
ابنك الفلتة أصبح موظفًا بائسًا..
فى إحدى المصالح الحكومية البالية..
وله زوجة تكره الشعر..
وأولاد حمقى لا يجيدون إلا الثرثرة طوال اليوم..
ابنك يا أمى لم يعد يقرأ ولا يكتب ولا يحب
فقط يتابع المسلسلات والأفلام الهابطة وينتظر معجزة لا تحدث".
بينما ألقى الشاعر رامى وفا بعض أشعاره، ومنها قصيدته: (دعاء فان جوخ) التى ضمها أحدث دواوينه (وربنا بيشرح لى)، ويقول فيها:
خطاوى العُمْر مَمْسوحة
ف ضِلّ الواقِع المُزْرى
مفيش ولا سِكّة مفتوحة
لكنّي ف كل حال بَجْرى
وفان جوخ بَصّ ف اللوحة..
وقال لسَّه الكَمَال بَدْرى
قَطَع وِدْنه وساح الدمّ عالفُرشة وع الألوان!
وإيده تكْبِت الرَعْشة..
وقلبه يكبِت الأحزان..
وحيد؟! يمكِن وحيد جدًا
وحيد لكن.. طبيعى الوِحْدة للفنّان!
يقوم.. ويُقَع
بلاط الأوضة مِتْغرَّق بُقَع
لوحة الربّ اللى راسِم فِكْرة الإنسان
ينام ع الأرْض وسَقْف الأوضة لوحة فى خيال عيِّل
يا ربّ عبدَك أهو.. بالظبط زى ما كُنْت تتخيِّل!
سايح فى دمُّه بفرُشِته بألْوانه!
سامعَك بقلْبُه.. مش مُهِمّ ودانه! ".
ثم ألقت الشاعرة رشا الفوال بعض أشعارها، ومنها قصيدتها: (شجن الرغبة)، التى ضمها أحدث دواوينها (جايز تحزن)، وتقول فيها: "
يتزامن منتصف العمر
مع شايك الأخضر والخوف..
مع هذا الوعى المخطوف..
تتحرك جدران وتضيق..
فتسيبك قدام جمهورك؛
بتقدم عرض البلياتشو..
على مضض المساحيق بتحاول
تجعل منك حد لطيف..
كل نصيبك م التكاليف
على هدد الأرواح بتقابلُه:
نوم تخاطيف،
شوق تخاطيف، حزن عنيف مجبور تداريه
ولذلك وجب التنويه:
إنك لازم تصرف نظرك
عن يأس الواقع والناس..
وانك لازم تصلب ضهرك..
وتدقلها مكان ماهترسىَّ..".
ثم ألقى الشاعر عبد الله محمد بعض أشعاره، ومنها قصيدته (مفتاح المكالمة 218)، التى أهداها لوالده الشاعر المسافر الذى لم يكتب شعرًا، ويقول فيها: "
نص كيلو جبنه رومى..
نص كيلو لِب سوبر،
وإبعتى صور العيال..
خلى عبده يخش ثانوى
حتى لو بِعتى العزال!
هو إيه الفلاح يساوى
غير علام ابنه.. وأرضه!
لسّه يا ابن الكلب ليك فى الشعر برضه؟!
لو سامعنى خلِّى بالك من مكانى؛
يابنى إنت مرايتى اللى بشوفنى فيها
واللى يتلف إبنه يتهد فى ثوانى..
يومها ليه ما سمعتنيش ومشيت بسرعة؟
يعنى كام لازم تسيب فى القلب زَعْلَّه؟!
يا أم عبده غصب عنى؛
الجنيه كان صوته أعلى..
خدت بالى من صدى الصوت فى المكالمة..
إنتى شكلك قاعده فى أوضة الخزين..
لسه فاضل قد إيه من قمح بكره؟
لسه برميل الدقيق فاضى وحزين؟!".
عقب هذا ألقى الشاعر عيد عبد الحليم من أشعاره، منها قصيدته: (حديقة الثعالب): "اصطدت ثلعبًا وعلقتهُ على بابِ البيتِ..
تعجبَ الجيرانُ كثيرًا،
ورددوا فى حكايتهم الصيفية:
كيف أن هذا الصبى الذى مات أبوه مبكرًا،
استطاع أن يجتاز الحقول بشجاعة المحاربين؛
ليخلص شجرةً يانعةً من رائحة الخيانة..".
بينما ألقى الشاعر محمد مجدى، مجموعة من قصائده، ويقول فى قصيدته (عاطفة): "شاعر، بيهرب من وجود القنبلة فى الشاى!
زحف الجنود على صفحة الجرنال
مانشيت أحمر،
والدم أحمر!
كلما صبته بسلاحك،
ربما تتغير الأسماء.. وبس.".