رئيس التحرير
عصام كامل

كييف.. الثلاثاء أو الأربعاء!

لم يكن هناك حلف لدول الكتلة الشرقية عندما تأسس حلف الأطلسي عام ١٩٤٩ فقد تأسس حلف وارسو بعد ذلك بست سنوات، وكذلك بقي الحلف موجودا بعد انهيار حلف وارسو وحتى اليوم! 
اليوم ربما نفهم سر وجود الحلف رغم عدم وجود أعداء ودون وجود حلف آخر.. فلم يكن التصدي للاتحاد السوفيتي وحده هو السبب إنما الأهم إبقاء العالم بنظامه الذي تأسس عقب الحرب العالمية كما هو كتلة غربية متماسكة بديلة عن الاستعمار القديم تضمن استمرار تفوق وقوة وثراء هذه الدول حتى لو على حساب العالم كله، من أجل ذلك يطلق البعض على الحلف حلف شمال الأطلسي! ليس لدول الجنوب الفقير مكانا فيه!

 

لماذا نقول ذلك؟ لنفهم سر الهستيريا التي عليها الدول الغربية ضد روسيا.. إلي الحد أصبحت مواقف الدول كنقوط في فرح، تنظر أمريكا نظرة عدم رضا ضد أي دولة لم تقدم عطاءها فتقدم نقوطها على الفور وكان آخرهم تركيا التي قررت إغلاق مضايقها أمام السفن الروسية حتى لو كانت الحجة إغلاقها أمام السفن الحربية روسية أو أوكرانية، إذ أن روسيا وحدها هي التي لها سفن حربية مؤثرة تبحر بعيدا عن سواحلها وتعبر هذه المضايق! لكن كانت الضغوط الأمريكية فيما يبدو على تركيا ثقيلة!

 

هدف الروس

 

الآن.. ماذا تفعل روسيا وكيف تفكر أمام ذلك؟! إنتهت المفاوضات التي استهدفت روسيا فيها إحداث خلخلة في الموقف الغربي وكسب الوقت لاستكمال الحشود الضخمة المكلفة بالعاصمة كييف والتي بلغت طولها حدا مخيفا وصفها شهود عيان أنها تمتد إلى ١٧ ميلا بينما وصفها آخر بالكيلومترات، وقال بأن طولها يمتد إلى ٢٧ كيلومترا! وقيل في وسائل إعلام أخرى أنها تصل إلى ٦٧ كيلو مترا! وهو رقم قريب بالفعل من السابق! وبالقطع الكلام هنا عن أحد الحشود المتوجهة إلى كييف من بين عدة حشود على اتجاهات أخرى!

 

هنا يبدو رد الفعل الروسي في الاتجاه العكسي حيث الوعي بالتعبير عن آمال واسعة لشعوب الأرض وحيث التصميم على إنجاز المهام كاملة وهو ما تم إبلاغ أوكرانيا به في مفاوضات الأمس.. عدم انضمام أوكرانيا لحلف الأطلسي والاعتراف بضم روسيا لجزيرة القرم والاعتراف بحق روسيا في الأمن وأي ترتيبات في هذا الصدد وتحجيم القوميين الأوكرانيين! وهي كلها مجتمعة حتى لو تحققت سلميا تعني تحقيق روسيا كل أهدافها!

 

لكن ولأن القرار ليس في يد الرئيس الأوكراني الذي ذهب للتفاوض لكسب الوقت ولو ليوم واحد تصل فيه الإمدادات والدعم الغربي لكن لا الهجمات الروسية توقفت ولا الدعم الغربي جاء، واعتقادنا أن التركيز على كييف سيكون هدف الروس يومي الثلاثاء والأربعاء ونتوقع سقوط كييف فيهما (الخميس في أقصي تقدير)، حيث سيكون شعار الروس "كسب المعركة بالقاضية" وليس بالنقاط.. أي أن العاصمة تساوي كل المدن الأخرى.

 

وبدلا من الزحف من مدينة إلى أخرى يكون التركيز على كييف هو الأهم.. إن من شأن ذلك إحباط الغرب وإحباط المقاومين الأوكرانيين وتقوية موقف روسيا في أي مفاوضات و... والنقطة الأهم الإنجاز قبل وصول الدعم العسكري أو حتى السيطرة على أي إمدادات قادمة لدعم الرئيس الأوكراني والقضاء عليها!
الساعات القادمة.. حاسمة!

الجريدة الرسمية