زي النهاردة.. سر بكاء أم كلثوم على المسرح أثناء غناء "هو صحيح الهوى غلاب" لأول مرة
فى مثل هذا اليوم الخميس الأول من شهر مارس عام 1961 شدت كوكب الشرق أم كلثوم بلحن زكريا أحمد الأخير الذي أعدَّه وانتهى منه قبل أن يرحل في فبراير 1961، وهو لحن أغنية "هو صحيح الهوى غلاب.. معرفش أنا".
وفى الحفل بكت سيدة الغناء العربى أم كلثوم زكريا أحمد بشدة؛ حيث كان قد حضر جميع بروفات الأغنية معها ومع فرقتها الموسيقية، حتى أصبح اللحن جاهزًا لتشدو به أم كلثوم لكنه رحل قبل تقديمها بأيام.
قدم "زكريا" ألحانًا متعددة لأم كلثوم فى بداياتها منها مونولوج "هايم في بحر الحياة" عام 1924 من كلمات أحمد رامى، تبعه بطقطوقة "قال إيه حلف" من كلمات صبرى التجريدى، ثم طقطوقة "اللى حبك يا هناه" عام 1925 من كلمات أحمد رامى.
أغنية "هو صحيح الهوى غلاب" أغنية لأم كلثوم من نوع الطقطوقة ومقام الصبا، ومدتها 55 دقيقة كتب كلماتها الشاعر بيرم التونسي الذى رحل أيضًا قبل غنائها بشهرين ولحنها زكريا أحمد مقدمًا لحن يميل إلى الإطراب أكثر من الحزن.
كان زكريا أحمد في هذه الأغنية يتفوق على نفسه لتعويض سنوات الجفاء التي استمرت نحو 12 سنة بينه وبين أم كلثوم، فكانت الأغنية عربون المصالحة، ومسك ختام العلاقة في الوقت نفسه.
خلاف المطربة والملحن
كان خلاف نشب بين الشيخ زكريا أحمد وأم كلثوم بدأ بمطالبة الشيخ زكريا بمستحقاته من الإذاعة المصرية من طبع ألحانه على أسطوانات أم كلثوم، الأمر الذي رفضته أم كلثوم بحجة امتلاكها تنازلا خطيا منه عن تلك الحقوق، لكنها أعربت لمقربين لها أن زكريا على حق لكنه يبالغ في تلك الحقوق.
إنهاء النزاع
ناقش المستشار عبد الغفار حسني، أم كلثوم وزكريا أحمد، خمس ساعات كاملة، لإنهاء نزاعهما القضائي الذى بدأ عام 1948 برفع الشيخ دعوى قضائية يطالب بزيادة حقوقه في الأداء العلنى لأغنيات أم كلثوم، وترتب على الدعوى خصامهما، حتى جلسة عقدت فى يناير 1960.
بذل القاضي عبد الغفار جهدًا كبيرًا انتهى باتفاق خاص بينهما على التعاون المشترك، بحيث يقوم زكريا بتلحين ثلاث أغنيات لأم كلثوم خلال عام 1960 بسبعمائة جنيه عن كل لحن، وعلى هذا تنازل زكريا عن دعواه ضدها، وفي الأول من ديسمبر 1960 حدث اللقاء بالاتفاق على تلحين أغنية "هو صحيح الهوى غلاب" كلمات بيرم التونسي، وتم تسجيلها وغنائها على مسرح الأزبكية فى مثل هذا اليوم.
كلمات الأغنية
تقول كلمات الأغنية: "هو صحيح الهوى غلاب ما أعرفش أنا/ والهجر قالوا مرار وعذاب واليوم بسنة/ جاني الهوى من غير مواعيد وكل مدى حلاوته تزيد/ ما أحسبش يوم ح ياخدني بعيد/ يمني قلبي بالأفراح وأرجع وقلبي كله جراح / إزاي يا ترى أهو ده اللي جرى وأنا ما أعرفش/ نظرة وكنت أحسبها سلام وتمر قوام / أتاري فيها وعود وعهود وصدود وآلام / وعود لا تصدق ولا تنصان عهود مع اللي ملوهش أمان/ وصبر على ذلة وحرمان / وبدال ما أقول حرمت خلاص أقول يا رب زدني كمان/ إزاي يا ترى أهو ده اللي جرى وأنا ما أعرفش، ما أعرفش أنا".