صحيفة أمريكية تكشف تأثير عقوبات الرقائق الإلكترونية على قدرات الجيش الروسي
قالت صحيفة ”فاينانشال تايمز“ البريطانية، إن عقوبات ”الرقائق الإلكترونية“ التي تم فرضها على روسيا ستستهدف الجيش الروسي، بالإضافة إلى آمال موسكو في مجال الصناعات التقنية في المستقبل.
وأضافت، في تقرير نشرته اليوم الأحد، على موقعها الإلكتروني: ”استخدمت الولايات المتحدة قوة الدولار في إخراج خصومها من النظام المالي العالمي.. والآن تستغل نفوذ التقنية الأمريكية في حرمان روسيا من إمدادات الرقائق الإلكترونية العالمية“.
وأضافت: ”يُعتبر هذا الإجراء جزءا من موجة العقوبات الأمريكية والغربية واسعة النطاق، ردا على الغزو الروسي لأوكرانيا، والتي تضمنت أيضا المؤسسات المالية، الشركات الكبرى، ورجال الأعمال الأثرياء المقربين من دائرة الحكم الخاصة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين“.
ونقلت عن ”كيفين وولف“، المسؤول البارز السابق في وزارة التجارة الأمريكية، قوله ”إن القيود المفروضة على الصادرات التقنية لروسيا جديدة ومعقدة في هيكلها، وتستهدف التأثير على المؤسسات الحكومية والصناعية بشكل أكبر من تأثيرها على الأفراد“.
وأشارت إلى أن ”شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات“، والتي تسيطر على أكثر من نصف السوق العالمي للرقائق الإلكترونية المصنعة حسب الطلب، تعهدت أيضا بالامتثال الكامل لقيود التصدير الجديدة.
ونوهت الصحيفة إلى أن الإدارة الأمريكية استخدمت الأسلوب نفسه، من خلال منع الشركات من تصدير أشباه الموصلات إلى شركة الاتصالات الصينية هواوي، وذلك إبان إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.
وأردفت قائلة: ”بعد فرض قيود على بيع التكنولوجيا الأمريكية لشركة هواوي الصينية، وذلك لأول مرة من خلال وضعها على قائمتها السوداء التجارية، فقد عززت واشنطن الضغط، من خلال تطبيق ما يسمى بقاعدة المنتج الأجنبي المباشر، وسمح ذلك للولايات المتحدة بالوصول إلى ما وراء الحدود، والتحكم في المنتجات المصنوعة خارج البلاد، إذا تم تصميمها أو تصنيعها باستخدام التكنولوجيا الأمريكية“.
من جانبه، قال ”كريستوفر تيمورا“، المحامي التجاري في مؤسسة ”جيسبون دون“ الأمريكية: ”كانت هواوي تجربة، ولم تر الولايات المتحدة تأثيرا كبيرا على هواوي حتى قامت بتطبيق قاعدة المنتج الأجنبي المباشر“.
واستطردت ”فاينانشال تايمز“ قولها: ”استخدام هذه القوة نفسها ضد روسيا على نطاق واسع لبعض العناصر، وبشكل أكثر صرامة ضد قائمة محددة من 49 كيانا عسكريا، يعني أن البلاد الآن سيتم حرمانها فعليا من الوصول إلى أشباه الموصلات المتطورة، وغيرها من واردات التكنولوجيا الحيوية للغاية في التطور العسكري“.
ونقلت عن ”جوليا فرايدلاندر“، المسؤولة السابقة في وزارة الخزانة الأمريكية، قولها: ”روسيا مستعدة تماما لمواجهة هذه الإجراءات، ولكن مع مرور الوقت، فإن ذلك سيؤثر بشكل حاد على القدرات العسكرية الروسية“.
ويأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه ”جيم لويس“، من مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية، ”إن روسيا متأخرة أساسا في تلك التقنيات، وكانت تحاول اللحاق بالركب، إلا أن العقوبات سوف تدفع الروس إلى الخلف“.