تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.. "التجارة العالمية" تحذر العالم من أزمة خبز طاحنة
حذَّرت منظمة التجارة العالمية من ارتفاع أسعار القمح عالميًّا، نتيجة تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا.
وأكدت نجوزي أوكونجو أويالا، المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية، أن الحرب في أوكرانيا سيكون لها "تداعيات كبيرة" على أسعار القمح الذي تعد البلاد مصدرًا رئيسيًّا له، وبالتالي الخبز.
وقالت خلال مؤتمر افتراضي نظمه صندوق النقد الدولي، ومعهد القانون الاقتصادي الدولي: "سيكون هناك تأثير كبير على أسعار القمح، وعلى أسعار الخبز العادي أيضًا".
وأوضحت "أنه جزء من العواقب الاقتصادية"؛ لأن "أوكرانيا واحدة من أكبر الدول المصدِّرة للقمح في العالم"، حسب وكالة فرانس برس.
وقال مسئولون وخمسة مصادر في قطاع الحبوب، الخميس: إن روسيا علَّقت حركة السفن التجارية في بحر آزوف حتى إشعار آخر، لكنها أبقت موانئها بالبحر الأسود مفتوحة أمام الملاحة.
وتشحن روسيا، أكبر مصدِّر للقمح في العالم، حبوبها بالأساس من موانئ البحر الأسود، وقال مصدر في قطاع الحبوب لرويترز مشترطًا عدم نشر هُويته: "جميع السفن متوقفة (في بحر آزوف)".
وتصدِّر روسيا وأوكرانيا 29% من صادرات القمح العالمية و19% من إمدادات الذرة و80% من زيت دوار الشمس، وتورد روسيا قمحًا إلى جميع الأطراف الرئيسية في العالم، وتعد تركيا ومصر هما أكبر المستوردين.
من جانبها أكدت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، التي شاركت أيضًا في هذا النقاش أن التأثير الاقتصادي "سيتجاوز أوكرانيا لثلاثة أسباب".
وأوضحت، أن تداعيات العقوبات التي تفرضها الدول الغربية على روسيا تضاف إليها الآثار الاقتصادية للنزاع "ستؤدي بشكل أساسي إلى ارتفاع أسعار الطاقة فضلًا عن أسعار الحبوب، وذلك سيضاف إلى القلق المتزايد وهو التضخم وكيفية مواجهته".
وأضافت: "ثانيًا هناك تداعيات على آلية عمل النظام المالي كلما كان هناك حالة من عدم اليقين، ودعونا نتذكر أننا دخلنا في أحداث أوكرانيا من موقف عدم اليقين في الاقتصاد العالمي".
وأشارت إلى أن "حالة عدم اليقين هذه لها تأثير على الثقة بالأسواق الناشئة، وغالبًا ما نرى الأموال تتدفق من الأسواق الناشئة في حين أننا بحاجة إلى العكس تمامًا، وأن يكون هناك مزيد من التمويل" إلى هذه الدول.
وذكرت العواقب المتوقعة في البلدان المجاورة "لأن جزءًا من آسيا الوسطى، والقوقاز، ومولدافيا، مترابط اقتصاديًا".
وكانت مديرة صندوق النقد الدولي حذرت، الخميس من "خطر اقتصادي كبير على المنطقة والعالم".
وتستعد أوروبا لما يمكن أن يكون نزوحًا جماعيًّا لأكثر من مليون لاجئ بعد أن شنَّتْ روسيا هجومًا واسع النطاق على أوكرانيا؛ إذ يقول المسئولون: إنَّ أية ضغوط أولية ستتحملها الدول الأعضاء على الحدود الشرقية للاتحاد.
وبدأت روسيا، فجر الخميس الماضي، عملية عسكرية شاملة في الأراضي الأوكرانية بعد 3 أيام من اعترافها باستقلال منطقتي "دونيتسك" و"لوهانسك" شرقي أوكرانيا، رغم تحذيرات دولية من ردود فعل قوية حال الإقدام على هذه الخطوة.
وتلا ذلك، سماع دوي انفجارات في عدة مدن أوكرانية بينها العاصمة كييف قرب خط الجبهة، وعلى امتداد سواحل البلاد ومن ثم دوت صافرات سيارات الإسعاف في أرجاء واسعة بالبلاد.
وفي كلمة متلفزة، أجاز بوتين عملية عسكرية خاصة في دونباس، محذرًا من أنه في حال حدوث تدخل أجنبي فإن روسيا سترد على الفور، مؤكدًا أن تحركات روسيا إنما هي للدفاع عن النفس من التهديدات ومن مشكلات أكبر من الموجودة اليوم.