مناخوليا.. نار الحب أم نار الأسعار
مر علينا عيد الحب هذا العام كما لم يمر من قبل.. عشرة أيام حتى الآن رأينا خلالها العديد من الخناقات الأسرية والمشكلات الاجتماعية والحوادث الغريبة التى وصلت لدرجة ان العريس يطرح العروسة أرضا بعد أن يرفعها ويلقى بها داخل سيارة الزفة وكأنه يلقى بشيكارة دقيق فوق عربة كارو ثم ينهال عليها ضربا بلا رأفة أو رحمة فى مشهد من المناخوليا رغم أنه أصر على تحديد موعد زفافه خلال أيام عيد الحب.. وانا مش عارف حب إيه اللى الباشا جاى يقول عليه!
هذه المناخوليا اللا عاطفية فى أيام عيد الحب امتدت للبيوت حيث الخناقات بين الأزواج التى انتشرت مؤخرا.. ما حدش طايق حد.. والسبب واضح.. نار الأسعار إلتهمت نار الحب.. الناس بتمشى فى الشارع تتكلم مع أنفسها فى مشهد مورستانى مناخولى يدعوا للسخرية السوداء والبيضاء والبمبى اللى مسخسخ على نفسه من الضحك الهستيرى الحزين
من يضبط لنا الأسواق يا سادة.. أين هيئات حماية المستهلك كى تطفئ لنا نار الأسعار فتعود نار الحب للاشتعال من جديد.. حتى الدبدوب الأحمر رمز الحب لم يعد سعره فى متناول المواطن الحبيب.. أسعار البيض بروتين الغلابة تضاعفت فأصبح سعر الكارتونة 55 جنيها بدلا من 35 جنيها.. وكذلك الفول والعدس والبصل طعام المصريين المذكور فى القرآن الكريم.. كل الأسعار تضاعفت خلال شهر واحد والمواطن أصيب بالمناخوليا والتاجر يقهقه فى مشهد مورستانى دون خجل أو رادع ويدلى بمبرراته الجاهزة ويعدد أسباب رفعه للأسعار والتى كان آخرها هو حرب روسيا ضد أوكرانيا
التجار يتابعون الأحداث على الفضائيات لخلق مبرراتهم.. هى دى الثقافة وإلا فلا.. وحماية المستهلك تليفوناتها مشغولة ليل نهار رغم أنها لا تستقبل أى مكالمات اللهم من المحظوظين الذين يضحك لهم الهاتف عندما يسمعون عبارة أهلا بك معك الآن حماية المستهلك أؤمرنا يا فندم.. فيتوه المتصل من الصدمة ويطير من الفرحة وينسى لماذا كان يجرى هذا الإتصال لمدة يومين حتى تم الرد عليه ثم يعود للمناخوليا التى انتشرت عدواها بيننا دون سابق إنذار لنكتوى بنار الأسعار وتصبح نار الحب بردا وسلاما علينا وكأنها باتت شيئا من العدم!