العشوائية تحكم سوق العمل الطبي.. وتهافت على الطبيب المصري بعد جائحة كورونا
تزايدت خلال الفترة الأخيرة معدلات سفر الأطباء للخارج للعمل رغبة من الأطباء في تحسين أوضاعهم المالية والاجتماعية فضلا عن وجود عدد من التحديات التي تواجه عمل الأطباء في مصر منها تكرار حالات الاعتداء عليهم في المستشفيات وعدم تطبيق قانون المسئولية الطبية حتي الان ونتيجة لذلك يتم اتهام الأطباء بارتكاب أخطاء طبية دون أدلة.
الظروف والصعوبات التي يعمل فيها الأطباء البشريين في مصر كشفت عنها نقابة الأطباء وأسباب رغبة الشباب في السفر للخارج وجهود نقابة الأطباء في مواجهة تلك الظاهرة والعمل علي حل مشاكل الاطباء لتوفير مناخ جيد للعمل.
من جانبها، قالت الدكتورة رانيا العيسوي وكيل نقابة الأطباء إن قرار الهجرة والسفر للخارج قرار صعب علي أي إنسان، مشيرة إلى أن ازدياد هجرة الاطباء للخارج خاصة في الآونة الأخيرة هو أمر أصبح اضطراريا لان معظم الأطباء الشباب لا يستطيعون أن يفوا بالتزاماتهم المادية تجاه أسرهم وأبنائهم في ظل غلاء المعيشة
وأضافت أن الطبيب هو بالأصل إنسان طموح يحتاج لتحقيق مكانة مجتمعية ملائمة والأهم من ذلك يقدر العلم ولا يتهاون في مستوي تعليم أبنائه وذلك دون الإخلال بمثله ومبادئه في سبيل تحقيق ذلك.
وتابعت حديثها بأن الطبيب انسان يريد أن يضع كل مجهوده وفكره في عمله في إطار نظام وخطة واضحة ولا يقدر أن يعيش اليوم بيومه أو أن يكون مهدد دائما بعدم الوفاء بالتزام له أو واجب عليه وذلك للاسف أصبح مستحيلا في ظل الأجور المتدنية التي يحصل عليها معظم الأطباء
وأشارت إلى أن تكاليف فتح عيادة خاصة ومصروفات إدارتها وصيانتها والتعامل الضريبي المجحف أحيانا لا يقدر عليه الكثير منهم الآن موضحة ان الحل الآخر بالعمل في كثير من الأماكن مقابل حفنة من الجنيهات هنا وهناك لا يقدر عليه الجميع.
الخدمة الصحية
وقالت وكيل نقابة الأطباء ل"فيتو" أن نقابة الأطباء تتفهم الدوافع وطالما طالبت بخطة واضحة لتغيير هذا الواقع والوصول الي حلول جذرية قبل تفاقم اعداد الهجرة وقبل تدني الخدمة الصحية بسبب عدم رضاء مقدميها إزاء المشاكل الحياتية اليومية.
و طالبت النقابة بالسعي الي تحسين احوال الأطباء في أمور لا تتعلق حتي بالمرتبات ولا تحتاج الي ميزانيات مثل حماية الاطباء من التعرض للهجوم في المستشفيات ومنع حبس الاطباء بسبب أخطاء مهنية غير مقصودة بدون إهمال متعمد ورفع الأعباء الملقاه علي عاتقهم من خلال التنظيم الإداري للعمل بالمستشفيات وتحديد المسئوليات ومنع التناول الإعلامي لقضايا المرضي التي لم يتم النظر فيها بالاتهامات المرسلة والتجريح وهكذا مؤكدة أن الاتهامات المرسلة الشغل الشاغل للنقابة ليس فقط دفاعا عن الأطباء ولكن لسمعة المهنة ككل في بلدنا مصر.
العمل الطبي
وأكدت الدكتورة رانيا العيسوي أن سوق العمل الطبي في مصر عشوائي ويفتقر الي وجود رؤية واضحة لإدارة المنظومة الصحية متمنية أن ينجح التامين الصحي الجديد في ضبطها.
وتابعت حديثها بأن لها الكثير من التحفظات علي قدر المعلومات المتاحة في مقابل أسواق أخري كثيرة جاذبة تتهافت علي الطبيب المصري بالتحديد وقد زاد الطلب كثيرا وقلت العراقيل بسبب جائحة كورونا في الآونة الأخيرة بالتحديد.
هجرة الأطباء
وأوضحت أن هجرة الأطباء سوف تؤثر بالسلب علي الخدمة الصحية في مصر قائلة:" سنظل نحرث في البحر نعلم وندرب للغير الذي سيختار الأفضل والأكثر تدريبا ومهارة في الأغلب"