المصريون في أوكرانيا.. ما بين نار الحرب والعودة إلى الوطن
استيقظ الشعب الأوكراني، فجر اليوم على صوت انفجارات ضخمة هزت بعض المدن بالقرب من العاصمة الأوكرانية كييف، عقب إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شن روسيا حربا على أوكرانيا، ومس الرعب قلوب الجميع، وبدأ التدافع في الشوارع والمحال التجارية خشية أن تبدأ الحرب وتشح السلع الغذائية.
وقبل أيام كانت الحياة في أوكرانيا تسير بدفع الروتين، هدوء واستقرار وأمان، كل ذلك ذهب هباء مع أول مدفعية وجدت طريقها شرق البلاد أودت بحياة العشرات ومخلفة وراءها عشرات المصابين، من بين كل ذلك كانت الجالية المصرية في أوكرانيا تحاول جمع شتات نفسها، وتضع سيناريوهات مختلفة لحماية أبناء الشعب المصري في أوكرانيا.
ويتواجد في مدن أوكرانيا المختلفة قرابة الـ ٥ آلاف مصري، ما بين طلاب ورجال أعمال وأطباء ومهندسين، البعض منهم حاول أن يدبر أمره بالحصول على مقعد في احدى الطائرات العائدة إلى مصر، ونجح البعض في ذلك والآخر وجد نفسه وسط الحرب.
ويقول عاصم أبو الدهب، المتحدث باسم الجالية المصرية في أوكرانيا: "قبل الحرب الحياة كانت مستقرة للجميع، سواء أبناء الوطن الذي نعيش فيه أو نحن المصريين، ويتواجد قرابة الـ٥ آلاف مصري في أوكرانيا، أغلبهم من الطلبة الجامعيين سواء في كليات الطب أو الهندسة، بجانب عدد من العائلات التي استقرت في أوكرانيا منذ عقود".
وفجر اليوم بدأت أصوات الانفجارات تطرق مسامع الجميع، والدخان المتصاعد من بعض المدن زاد من رعب المواطنين، وفي ذلك الوقت كانت الجالية المصرية تعمل على قدم وساق من أجل وضع عدة سيناريوهات من أجل حماية أبناء الجالية.
ويقول أبو الدهب: "بالفعل بدأت الجالية المصرية في تنظيم خطواتها، وعمدنا إلى تنفيذ جوجل فورم لحصر أعداد الطلبة تحديدا، خاصة أن العائلات المستقرة هنا منذ سنوات تعرف كيف تؤمن نفسها، ولدينا عدد من الطلبة يقضون عامهم الأول ولم يتعلموا اللغة بشكل كامل".
ومنذ الصباح يتلقى أفراد الجالية اتصالات من عائلات مصرية يعيش أبنائهم في أوكرانيا، للاطمئنان عليهم.
وأضاف أبو الدهب: "الرعب تملك الجميع، حتى الأن أطمئن الجميع لا يوجد أية إصابات لدى المصريين، ونتمنى ألا يحدث ذلك، الجميع التزم بالذهاب إلى الملاجئ التي أعدتها الحكومة سابقا من أجل ضمان سلامة الجميع".
وتتواصل الجالية المصرية مع وزارة الهجرة ويتم تحديث البيانات أول بأول، ومن المقرر أن تبحث الوزارة مع الجاليات سبل عودة الجميع سالما إلي أرض وطنهم الأول، خاصة أن هناك طرق برية تصل بهم إلى دول أخرى ومن خلالها يستطيعون العودة إلى بلدهم وانتظار الأمر حتى يهدأ.