“بعد هجمات روسيا.. التاريخ يعيد نفسه”.. تخوفات من سيناريو الإنفلونزا الإسبانية.. ومعسكرات الجنود في الحرب العالمية الأولى بداية انتشار الوباء
١٠٤ أعوام هو عمر جائحة الإنفلونزا الإسبانية كما عرفها العالم، «التاريخ لا يعيد نفسه» هكذا قال المؤرخون، ولكن ربما تتشابه الأحداث وإن اختلفت المعطيات.
الهجمات الروسية على أوكرانيا اليوم وتخوفات من نشوب حرب في أوروبا، في ظل معاناة العالم من جائحة كورونا، والتي اقترب ضحاياها من ٦ ملايين شخص على مستوى العالم، أعادت إلى الأذهان كارثة وباء الأنفلونزا الإسبانية الذي تفشى داخل معسكرات الجنود في الحرب العالمية الأولى ١٩١٨، الذي أصيب به نصف سكان العالم، وراح ضحيته ما يزيد عن ٢٥ مليون شخص خلال ستة أشهر فقط، وفقًا لتقديرات المتخصصين.
الأنفلونزا الإسبانية
في شتاء ١٩١٨، حيث لم تضع فيه الحرب العالمية الأولى أوزارها، وتفشى وباء كان أكثر فتكًا بالجنود من الحرب، وأرجع الخبراء مصدره إلى ولاية كنساس الأمريكية وشرق آسيا، إلا أن ألمانيا والنمسا وفرنسا والمملكة المتحدة وأمريكا، اخفت التقارير حول انتشار المرض لديها، خوفًا من زعزعة الروح المعنوية داخل المعسكرات.
سيناريو الحرب العالمية
كان السبب في تسمية الوباء بالانفلونزا الإسبانية، أن إسبانيا المحايدة أعلنت تفشي الوباء على عكس باقي أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، ولم تشعر بحاجة لإخفاء تقاريرها حول الوباء، ما خلق انطباعا خاطئًا بأنها مسئولة عن انتشار المرض وهو ماصححه الخبراء فيما بعد.
معسكرات الجنود
وأرجع العلماء الأسباب الرئيسية لارتفاع معدلات حالات الوفاة، إلى ازدحام المعسكرات والبيئات الحضرية، بالإضافة إلى سوء التغذية والنظافة الشخصية أثناء الحرب.
اللافت للنظر أن العلماء توقعوا، تكرار نفس المأساة كل بضعة عقود، من خلال أوبئة فتاكة تضرب العالم مثل سلالة فيروس الأنفلونزا، وهو ما يعيشه العالم الآن.
وإعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، توجيه هجمات عسكرية ضد أوكرانيا استهدفت العاصمة كييف، بحجة الدفاع عن استقلال جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك المواليتين لموسكو، وسط تهديدات أمريكية أوروبية من عواقب التدخل، يجعل العالم في خطر داهم ليس فقط من ويلات الحرب، ولكن أيضًا من استوحاش فيروس كورونا، وفتكه بالبشرية.