تاريخ البشرية يتغير.. ماذا يفعل بوتين بالضبط؟!
منذ أكثر من ثلاثين عاما والولايات المتحدة تنفرد بالعالم ومصائر شعوبه.. وبعيدا عن الأمم المتحدة ذهبت تتدخل في كل مشكلات الأرض، مرات بحلف الناتو ومرات بتحالفات إقليمية ومرات بالتدخل المباشر.. عسكريا كان أو اقتصاديا وسياسيا وراحت أمريكا تحكم الكون كله في ظل ضعف وتراجع للوريث الشرعي للاتحاد السوفيتي السابق روسيا!
رحل الرئيس "يلسين" عن روسيا وعن المشهد كله، وتولي بوتين مسئولية الإمبراطورية السابقة وسريعا رتب البيت الروسي من الداخل ثم أحيا بعض تحالفات روسيا القديمة، والتزم تجاه حلفاء سابقين بما التزم به الاتحاد السوفيتي.. ثم ذهب بالتصنيع العسكري الروسي إلي أفق لم يكن متوقعا ، حتى تفوق في مساحات عديدة منه علي السلاح الأمريكي، ثم تفوقت روسيا في كل سمعة أسلحة الدفاع الجوي تحديدا، وزادت مبيعات روسيا من السلاح وساهمت مع عائد النفط والغاز في دور روسي متصاعد تزامن مع القوة العسكرية الرهيبة المتنامية..
قوة روسيا
ومن هنا بدأت تطلعات ومؤهلات الانتقال من قوة كبري إلى قوة عظمى ، فأعادت في ٢٠١٤ جزيرة القرم كأرض روسية منحت لـ أوكرانيا في تقسيم داخلي أثناء وجودهم معا كدول الاتحاد السوفيتي، وكانت أول صيحة تعلن عن معادلات دولية جديدة تلتها في العام ٢٠١٥ بالتدخل في سوريا ثم ليبيا بشكل أو بآخر ثم فنزويلا مع التعاون مع الصين وغيرها، ثم العودة إلي ممارسة النفوذ علي دول الاتحاد السوفيتي القديم لاعتبارات الأمن القومي بعد شروع أوكرانيا في الانضمام لحلف الناتو بما يعني أسلحة نووية معادية علي الحدود مع قوات أمريكية مع أجهزة تنصت متطورة وكذلك معدات تشويش متطورة أيضا !
كان تحريك بوتين لقواته إلي الحدود مع أوكرانيا كحجر كبير في المياه الدولية، لم تزل دوائر الماء الناتجة عنه حتي الآن وضعت أوروبا والغرب كله في مأزق، ووضعت أوكرانيا في ورطة كبيرة إلي حد الثمن الغالي المدفوع اليوم!
الآن.. ليس التحدي في الحملة العسكرية إنما في الصمود أمام العقوبات الاقتصادية إذ أن ذلك يعني الذهاب إلي نظام اقتصادي جديد لا تهيمن عليه الولايات المتحدة ولا عملتها عليه بالتعاون مع الصين.. والصين مستفيدة مما يجري فعينها هي أيضا علي استعادة تايوان وهونج كونج، وأغلب دول العالم تتطلع إلي إنهاء الهيمنة الأمريكية التي تفرض رؤيتها علي العالم منذ حرب فيتنام، والعدوان علي العراق ثم العدوان علي سوريا وليبيا وقبلهم الصومال وصربيا وغيرها وغيرها فضلا عن حماية المعتدي في فلسطين المحتلة !
اليوم لا نقف علي أعتاب نظام جديد.. بل نحن فيه بالفعل ليتغير تاريخ البشرية كله من اليوم !