مكتبة الإسكندرية تحتفي بمئوية المدرسة المصرية للخط العربي
تحتفل مكتبة الإسكندرية بمئوية المدرسة المصرية للخط العربي، والذي يقام تحت رعاية الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية، حفل توقيع كتاب خضير البورسعيدي الذي أصدره مركز دراسات الخطوط بمكتبة الإسكندرية، وذلك يوم الخميس في تمام الساعة الخامسة مساءً ببيت السناري الأثري بحي السيدة زينب بالقاهرة.
ويعد الكتاب واحدًا من المؤلفات البحثية الهامة التي صدرت ضمن سلسلة "دراسات في الخط العربي المعاصر" بعد إصدار كتاب عميد الخط العربي سيد إبراهيم، وكتاب ديوان الخط العربي في مصر. جاء كتاب البورسعيدي ليعيد تقديم الخط العربي إلى القارئ والمثقف العربي، ليس بوصفه فنًا عربيًا له أبعاده وجذوره الفنية المختلفة فقط، بل على أنه مساحة فنية وإبداعية لها حيويتها وتحمل إمكانيات التطور والإبداع.
ويشير الدكتور مصطفى الفقي في تقديمه للكتاب إلى دور مصر في توثيق مسيرة أعلام الخط العربي في مصر، وإلى دور مكتبة الإسكندرية كمنارة علمية رائدة، وحافظة لتراث وفنون الأمة المصرية.
ويشكل هذا الكتاب تمهيدًا لدراسات موسعة عن المدرسة المصرية للخط العربي وروادها وأهم فنانيها، وتم إنجاز هذا الكتاب في 4 سنوات كاملة بين توثيق للأعمال الفنية، وفهرستها، وكتابة السيرة الذاتية لفنان الخط العربي خضير البورسعيدي، وتوثيق شهادته على رواد المدرسة وأهم أساتذتها، كذلك يحتوى الكتاب على مجموعة كبيرة من الدراسات التمهيدية والتحليلية، وبلغ عدد صفحات الكتاب ما يقارب 340 صفحة والذي يعتبر كموسوعة متكاملة عن الخط العربي في عصره الحديث.
و يُعرض في الاحتفالية فيلم وثائقي من إنتاج استوديو مكتبة الإسكندرية، يُلقى الضوء على مسيرة الفنان الكبير خضير البورسعيدي، الذي يعتبر واحدًا من أهم رواد المدرسة المصرية في الخط العربي في عصرها الحديث؛ تلك المدرسة التي تم تأسيسها عام 1922م، في عصر الملك فؤاد. يتناول الفيلم التسجيلي حياة الفنان خضير البورسعيدي، بداية من نشأته بمدينة بورسعيد الباسلة الذي تلقب باسمها، وكفاحه وعمله بالمقاومة الشعبية وقت العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م، حتى وقت حضوره إلى مدينة القاهرة، وعمله بالتلفزيون المصري.
ويعد هذا الفيلم التسجيلي الأول من نوعه الذي يناقش فكرة سيرة ذاتية لأحد فناني الخط العربي المصريين، والذي تم تصويره في أماكنه الأصلية سواء متحف الأستاذ خضير أو شارع المعز، كما أن مدة الفيلم تقارب 30 دقيقة وهي بمثابة وثيقة على ريادة هذا الرجل، كذلك تم الاستعانة بأكبر خبراء الخطوط العربية لتسجيل كلامتهم وشهادتهم عن هذا الفنان المميز.
ويصاحب الاحتفالية معرض للوحات الخط العربي التي تم إهدائها لمكتبة الإسكندرية من خضير البورسعيدي، وبلغت أكثر من 30 لوحة تنوعت بالخط الثلث والديواني والفارسي، وزخارف مذهبة أصلية، وأشرف على تنظيم المعرض إدارة المعارض بمكتبة الإسكندرية.
وتنضم تلك المجموعة من اللوحات إلى مجموعة لوحات الخط العربي الأصلية التي تقتنيها المكتبة.
يبدأ الحفل في تمام الساعة الخامسة مساءً ببيت السناري بالسيدة زينب بالقاهرة بكلمة افتتاحية من الدكتور مصطفى الفقي مدير المكتبة وبحضور كوكبة من أساتذة التصميم والزخارف بالجامعات والمعاهد المصرية، وأعضاء الجمعية المصرية للخط العربي، ونقابة خطاطي مصر، وقومسير ملتقى القاهرة للخط العربي، ورئيس صندوق التنمية الثقافية؛ المشرف على مدرسة خضير البورسعيدي للخط العربي، ولفيف من قيادات وزارة الثقافة المصرية، بجانب العاملين بمركز دراسات الخطوط، وإدارة الأستوديو، وإدارة النشر وإدارة المعارض والمقتنيات الفنية بمكتبة الإسكندرية.