بعد مرور 99 سنة على عرضه.. لماذا أسند مخرج "ريا وسكينة" البطولة لممثلتين مبتدئتين
قصة حقيقية تعود حكايتها إلى عام 1920، حيث تقوم امرأتان بحى اللبان بالإسكندرية باستدراج النساء وقتلهن لسرقة مصوغاتهن ويعاونهما في ذلك زوجاهما عبد العال وحسب الله، حيث يتنكر الضابط أحمد في زي أحد رجال البحر وشخصية دحروج ويتتبع محل الصاغة الذي يصرف المصوغات المسروقة ويصل إلى بيت ريا وسكينة في لحظة وصول ضحية جديدة ويتم القبض على العصابة.
فعن تحقيق صحفي لحادث من أشهر حوادث أوائل القرن العشرين كتبه الصحفي لطفي عثمان أخذ الأديب نجيب محفوظ والمخرج صلاح أبو سيف فكرته ليكتبا سيناريو فيلم "ريا وسكينة" وكتب له الحوار السيد بدير وصمم الديكور المهندس ولي الدين سامح وأخرجه مخرج الواقعية صلاح أبو سيف الذي كان أول من قدم هذه الحادثة في السينما قلده بعده الكثير من المؤلفين والمخرجين بأسماء مختلفة، الفيلم من إنتاج شركة أفلام الهلال..
عرض فيلم ريا وسكينة في مثل هذا اليوم 23 فبراير عام 1953 بدار سينما ميامي وفيمينيا بالقاهرة، وقام بالتمثيل فيه كوكبة كبيرة من نجوم الصف الأول: أنور وجدي، فريد شوقي، شكري سرحان، سميرة أحمد، نجمة إبراهيم، زوزو حمدي الحكيم، ملك الجمل، رياض القصبي، برلنتي عبد الحميد، عبد العليم خطاب، شفيق جلال والراقصة زينات علوى.
عن فيلم ريا وسكينة تتحدث الفنانة زوزو حمدي الحكيم التى قامت بدور سكينة فى الفيلم، وقالت: قام المخرج صلاح أبو سيف بمخاطرة كبيرة عندما أسند لي البطولة في فيلم ريا وسكينة ومعي نجمة إبراهيم تشاركني البطولة، وذلك لأننا كنا وقتها لسنا من النجمات المحبوبات الجميلات وكنا فى بداياتنا، لكنه بذكائه اعتمد على عناصر أخرى لنجاح الفيلم، وهي توافر الميزة الأساسية لكل الأفلام وقتها وهي جودة الصنع، فكل شيء جيد ومخدوم، وكل ممثل في مكانه المناسب، بل ويمكن أن يصدق المشاهد كل ما يحدث أمامه كما لو كان حقيقة.
رد فعل الفيلم
ومن علامات جودة الفيلم وتأثيره قالت زوزو: المحيط بالتصوير والمؤثرات الصوتية والجو العام للاستوديو يجعلك تخاف من الفيلم بل وتترعب، والدليل على ذلك نجاح الفيلم بالرغم من أن الفيلم يدور في زمن مختلف تماما عن الزمن الحالي وقد كان فيلم ريا وسكينة نعمة على لأنه جعلني على درجة كبيرة من الشهرة ووضعني أنا ونجمة إبراهيم على طريق الشهرة تماما مثل فاتن حمامة ومريم فخر الدين وماجدة وقتها.
ويقول المخرج صلاح أبو سيف عن ريا وسكينة: مررنا بأزمات كثيرة أثناء تصوير الفيلم منها نوة الشتاء التي أزالت جميع مناطق التصوير التي خططنا لها، إلا أنني استطعت التغلب على ذلك بالمونتاج، فقد كنت قد التقطنا لقطات مصورة مسبقة استعنا بها في لقطات أشاد بها النقاد الألمان والإنجليز أثناء عرض الفيلم فى مهرجان برلين عام 1953، أيضا استطاع المصور وحيد فريد وضع الكاميرا فى قصعة الأسمنت المعلقة بالسقف والتى كان اهتزازها يعكس المزيد من التوتر مع أصوات موسيقى الزار الصاخبة للتغطية على أصوات الضحايا وصراخهم.
أغانى الفيلم
كما تضمن الفيلم مجموعة من الأغنيات كتبها بيرم التونسي ومصطفى عبد الرحمن والألحان من أحمد صدقي وحسين جنيد وهى نفس الأغنيات التى تكررت فى أفلام أخرى قدمت عن حادثة ريا وسكينة فيما بعد.