الصحف الأجنبية: الجيش المصري ينتظر موافقة إسرائيلية للقيام بعملية عسكرية بسيناء.. الببلاوي يواجه العديد من الصعوبات لتشكيل حكومته.. مستشار الكونجرس يستبعد قطع المعونة الأمريكية عن مصر
تنوعت اهتمامات الصحف الأجنبية الصادرة صباح اليوم الخميس حول مختلف ملفات الشرق الأوسط التي كان من أبرزها تطور الأحداث في مصر، والكشف عن قاعدة صواريخ سعودية تستهدف إيران وإسرائيل.
وذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن الجيش المصري ينتظر موافقة حكومة الاحتلال الإسرائيلي للقيام بعملية عسكرية واسعة في سيناء ضد التنظيمات المسلحة التي كثفت من نشاطها العسكري ضد الجيش مؤخرًا.
وبحسب الصحيفة، فإن الطلب المصري للعمل في سيناء عسكريًا يخالف اتفاقية كامب ديفيد الموقعة بين مصر و"إسرائيل"، وفي حال وافقت "إسرائيل" على طلب الجيش المصري فإن عدة آلاف من الجنود سيشاركون في العملية التي وصفت بالواسعة، والتي سيستخدم فيها الجيش معدات عسكرية ثقيلة تمنعه اتفاقية كامب ديفيد من إدخالها إلى سيناء.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في أعقاب النشاط المتزايد لتنظيم "القاعدة" وتنظيمات إسلامية أخرى في سيناء مؤخرًا والتي تمثلت بمهاجمة مواقع للجيش المصري، ووجود العديد من المعلومات التي تفيد بنية هذه التنظيمات الاستمرار في تنفيذ عمليات وتوسيعها، فإن الجيش المصري يريد تنفيذ عملية عسكرية واسعة للقضاء على هذه التنظيمات.
ورأت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، أن مستقبل مصر معلق بخيط رفيع، وأن الوضع الحالي لا يبشر بخير في ظل التوترات بعد مقتل 50 شخصًا أمام دار الحرس الجمهوري.
وأوضحت أنه من الصعب تشكيل حكومة جديدة في ظل الأجواء المتوترة في مصر، لافتة إلى أن حازم الببلاوي، رئيس وزراء مصر الجديد سيواجه صعوبات كبيرة لتشكيل حكومته، في ظل تصاعد الأحداث بعد أن أعلن النائب العام التحقيق مع رموز قيادات الإخوان البارزين، بعد قتل 50 شخصًا من أنصارهم، ما يشير إلى عدم تعزيز الديمقراطية وإضعافها.
وأشارت الصحيفة إلى أن مصر على شفا جرف الحرب الأهلية والانزلاق بها، ولكن هناك بادرة أمل لمستقبلها ويجب عليها العمل على تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة معتمدة على الوحدة الوطنية.
وأضافت أن مصر ليست كغيرها من الدول، فلديها أبناء ذوو حس وطني عالٍ بالانتماء لها، وأن ثورات الربيع العربي شهدت بذلك لأبنائها الذين استطاعوا تطوير الإحساس بالحرية والديمقراطية، إلا أنه إحساس مليء بالضغوط والشوائب قد يؤدي إلى نشر الخير أو الشر.
من جانبها كشفت صحيفة تليجراف البريطانية عن استهداف السعودية كلا من إيران وإسرائيل بصواريخ باليستية، تم الكشف عنها خلال مشروع أجرته شركة "IHS jane " خلال تقييمها لقدرات السعودية العسكرية.
وأوضحت الصحيفة أن "IHS jane" ؛هي مؤسسة خاصة بالأبحاث العسكرية، ورصدت في تحليلها الاستخباراتي أن الأقمار الصناعية التقطت صورًا لقاعدة صواريخ أرض – أرض، في الصحراء السعودية يمكنها أن تستهدف إيران وإسرائيل.
وأشارت إلى وجود منصتي إطلاق إحداهما إلى الشمال الغربي نحو تل أبيب والأخرى نحو الشمال الشرقي تجاه إيران، وهذه الصواريخ جزء من الترسانة العسكرية السعودية ومحملة بصواريخ يصل مداها بين 2400 إلى 4000 كيلومتر وهي صناعة صينية ولا يمكن أن تعمل عن بعد ويجب أن توجه نحو الهدف، وتقع تلك منطقة على بعد 201 كيلو متر من الرياض.
ورأت الصحيفة أن بناء القاعدة منذ خمس سنوات يعكس التفكير الإستراتيجي للسعودية في الوقت الذي تتزايد فيه حدة التوتر في منطقة الخليج.
واهتمت صحيفة جارديان البريطانية بتطور الأحداث في سوريا وإقامة جبهة النصرة التي أعلنت ولاءها لتنظيم القاعدة، نظامًا خاصًا على منطقة الشدادي التي توجد في شرق سوريا، لتحكم قبضتها على المنطقة وتسيطر على موارد الوقود والمياه والغذاء.
وقالت الصحيفة إن عناصر جبهة النصرة يسيطرون على جميع مناحي الحياة لدرجة أنهم لو قدر لهم أن يسيطروا على الهواء سيسيطرون عليه لو أتيح لهم ذلك.
ورأت الصحيفة أن ما يحدث في شرق سوريا يختلف تمامًا عما تعودنا عليه من المقاتلين الإسلاميين لإقرارهم نظاما صارما بتوزيع حصص الغذاء وسيطرتهم على الأمن في المنطقة، فيما يعد نواة لقيام خلافة إسلامية سورية، وخاصة أنهم شكلوا لجنة من القضاة من سكان المدينة للحكم بالشريعة.
وأشارت الصحيفة إلى أن قادة النصرة يفتخرون بتنظيمهم لتوصيل المياه والكهرباء والخبز لسكان المنطقة وتوفير الرعاية الصحية المجانية لهم، والأمن مستتب في المنطقة التي تتمتع بحقول القمح والنفط والغاز.
وفي الصحف العبرة، ذكر تقرير للإذاعة العامة الإسرائيلية أن مستشار الكونجرس الأمريكي لشئون الإرهاب "وليد فارس" استبعد أن تتخذ الإدارة الأمريكية قرارًا بقطع مساعداتها لـ"مصر".
وقال فارس إن القضية أكبر بكثير من قدرة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، معتبرًا أن لها علاقة باتفاق السلام المصري الإسرائيلي وبقناة السويس وبالأمن القومي.
وأضاف فارس أن كل ما يريده أوباما هو أن تعود الآلية السياسية والديموقرطية والانتخابات إلى مصر، كي لا يضغط عليه.
وكانت الإدارة الأمريكية أعلنت أن الولايات المتحدة تنوي تسليم مصر قريبا 4 طائرات مقاتلة من طراز 16F وأن هذه الخطوة لن تتأثر بالإطاحة بالرئيس محمد مرسي، وصرح المتحدث الرسمي للبيت الأبيض أن الولايات المتحدة تحتاج إلى المزيد من الوقت لتحديد ما إذا كانت الإطاحة بمرسي بمثابة انقلاب، الأمر الذي سيؤدي إلى قطع مساعداتها عن مصر بموجب القانون الأمريكي.
وكانت الولايات المتحدة قد تعاقدت مع مصر قبل 3 سنوات على تزويدها بعشرين مقاتلة من طراز 16F، وتم تسليم 8 من هذه الطائرات في بداية هذا العام، وستسلّم 4 طائرات أخرى في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، بينما ستسلم الطائرات الثمانية المتبقية نهاية العام الجاري.
ومن ناحية أخري تحدث النائبان بالكنيست الإسرائيلي "عمرام ميتسانع" وبنيامين بن اليعازر في حديث مع الإذاعة العامة الإسرائيلية على ضرورة تخفيض نفقات الجيش الإسرائيلي خاصة مع توتر الأوضاع الداخلية لمعظم الدول المجاورة لهم مثل مصر وسوريا وانخفاض قوتهم العسكرية على حد وصفهم.
وقال النائب بالكنيست الإسرائيلي "عمرام ميتسناع" إن التطورات في سوريا ومصر وتراجع قوتهما العسكرية توفر فرصة لتغيير سلم الأولويات في ميزانية الجيش الإسرائيلي، ولكنه أعرب عن اعتقاده بأن التغييرات المخطط لها في ميزانية الجيش تتم بمعزل عن الإمكانيات المالية ولذلك سيكون من الصعب تطبيقها.
أما وزير الدفاع الأسبق والنائب بالكنيست عن حزب العمل" بنيامين بن اليعازر رأى أنه يجب أن يكون الجيش الإسرائيلي على أتم الاستعداد في هذه الفترة بالذات التي تتميز بعدم اليقين، مشيرًا إلى أن ذلك لا يمنع ضرورة تقليص نفقات الجيش.