رئيس التحرير
عصام كامل

الكيف الرخيص.. خطورتها فى صعوبة الكشف عنها معمليا.. و17% نسبة انتشارها بين المدمنين

أرشيفية
أرشيفية

تحدث الدكتور عبد الرحمن حماد استشارى الطب النفسى وعلاج الإدمان ومدير وحدة الإدمان بمستشفى العباسية للصحة النفسية عن ظاهرة إدمان المخدرات الحديثة وأسبابها ومدى خطورتها على الصحة العامة وخطورتها على المجتمع، حيث تعتبر سببا رئيسيا لارتكاب الجرائم فى المجتمع المصرى.

 وأيضا أوضح أنواع تلك المخدرات، وكيف تسبب تدمير صحة المتعاطين لها، موضحًا في تصريحات لـ"فيتو" أن مخاطر المخدرات الحديثة المنتشرة حاليا مثل الشادو والآيس والترامادول لا تقل عن مثيلاتها من المخدرات التقليدية.
وأوضح أن المخدرات تنقسم إلى مخدرات طبيعية مثل حشيش وهروين وأفيون أو مخدرات مصنعة مثل الآيس وهى أخطرهم، ويتم اكتشاف مواد مصنعة باستمرار وصلت لأكثر من ٨٠٠ مادة مصنعة حسب تقرير المخدرات العالمي ٢٠٢١ محذرا من خطورتها لصعوبة الكشف عنه.

أنواع المخدرات

وأضاف أن المخدرات المصنعة تنقسم إلى ٣ أنواع، وهى أولا المواد المنشطة مثل "الميث والإكتساسى والكبتاجون"، وثانيا قنبيات مصنعة مثل الإسبايسى وk2 والبودر والإستروكس والفودو والشادو، وثالث الأنواع هى الأفيونات المصنعة مثل الفنتانيل ومشتقاته والأوكسى كودون والترامادول، منوهًا إلى أن السبب الرئيسى فى انتشار الجرائم هو وجود تزايد فى حالات الجرعة الزائدة من المخدرات المصنعة مثل الإستروكس والفودو فى مصر.
وأضاف أن مصنعى تلك الأنواع من المخدرات يغيرون من المواد الكيميائية الداخلة فى تصنيعها لتفادى القوانين والهروب من الرقابة عليهم وعدم القدرة على الكشف عليها بأجهزة اكتشاف المخدرات التقليدية، مردفًا: أنه منذ بداية الإعلان عن تلك الأنواع من المخدرات كان يتم الترويج لها على أنها بديل آمن وقانونى إلا أنها لها أضرار خطيرة وتهدد حياة الحاصلين عليها.

التأثير

وكشف عن وجود ٣ أنواع لتأثيرات تلك المخدرات منها تأثير مهبط ما يسببه الهيروين والترامادول والأفيون والتأثير المنشط ما يسببه الآيس والتأثير المهلوس، موضحا أنه كان قديما سائد التأثير المهبط، بينما الثقافة الجديدة هى المواد المنشطة وتظهر فى عدة أعراض منها نشاط زائد ورغبة فى الجنس شديدة وإحساس العظمة والبارانويا والحركة الزائدة والعنف والهياج.
وتابع استشارى علاج الإدمان: الشابو أو الآيس هو فى الأساس مخدر "الميثامفيتامين" ويصنع من المواد الفعالة المستخدمة فى تصنيع أدوية البرد، وأدوية علاج اضطراب النوم والمنبهات، وتلك المخدرات تعرف بأنها مخدرات الشوارع، لسهولة تصنيعها وأيضا انخفاض ثمنها، مضيفا أن أكثر الدول المصنعة لتلك المواد منها المكسيك ونيجيريا وأفغانستان.
وكشف عن تأثير تناول تلك الأنواع على الإنسان حيث تسبب زيادة إفراز مادة الدوبامين فى المخ وتسبب زيادة النشاط وإدمانه من أقل جرعة يحصل عليها المدمن ويوجد تأثيرات صحية منها زيادة معدل التنفس وضربات القلب وحرارة الجسم وارتفاع ضغط الدم وتآكل الأسنان إذا تناوله المتعاطى عن طريق الحقن يمكن أن يصاب بالإيدز والفيروسات الكبدية سى وبى والأمراض المعدية أو الشلل الرعاش عند التعاطى لفترة طويلة.
وأشار إلى أن التأثير النفسى يشمل عدم القدرة على اتخاذ القرار وعدم التركيز والتذكر ويكون المدمن لديه سلوك عدوانى وعنيف وهمجى وتسبب فى ارتكاب أي جريمة سواء قتل أو سرقة أو اغتصاب وأيضا عنف منزلى على أفراد أسرته، مؤكدًا أن تلقى جرعة زائدة من المخدرات المصنعة قد يسبب جلطات فى المخ أو أزمة قلبية ويمكن أن تسبب التسمم.

أسعار المخدرات

وكشف عن أسعار بعض المواد المخدرة المصنعة منها الآيس التي وصلت إلى ٨٠٠ جنيه فى مصر، بينما المواد الأخرى مثل الشادو والإستروكس وهى تشبه الحشيش وتسمى قنبيات مصنعة أسعارها رخيصة، مما يجعل انتشارها أسهل.
وكشف استشارى الطب النفسى أنه توجد صعوبة فى ظهور المخدرات الحديثة فى التحاليل ما عدا مادة الشابو هى التى تظهر فى التحاليل بينما المواد الأخرى من قنبيات مصنعة لا تظهر مما يعتبر تحديا للقانون، لافتا إلى أنه فى بداية إصدار قانون منع تعاطى المخدرات كان يتم البحث عن ١٢ مادة، منها الحشيش والهروين والكحول، لذا يمكن للمتعاطى للذى لا يرغب فى الكشف عنه تناولها أو تعاطى مواد ينتهى تأثيرها فى وقت قصير مثل الكحول.
أضاف أنه يمكن اكتشاف المدمن من خلال الأعراض التى تظهر عليه فى سلوكيات أو استخدام تقنيات حديثة تظهر بعض المواد مثل الكيتامين، وهو أخطر المواد المخدرة وموجود فى مصر ويدخل فى صناعة معظم القنبيات المصنعة.

من جانبه..كشف الدكتور عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، أن الأنواع الحديثة من المخدرات مثل الإستروكس والشابو وحبة الفيل الأزرق اجتاحت العالم كله، وأصبحت منتشرة بصورة كبيرة بين الشباب.
وأضاف عثمان في حوار مع “فيتو” أن السبب فى ذلك حسب ما جاء فى تقرير الأمم المتحدة الأخير أنه خلال فترة انتشار وباء كورونا وغلق الموانئ أدى ذلك إلى صعوبة وتراجع تهريب المخدرات التقليدية والمتعارف عليها بين الدول، فلجأ الناس إلى صناعة المخدرات من المواد المحلية المتوفرة بكل دولة من دول العالم، ومن هنا انتشرت المخدرات التخليقية فى العالم كله، مشيرًا  إلى أنه كان يأتى للصندوق متوسط 140 ألف مريض إدمان سنويا، وفى 2020 كانت نسبة مدمنى المخدرات التخليقية مثل الشابو والإستروكس وغيرها من 7-8٪ لكن فى عام 2021 قفزت النسبة إلى 17٪ وهذه تعتبر قفزة مخيفة جدا فى عام واحد.

الأنواع المنتشرة

ولفت الدكتور عمرو عثمان إلى أن الشابو والإستروكس أكثر الأنواع المنتشرة بين مدمنى المخدرات التخليقية، وعموما تلك الأنواع من المخدرات تثير قلق كبير بسبب تأثيرها فى زيادة السلوك العدوانى بين المدمنين، فعلى سبيل المثال مخدرات مثل الكريستال أو الشابو تسبب هلاوس سمعية وبصرية لدى مدمنيها، كما أنها تعمل على زيادة السلوك العدواني بشكل كبير، وتزيد من معدلات انتشار الجريمة، فتجعل من يرتكب الجريمة يصاب بجنون العظمة ويرتكبها بدم بارد، وكل هذه عوامل سلوكية خطيرة جدا.
وأضاف عثمان أنه من مخاطر المخدرات التخليقية أيضًا أنها تجعل الفرد يصل لمرحلة الإدمان بشكل سريع على عكس المخدرات العادية التى تبدأ من مجرد تجربة ثم مرحلة التعاطى ثم الإدمان، فتصل بالفرد الإدمان بشكل متسارع جدا.
وعن دور الصندوق فى مكافحة هذا النوع من المخدرات، أكد الدكتور عمرو عثمان أنه يتوفر لديهم مكونات للتوعية بخطورة تلك المخدرات على مستوى المدارس والجامعات، بالإضافة إلى تدريب عدد كبير جدا من الشباب على التوعية بخطورتها، كما أنه تم إدخال برامج التوعية تلك فى المناطق المطورة بديلة العشوائيات، فيوجد لدى صندوق مكافحة وعلاج الإدمان برنامج كبير جدا للتوعية بخطورة المخدرات التخليقية.

بالإضافة إلى أننا نستقبل جميع الحالات لعلاج هذا النوع من الإدمان، والذى يعتبر أصعب من غيره بسبب تداعياتها الصحية الخطيرة على الصحة كما أنها تسبب مرض نفسى بجانب الأمراض الصحية والجسدية فيتطلب هذا علاج المرض النفسى أولا ثم الدخول فى مرحلة علاج الإدمان نفسه فتصبح المسألة أكثر تعقيدا.

نقلًا عن العدد الورقي…

الجريدة الرسمية